الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ترقصوا مع الذئاب

عدلي محمد احمد

2020 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


وفقا للتجريد الشكلي الارسطي فان حزب الله باعتباره كشريك للنظام ,بل قسما من النظام هو حزب ثوره مضاده , اما فيما يخص جدلية التحليل الملموس لواقع محدد, فان حزب الله يتميز داخل النظام اللبناني الحاكم بوطنيته , بعدائه لاسرائيل, بكونه الآن يعتبر شئنا ام ابينا الحزب الذي ان غيبوه عن الساحه فان ذلك لن يكون الا مقدمه لتعييب ريحة اي وطنيه من اي نوع , واعلان المنطقه فناءا صهيونيا خالصا للامبرياليه.
بكل ما يعنيه ذلك من تفرغ امبريالي صهيوني لمواجهة الثورات العربيه واخضاع جماهيرها لارهاب الدول المحليه التابعه بصوره لن تكون الحاله التي يفرضها حكم السيسي الآن لظروف محدده خاصه بصيرورة ثورة يناير ,الا نسخه باهته.
ان الاهمية التاريخيه لوطنية حزب الله للثورات الشعبيه العربيه, وكذا حماس وحتي ايران, تكمن في ملء الفراغ الذي تركته وطنية منظمة التحرير واليسار السوفيتي والقوميين العرب التي حطمها تقريبا انهيار هذا الاتحاد ,والتحاق الانظمه العربيه باعداء شعوبنا التاريخيين, وهي التي كانت تعول عليها هذه الوطنيه وترتبط بها , فلا غرابه ان صارت في ذمة التاريخ الآن .
وكما كانت الوطنيه القوميه عوجاء , فان الوطنية الدينيه عرجاء, لا شك لدينا في ذلك فسقفها هو نفس سقف القوميين, وطنيه ستتلاشي كما يتلاشي الثلج في الماء , ما ان تتعارض مع المصالح الطبقيه للقاعده الاجتماعيه لهذه التوجهات .
ولكن ادراكنا لذلك لا يدفعنا ببساطه للشطب السهل علي مقاومة حماس ,او مقاومة حزب الله , فان غياب البدائل حتي هذه اللحظه يحرر العقول.
اخطأ حزب الله في تقديرنا في التحاقه بالحكم , كحزب من احزاب اليرجوازيه الكبيره في لبنان, طبيعته الطبقيه جعلته يحصر النظر للمسأله من زاوية واحده , زاويه براجماتيه قصيرة النظر تتعلق بالفائده الماديه التي ستعود علي المقاومه جعلته ينسي ان الثمن الفادح لذلك هو خلط الاوراق مع الد اعداء المقاومه في كل مكان, بكل ما يعنيه ذلك من تشويش بالغ للجماهير.
الخطيرانه اشتري سكوت رفاق طريقه الجدد نسبيا عن المقاومه , بسكوته الفعلي عن حالة فساد نادرا ما مر بها شعب من الشعوب ,الاخطر ان اقرب هذه المكونات الفاسده حتي النخاع ال حزب الله ,هو شريك الجنوب , بري رئيس البرلمان.
ولكن من ينطلق من هذه الخطيئه ليساوي بين حزب الله و"احزاب" الكتائب في لبنان, باسم انها احزاب الثوره المضاده الحاكمه التي يمثلها حكم عون ,هو شخص او حزب مغرض ,او مع افتراض حسن النيه اصابه عمي الالوان , في الحالتين هو يرقص مع الذئاب.
وهنا نقول للماركسيين "الانقياء" الدوجمائيين في الحقيقه , ما كان يذكر به لينين كثيرا نقلا عن فاوست : النظريه رمادية اللون اما شجرة الحياه فتظل خضراء الي الابد , ونذكرهم مع فوارق التشبيه, فكل تشبيه اعرج , ان حزب البلاشفه في يونيو 2017 صد هجوم الجنرالات الملكيين علي من ؟
علي سلطة المناشفه والكاديت المعبره عن البرجوازيه الروسيه!
ميز حزب لينين بين قسم وقسم من الثوره المضاده , لم يساوي بين حزب الله والكتائب!.
ونذكر الجميع بان جماهير ثورة تشرين لم تخرج للميادين الا في اضيق نطاق في الهوجه , ولا اقول الموجه الجاريه الآن, رغم كل الغضب المترتب علي انفجار مرفأ بيروت, لماذا ؟ لأنها بحسها الثوري البسيط اشتمت روائح العفن الماكروني الترامبي زاعقا امام بوابات البرلمان, وحتي في ساحة الشهداء.
نقدنا لحزب الله ليس وليد اليوم , بل وجهناه من اول لحظه من لحظات ثورة تشرين, وسنواصله ونحرص عليه , ابتعدوا عن هؤلاء الفاسدين مهما تكن التبعات, تواصلوا مع مطالب واهداف الجماهير مهما بلغت التكلفه , فلا مقاومه بدون جماهير!,صادروا اموال الفاسدين , وجرموا السرقات, فغير ذلك او التقاعس عن فعل ذلك ما كان يمكن ان يصل بلبنان الي المحطه الراهنه بحال , ولكن القادم اصعب وما زالت الفرصه قائمه , اغتنموها فان استمرارها لن يطول في ظل هذه الهجمه الامبرياليه الشنعاء.
يا جماهير شعبنا اللبناني الشقيق , يا جماهير المقاومه اللبنانيه الباسله , لا تغفلوا عن حقيقة ان ما من ثوره عربيه الا وعبرت عن عدائها للصهاينه, وكانت ثورة يناير في ذلك سباقه ورائده, عندما اقتحمت سفارة العدو , واجبرت المدعو سفيرا للكيان الغاصب علي المغادره بليل, وما من ثوره عربيه الا وابدت تأييدها للمقاومه الفلسطينيه واللبنانيه, ففي ذروة المواجهه مع حكم الاخوان كانت الثوره المصريه قادره علي الفصل بين حماس واخوانها , احتراما للصواريخ ودماء الشهداء الابطال الابرار.
لماذا تصرفت ثوراتنا علي هذا النحو ؟
لانها تدرك ولو بالحس البسيط في ظل ضعف تنظيماتها الثوريه, ان لا حياه كريمه , ولا اقتصاد للشعب يمكن ان يسمح به الصهاينه , خدم الامبريالي الا بالصد والقمع والنضال ضد الصهيونيه حتي تصفيتها.
ومعضلة الثوره اللبنانيه الشعبيه التي يحاولون اغراقها في الاصفر, ان تواصل نضالها ضد الحكم الراسمالي الطائفي اللصوصي الفاسد في لبنان, وان تضاعف المقاومه ضد الصهاينه , فلا اقتصاد شعبي معتمد علي الذات والامكانيات بقادرعلي تلبية احتياجات الشعب من كهرباء وماء واسعارواجور ملائمه للعمال والكادحين , دون رفع طاقة المقاومه ضد الصهيوني الي اقصي حد , ومن هنا فان التفريط في حزب الله كما يدعو امبرياليو القوم, لن يقل عن خطيئه تفوق بما لا حد له خطيئة حزب المقاومه في مشاركة اعداء المقاومه الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -