الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة والطلقة الأخيرة

محمد زكريا السقال

2006 / 6 / 30
القضية الفلسطينية


تتقدم القوات الاسرائيلية في مناطق القطاع ببطء وهدوء، لايعكر صفوها ولايعيقها سوى مجموعة من البنادق، وسواعد لمجموعات من الشعب الفلسطيني المحاصر والأعزل، الموزعة بين صد أحدث الآليات، واقامة السواتر الترابية، وتأمين حماية الأطفال والنساء من الجحيم الذي يتساقط عليهم من كل الاتجاهات. لاداعي للعجلة ، التسديد يجب أن يكون محكما، كل شئ هو هدف، تأتي الأوامر بهدوء ولا بأس من التروي، يجب أن تكون المعركة الأخيرة، بهدوء أستراحة لشرب البيرة، وتستمر المدحلة، تتقدم بدم بارد.
يحدث هذا في غزة، الشعب الفلسطيني في القطاع مستفرد عار متستباح تحت سمع ونظر العالم أجمع. النظام العربي المهزوم لدرجة الفضيحة،. النظام العربي المستبِد يعطي صك تفويض لتطويع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته بصمت واضح، والعدو يمتحن هذا التفويض بكل ما أوتي من غطرسة؛ يحلق طيرانه فوق قصورهم ومزارعهم ،كل شئ ضمن الاتفاق، كل شئ مريح، تقدم إنها المعركة الأخيرة .

مايحدث الآن في فلسطين، يجب أن يطوي مرحلة بتاريخ هذه الأمة، يجب أن يقدم اتجاه آخر، يجب أن يحك الباقي من عقل واحساس عربي متخيل .مايحدث الآن يقدم ويصرح ويحدد بكل وضوح الهزيمة العربية الكاملة والساحقة، أنظمة وقوى، تفكير وخطاب، سلوك وممارسة، ثقافة وتربية سقط الزعيم العربي بكل هنجعيته وتبجحه، بكل صلفه وجبروته المتطاول لدرجة السخف والمهزلة، سقطت كل مبرارته التافهة، سقطت كل مناوراته الممجوجة الفارغة، سقطت شرعيته الساقطة أصلا ولم يعد ممكنا السكوت على طغيانه واستبداده باسم التحرير والعدو ينتهك كل الحرمات والمحرمات،سقطت تبجحاته عن الاصلاح والشلل والفقر والفساد، نخر كل شئ في جسم المجتمع والمواطن، سقط كل شئ والانهيار يصيب كل شئ طالما الانسان العربي لايمتلك قراره. كل شئ مباح طالما الانسان العربي قيمة رخيصة، طالما الانسان العربي مهمش ومحتقر وملغي وغير قادر على الصراخ والوجع في هذا السجن العربي الكبير.سقط العقل العربي المبرمج على التصفيق والنباح للقائد التاريخي، سقط الحزب الثوري الاشتراكي، وسقط الحزب القومي العظيم، وسقط الحزب الاسلامي المعصوم، سقط المنظرون، والفقهاء والمشرعون .
في هذه اللحظة العصيبة لاحل سوى أن يجلس كل المتضررين الحقيقين من هذا الوضع الغير مقبول ، الغير منطقي، الغير انساني. أن يجلس الجميع مع بعضهم من أجل أن يعترفوا، بالهزيمة وكيفية النهوض من جديد، من أجل اعادة الاعتبار للانسان، من أجل القضاء على هذا النظام العربي كمقدمة من أجل اعادة التوازن والانطلاق من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت