الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلاوس

أحمد الأكشر

2020 / 8 / 10
الادب والفن


________

“النداء الأخير للرحلة رقم صفر المتجهة إلى يوتوبيا
على السادة المسافرين الاستعداد و التأكد من حقائبهم و أوراقهم الرسمية حتى تتم اجراءات المغادرة سريعاً”

كانت هذه أخر الكلمات التي سمعتها قبل أن أصعد للطائرة الورقية التي تتحمل غبائي اليومي و عنفوان تمردي على حالي
و ما أن استطعت ربط حزامي بإحكام حتى حلقت فوق طائرتي سحابةً زرقاء . بالأحرى كانت بقعةَ حبرٍ شاردةٍ من كتاب الأماني
مر أيضاً من أمامي
وشاحك الدانتيل
و منديل يدكِ المذيل بكرز شفتيكِ .
حتى ظننت أن حرارة كفي من سلام وجنتكِ لي
لكني كالعادةِ مجنون تعلق بحبلٍ مقطوع
مسلوب الأرادة في اتخاذ القرار المصيري
ألا أنادي كل الاناث باسمك
و لا يلتف ذراعي حول خاصرة أمرأةٍ غيرك
أو حتى أصطحب حنطية إلى حانة الجنون …
و الطائرة تبتعد بعيداً جداً عن كل مألوف
عن كل أرضٍ
و أي بحرٍ
تبتعد عن هذا الفراغ الهلامي المتخم بالضجيج
لتدخل طائرتي هوةً سوداء تبتلع كل شيء ..
حتى ظلام الليل
و أعواد الثقاب المحترقة
و سواد كحل عينيكِ
لم تكن هوة بل كانت ستائر شعرك الطويل الأسود
و كانت يدي المسافرة فيها
المتمردة على هدنة الغياب
الحارقة لأي عذر و أي أسباب
أنا كالعادة وحدي أسقط من هذا الأرتفاع الشاهق
على عشب الوحدة
على أرض الجليد
نعم وحيد
مكتظة أوراقي بالخيبات
و بحنجرتي
مكتومة تلك الآهات ..
يصدح في آذاني
النداء الأخير
الآن تستطيع أن ترى الأرض من نافذة الطائرة
افق
سيدي المرتحل في هلاوس ذاكرتك المتناحرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟