الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بيروت الى اوطاننا المنكوبة .. جرحنا واحد

طارق الجبوري

2020 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تشكل حادثة مرفأ بيروت منذ اسبوع وما سببه انفجار نترات الامونيوم من مأسي وويلالت ادانة جديدة اخرى ليس لنظام الحكم في لبنان فحسب بل لكل النظام الرسمي العربي ، الذب لم يجلب غير اهات ولوعات لمواطنيه في كل اقطار الوطن العربي بما اتسم به هذا النظام من تخلف وابتعاد عن الحد الادنى من مباديء الديمقراطية .. وسواء استقالة الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب ام لا ، فان ما حصل يؤشر لخلل كبير في طبيعة النظام الذي اعتمد المحاصصة وسيطرة شبه مطلقة للاحزاب وتغييب مفهوم المواطنة وغياب مفهوم الدولة الحقيقي وهذا ما ينطبق على انظمتنا العربية بهذا الشكل اوذاك .. يتذكر الكثيرون كيف عصفت الحرب الاهلية الطاحنة في لبنان عام 1975 باخر واحة امان ولو نسبي للمواطن العربي الذي كان يجد في بيروت بل لبنان كله ملاذا يمنحه الحرية التي افتقدها في بلده ، لكن الكثيرون كانوا يخشون على هذه الواحة من الدمار والضياع لان مساحات الحرية المتاحة لم تتوفر فيها مقومات الديمقراطية الصحيحة بما تعنيه من عدل ومساواة وعدم استغلال .. كانت ديمقراطية هشة اتفقت عليها الاحزاب وبحماية دولية واقليمية واضحة .. ديمقراطية بلا سيادة للبلد الذي يحمل رايتها وبلا بعد اجتماعي ، لذلك سقطت في اقسى امتحان عام 1975 وتحمل المواطن اللبناني اكثر من غيره ان لم نقل وحده ويلاتها قتل وجوع وتشريد .. كانت لبنان ضحية حروب النيابة التي تجري على اراضيها وعندما انتهت باتفاق الطائف عام 1979 عاد المواطن اللبناني وبكل ما يملك من طاقة وحب للوطن لبناء لبناء وكله امل بان هول درس الحرب كفيل بان تعيد الاحزاب بكل تنوعاتها النظر في نهجها .. غير ان امراء الحروب والطوائف وكعادتهم بقوا يلهثون وراء منافعهم على حساب المواطن اللبناني البسيط بل على حساب لبنان كلها ، لتأتي كارثة مرفأ بيروت فتؤكد فساد الاحزاب المهيمنة هناك وضرورة تغيير جذري كبير وحقيقي كان المطلب الرئيسي للمتظاهرين اللبنانين منذ تشرين الثاني والى الان .
وبالعودة الى حالنا كمواطنين في العراق بل في غالبية الاقطار العربية ان لم نقل كلها ، صار واجبا علينا ان نصعد من احتجاجتنا الشعبية لرفض المحاصصة والاحزاب الفاسدة المتمسكة بها والتشبث بالتغيير كضرورة لابد منها لضمان استعادة حقوقنا المهدورة واعادة الاعتبار للسيادة التي فقدت معناها بسبب ولاء الاحزاب المهيمنة لجهات اجنبية معروفة ..ان درس مرفا بيروت وقبله دروس ما حصل في بعض مناطق بغداد عندما انفجرت مخازن عتاد في مناطق سكنية كمدينة الصدر ، يجب ان لايمر مرورا عابرا فجرحنا واحد وشقاء ووجع مواطنينا واحد وآن الاوان للاحزاب والشخصيات الوطنية ان تفرز نفسها عن الكتل والاحزاب الطائفية وان ترتقي بخطابها الى ضمير الجماهير الذي رفض المحاصصة ودعاتها على طريق ديمقراطية حقة تضمن حياة كريمة للمواطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: اتهامات المدعي العام للجنائية الدولية سخيفة


.. بعد ضغوط أمريكية.. نتنياهو يأمر وزارة الاتصالات بإعادة المعد




.. قراءة في ارتفاع هجمات المقاومة الفلسطينية في عدد من الجبهات


.. مسؤول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعترف بالفشل في الحرب




.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم