الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصير قيادات الثورة بعد الوصول إلى السلطة: صدام حسين والخميني إنموذجاً

وليد سلام جميل
كاتب

(Waleed Salam Jameel)

2020 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


سنة 1979م ، يحكم في العراق (ظاهراً) الرفيق أحمد حسن البكر وفي إيران الشاه محمد رضا بهلوي ، الأوضاع غير مستقرة ولكن سرعتها كانت مفاجئة ، يوم 16 تموز 1979، الثامنة مساء ومن إذاعة بغداد وتلفزيونها يظهر الرئيس البكر في خطاب تلفزيوني مفاجئ معلناً إستقالته وتنحيه عن منصب رئاسة الجمهورية لأسباب صحية!... كانت الحقيقة أن صدام حسين نائب الرئيس آنذاك حاكما قبضته على الأجهزة الأمنية والإستخباراتية ويقود الدولة قبل عدة سنين من إستقالة البكر ، وكانت إستقالة البكر إجبارية من قبل صدام حسين مؤسس "دولة الخوف والرعب".
من فرنسا كان الخميني ، رجل الدين الشيعيّ المفوّه ، الذي كان يتبنى نهج "ولاية الفقيه المطلقة" يطلق بياناته وخطاباته إلى الشعب الإيراني يحرضهم على الإضراب وإسقاط النظام البهلوي بما يملكه من لغة خطابية راقية ومميزة تشعل الحماس وتثير الهمم إضافة لمقامه الدّيني العالي عند الشعب الإيراني... كانت الحركات المعارضة لنظام الشاه كثيرة ، منها الشيوعية والليبرالية والإسلامية ، وكانت علاقاتهم جيدة مع الخميني الذي كان يطمئنهم أنه مع حرية الفكر وعدم احتكار السلطة ، فاتحدوا معه وأسقطوا النظام من خلال القوى الشعبية الهائلة التي جابت شوارع إيران حينها.
في الساعة التاسعة صباحا يوم 1 فبراير 1979م عاد الخميني إلى إيران بعد 14 عام في المنفى متنقلاً من العراق فتركيا ثم مستقراً في فرنسا واستقبلته الجماهير إستقبالا مهيبا لعله أكبر إستقبال في العالم. كان الليبراليون والعلمانيون يقودون التظاهرات والإحتجاجات في الميادين قبل وصول الخميني برفقة الحوزات الدينية كونهم كانوا يعتقدون بأنهم سيتسلمون السلطة لبناء نظام ديمقراطي يؤمن بالحرية والعدالة الإجتماعية.
تسلم صدام الحكم وكل المناصب التي كان يشغلها البكر سابقا في الثاني والعشرين من تموز سنة 1979. يجمع صدام حسين رفاق دربه البعثيين في قاعة الخلد مباشرة بعد تسلمه منصب رئيس الدولة ويصعد المنصة بهيبة وقوة شخصية عظيمة ، ويبدأ بإلقاء خطاب عفويّ من دون ورقة ليعلن للرفاق أن هناك متآمرون وخونة في القاعة ، ويجب التخلص منهم ، ومن هنا بدأت صناعة الرعب ، يجلس صدام على كرسيه في تلك الجلسة مدخنا سيكارته وبانية على وجهه ملامح العظمة والسطوة والقوة ، ليقول من جملة ما قاله: " بعد ما نرحم"... ووعد البعثيين المطالبين بإعدام الرفاق الخونة -حسب تعبيرهم- أنه سيقوم بذلك بلا شك ، ضاحكا وماسكا بشاربه قائلا "من شواربي" ويضيف " والله لأسوي روسكم طوس" أي أن يفجّر رؤوسهم ثم قام بمجزرته الكبيرة الشهيرة بمجزرة قاعة الخلد وتخلص من رفاقه لتخلو الساحة له بلا منازع للسلطة ، علما أنه قام بتصفية الكثيرين قبل أن يكون رئيسا... ومن جملة من حكم عليهم بالإعدام الرفيق البعثي الكبير والمفكر الملهم ، وأقصد به عبد الخالق السامرائي ، رجل الحوار السلمي في كل اتجاهاته والذي لم يقبل أي حقيبة وزارية بعد مجيء البعث للسلطة وظل متفرغا للشؤون التقافية حتى أنه لم يستخدم سيارات السلطة لشؤونه الشخصية أبدا. في عام 1973 اصدر عبد الخالق السامرائي كراسا بعنوان (حزب الطبقة العاملة) و نظريته التي كرس لها جهوده من جعل البعث حزبا للطبقات العاملة وليس الطبقات البرجوازية وطالب بأن تكون قيادة الحزب القطرية عمّالية. لقد كان السامرائي يريد للحزب أن يكون دارًا للفقراء وخيمة ثوريةً للعرب وربما لهذا السبب سمِّي درويش الحزب أو لأن نمط حياته الخاصة يوحي بالدروشة ، بدءًا من لباسه البسيط وإنتهاءً بحياته المتواضعة. وكان للسامرائي المؤمن بأن حزب البعث حزب الكادحين ، قول عظيم ، يقول فيه: "ستزيح مؤامراتهم كل الشرفاء ، حتى ينهوا الحزب وينتهون".... بقي صدام يحفر للسامرائي حتى وصل للسلطة وأعلن عليه حكم الإعدام في قاعة الخلد المشؤومة ، علما أن السامرائي كان مسجونا منذ سنين عديدة ، لم تكن جريمة السامرائي سوى أنه كان " درويشا " لشدة فقره وتواضعه وإبتعاده عن السلطات. يقول أحد البعثيين: اعدم كلا من غانم عبد الجليل ؛ لكونه متحدث مفوه ، أدرك ذلك عنه خلال مباحثات تاميم النفط ، ومحمد محجوب ؛ لحيازته على المركز الاول عالميا في محو الامية ومنحه جائزة اليونسكو ، واعدم عدنان حسين ؛ لانه عقل العراق الاقتصادي ، واعدم عبد الخالق السامرائي ؛ لأنه جرد البكر وصدام من الاحترام والثقة ، منذ العام 1970، واعدم محمد عايش وبدن فاضل عريبي ؛ لشعبيتيهما بين العمال ، وسجن مرتضى الحديثي 15 سنة وقتله في الزنزانة ، ضمن "إحتفالات" ذكرى تأميم النفط 1 حزيران 1980 لانه رئيس الوفد العراقي المفاوض للشركات العالمية ، ومرسي قواعد بيان 11 اذار الذي لم يلتزمه صدام إنما واصل القتل تلذذا بالدم. وهكذا أعدم صدام حسين كل رفاقه البعثيين الذين يشكّ بإمكانية مزاحمتهم له ، وأنشأ دولة العائلة ، ليتحول عراق الرعب والخوف ملكا لصدام وعائلته من دون منازع وكأن العراق وطن بلا شعب غير صدام وزمرته.
لنعود إلى إيران والخميني من جديد...
في أكتوبر 1978، كان الكيل قد طفح بالمعارضة ، ولجأ الإيرانيون إلى سلاح الإضراب العام الذي أدى إلى شلّ البلد تمامًا ، خصوصًا بعد إضراب عمال النفط ، أهم قطاع اقتصادي في البلاد. في هذا الوقت سُرِّبت خطبة حماسية للخميني يحث فيها المتظاهرين على البقاء في الشوارع ، قائلًا إن "قبضة المتظاهرين من أجل الحرية أقوى من الطائرات والمدافع" ، وأصبحت كل العيون تنظر إلى الخميني مخلصاً مُنتظراً ، ويأمل الناس في عودته إلى إيران للخلاص من ظلم الشاه واستبداده وطغيانه ، وقد كان ما تأمله الشعب وبالفعل عاد الخميني وسقط نظام الشاه بكل أركانه. ولنذكر بعض قيادات الثورة الإيرانية ومصيرهم...
محمود طالقاني:
طالقاني ، أول من إمام لجمعة طهران بعد نجاح الثورة ، رجل الدين ذو الميول الماركسية ، الذي كان يتواصل مع مختلف التيارات السياسية في إيران بما يحمله من توجه متسامح ورؤية اجتماعية تربطه بمجتمعه ومحبيه ، ولذلك كان الوسيط الأمثل بين الخميني والحركات الانفصالية المسلحة. عندما قامت المحاكم الثورية المختصة باعدام المعارضين لنظام الولي الفقيه عارضها طالقاني بشدة ، ورفض المشاركة فيها ، ورفض السلطات المطلقة التي منحها الدستور الإيراني لرجال الدين تحت مظلة نظرية ولاية الفقيه المطلقة ، حيث عارض طالقاني فكرة أن يحكم رجل الدين الدولة. ورفض طالقاني لإقصاء التيارات اليسارية والعلمانية من الحكم ، كرّس حدة الخلاف بينه وبين الخميني ، وفي أثناء إلقاء خطبته في جامعة طهران أمام جموع الإيرانيين قال: "أنا الآن خائف من عودة الاستبداد مرة أخرى إلى إيران ، لكن في هيئة جديدة" ، ويقصد بالطبع الاستبداد بصيغة دينية جديدة ، وبعد انتهائه من خطبته ، اعتقل الحرس الثوري اثنين من أبنائه مما دفعه إلى إعتزال العمل السياسي مكرهاً وتوفي بعدها بفترة وجيزة. يقول بحقه أروند إبراهيميان، الباحث الإيراني، في كتابه (تاريخ إيران الحديثة)حسبما ينقله تقرير لساسة بوست أنه كان رجل الدين الأكثر شعبية في طهران إبان الثورة ، وأنه لو لم يمت لربما كان قدم ثقلًا ليبراليًا موازيًا للخميني.
السيد محمد كاظم الحسيني الشريعتمداري:
وهو مرجع شيعي إيراني كبير ، كانت له أدوار دينية وسياسية كبيرة في إيران والعراق ، كان للمرجع شريعتمداري الذي يعتبر من أهم وأقوى رجال الدين المعارضين للشاه نصيب من الإقصاء ، وهو نفسه الذي أنقذ الخميني عندما كان في إيران وقرر الشاه إعدامه ، حيث إدّعى أن الخميني مجتهد لأن الدستور الإيران كان لا يجيز إعدام المجتهدين وهو ما استغله شريعتمداري. كان شريعتمداري مقربًا من الأقليات العِرقية في إيران، ومن أهم رجال الثورة الإيرانية، وأحد أعضاء المجلس الثوري. ولقوته وتأثيره على الإيرانيين، عرض عليه الشاه -بعد المظاهرات التي ضربت البلاد قبل الثورة بأشهر قليلة- أن يساعده في اختيار حكومة تحظى بتأييد الإيرانيين، لكنه رفض، وفضّل البقاء في صفوف المعارضة. بعد الثورة، أسس شريعتمداري حزب «الشعب الإسلامي»، لكن لم تأتي الرياح بما تشتهي السّفن ، فعندما صدر الدستور الإيراني الجديد للجمهورية، كان شريعتمداري أول المعترضين عليه، وبرر اعتراضه بأنه يمنح سلطات مطلقة للمرشد الأعلى، وهو أمر خطأ في رأيه، لأن رجل الدين يجب أن تظل صلاحياته محدودة ، وبالطبع كان هذا الرأي هو امتدادا للرأي الشائع في الحوزة العلمية والذي يؤمن بالدولة الدستورية البرلمانية وفق ما قرره مؤسس الفقه السياسي الحديث في الفكر الشيعي الشيخ النائيني في كتابه (تنبيه الأُمّة وتنزيه الملَّة) والذي يؤكد فيه على أن عمل السلطة الأساس إقامة وظائف البلاد ومصالحها وفق دستور محدد وليس وفق الكره والمالكية ، وأن تكون اختيارات الحاكم محدودة بحدود هذه الوظائف المحددة بالدستور لتيسير أمور الناس ، ومشروطة بعدم تجاوز حدود الوظائف المقرّرة له أو عليه. رأى شريعتمداري أن الخميني سيصبح مستبدا وشاهاً جديداً لكن بصبغة دينية ، وكان قلقا من أن تسقط روحية الإسلام من قلوب الشعب الايراني ، وبعدها أقام تظاهرات سلمية فإعتقله الخميني ومُنِع من التدريس في الحوزة، وتعرض أتباعه للتنكيل وتعرض هو للضرب والإهانة وتم إحراق مكتبته وبعد تعرضه للمرض وتوصية الطبيب لنقله إلى اوربا او على الأقل طهران تم منع اسعافه وعلاجه وعندما ازدادت حالته سوءا نقلوه للمشفى تحت حراسة شديدة ولكنهم كانوا يعلمون بأن الأوان قد فات فتوفي بعد ذلك مظلوما ومتهماً بالتآمر! ، ودفن سرًا من قبل الأجهزة الرسمية ومُنعت حتى الصلاة عليه!.

مهدي بازركان:
كان أول مَن كلفه الخميني لرئاسة الحكومة بعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي. تولّى رئاسة الحكومة المؤقّتة من عام 1979 حتى 1980 ولم يستمر سوى تسعة أشهر ، وكان من أنصار الثورة الإيرانية على الشّاه ، وأحد القادة البارزين فيها. عارض فكرة المحاكم الثورية ، ونبرة الانتقام المسيطرة على الخميني وبعض رفاقه ، وتعرض لانتقاد الشيوعيين لأنه (أتى من طبقة برجوازية ويتبنى أفكارًا ليبرالية فاسدة). وعندما حدثت أزمة الرهائن الأمريكيين حينما حاصر بعض الطلاب الإيرانيين السفارة الأمريكية وأخذوا العاملين فيها رهائن ، عارض بازركان ذلك ، وألمح إلى أن تلك الحادثة وقعت بمباركة الخميني ، وبعدها قدم استقالته ، ويشاع أنه أُجبِر على الاستقالة ، وانضم إلى صفوف معارضي الخميني.
في تقرير لساسة بوست يذكر أن أولى المناوشات بين بازركان والخميني كانت في مارس (آذار) من العام 1979 ، عام الثورة ، بينما كان الشعب مستعدًا للتصويت بنعم أو لا على إقامة جمهورية إسلامية ، أراد بازركان أن يعطي الشعب خيارًا ثالثًا وهو «جمهورية إسلامية ديمقراطية» ، لكن ذلك لم يرق للإمام ، وجادل عن رفضه بأن "ما تريده الأمة هو جمهورية إسلامية ، لا جمهورية ديمقراطية ولا جمهورية ديمقراطية إسلامية ، لا تستخدم هذا المصطلح الغربي ، إن هؤلاء الذي يدعون إلى هذا الشيء لا يعرفون شيئًا عن الإسلام".

أبو الحسن بني صدر:
لعل أهم شخص يجب أن نتحدث عنه هو أبو الحسن بني صدر صاحب مقولة " الخميني رجل ذكاؤه السياسي محدود ، لكنه متحدث رائع ، ويعرف كيف يجذب إليه الناس ، وهذا ما كنا نحتاج إليه في تلك الفترة". بعد قيام الثورة شغل أبو الحسن مناصب كثيرة ، فكان وزيرًا للمالية ، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية رغم معارضته الشديدة للخميني في تلك الفترة بسبب إصراره على استكمال الحرب ، ثم في عام 1980 انتُخب رئيسًا لإيران لفترة دامت نحو 17 شهرًا فقط. عارض الخميني بني صدر كثيرًا لتبنيه أفكارًا ديمقراطية ، إذ كان الخميني وقتها يرى الديمقراطية فكرة غربية لا يجب الاقتداء بها. اشتد الخلاف بين الرجلين، وعلم أبو الحسن أن هناك نية من رجال الدين للتخلص منه ، فهرب إلى مكان سري لستة أسابيع في طهران رغم أنه كان ما يزال رئيسًا! ، وكان حينها على صلة قوية بقائد القوات الجوية ، فساعده على الخروج من طهران متجهًا إلى باريس ، حيث يعيش حتى الآن. في لقاءاته، يقول أبو الحسن بني صدر إن معركته مع الخميني كانت بالأساس حول الديمقراطية ، التي لا يؤمن بها أحد ممن سيطروا على الحكم بعد الثورة. اختلف أبو الحسن بني الصدر مع الخميني بعد أن اتهمه الأخير بضعف الأداء في قيادة القوات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية، تمت تنحيته في 10 حزيران 1981 من موقع مسؤوليته بسبب معارضته لاستمرار الحرب بين إيران و العراق.

الشيخ حسين علي منتظري:
جاء في موقع ويكيبيديا: آية الله حسين علي منتظري ، رجل دين إيراني معروف ، كان أحد قادة الثورة الإسلامية في إيران. حكم عليه بالإعدام في عهد الشاه سنة 1975 ، لكن أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية تولى رئاسة مجلس قيادة الثورة ، ومجلس خبراء القيادة ، وأصبح إمام صلاة الجمعة بعد رحيل آية الله محمود طالقاني ، وأخيرًا عينه الخميني نائباً للمرشد الأعلى ، باعتباره الرجل الثاني في الثورة الإيرانية ، وأطلق عليه لقب نائب القيادة العليا.
وفيما بعد ازدادت التوتّرات بين منتظری وبين النظام الذي يحكم الخميني قبضته. إذ كان في بعض القضايا ، كاستمرار الحرب العراقية-الايرانية ومحاكمات المعارضة من جماعة مجاهدي خلق ، يقف بخلاف ما يعتقد به أقطاب النظام. ثم قام بإرسال رسائل إلى الامام الخميني موجها فيها انتقاداته للنظام. وفي عام 1989 تم عزله من مناصبه بسبب معارضته السياسية ، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بمدينة قم.
في عام 1989 تم عزله من مناصبه بسبب معارضته السياسية، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله بمدينة قم.
كان منتظري منتقدا لنظرية "ولاية الفقيه المطلقة" ومعترضا على فقرات دستورية ومؤمنا ب "ولاية الفقيه الإنتخابية" والتي لا تمنح الفقيه ولاية مطلقة كما ينظر لها الخميني كما يشترط انتخابه. يقول وزير الثقافة الإيراني الاسبق، عطاء الله مهاجراني: "نحن جميعًا بقينا صامتين إزاء هذه المذبحة التي قتل فيها شبابنا، وذلك لأنَّنا كنَّا نعتقد أنَّ الحرب تبرِّر هذا الصمت وتسمح بأعمال القتل هذه التي لم يكن لها في تاريخنا أي مثيل من حيث حجمها. ومن بين جميع المسؤولين لم يرتفع سوى صوت واحد؛ صوت آية الله منتظري الذي احتجّ على عمليات القتل ولذلك تم عزله من منصبه. وفي الحقيقة إنَّ قيمة ما فعله تفوق قيمة كلِّ منصب كان من الممكن له أن يفقده"...
وهناك إعتقالات وإعدامات جماعية كثيرة جدا قام بها هذان الحاكمان في العراق وإيران حين حكما البلدين بالحديد والنار...
هكذا فقد وصل الرجلان إلى الحكم بنفس الفترة ، وإستخدما نفس إسلوب الإقصاء والدكتاتورية المطلقة ، ورفض أي شكل من أشكال المعارضة ، وأشعلا حربا لمدة ثماني سنوات ، دمرت البلدين وأنهكت الشعبين... إن مصير رفاق الدرب كان في الظلمات بعد سيطرة هذين الشخصين على مقاليد الحكم...
الفرق أن الخميني كان يعتقد أنه ممثل الله في أرضه والمؤتمن على رسالة نبيه محمد وله كل صلاحيات الرسول في الحكم ، لذا كان يحارب معارضيه وينصب لهم أعواد المشانق لإعتقاده بأنه ممثلا للحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ؛ فيما كان صدام يرى بأن حزب البعث ونهجه ، أي نهج صدام ، هو الحق المطلق الذي لا تشوبه شائبة ومن يعارضه أو يفكر في معارضته أو من المحتمل أن يكون معارضا له مستقبلا يجب تصفيته مباشرة ليبقى الحق المتمثل بصدام وحده لا شريك له شامخا على أعواد المشانق!.

* أودّ الملاحظة بأن الأصل في المقال كان منشورا على الفيس بوك ثمّ قررت بعد مدة طويلة إعادته على شكل مقال ، لذا كانت بعض الفقرات مأخوذة من مقالات منشورة لا أذكرها بالتحديد وهذا للأمانة العلمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على