الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجموعة ماكرين في هيئة ماكرون

عمر يوسف

2020 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


من يرقب مشهد الطغمة الحاكمة في لبنان وهي تنتظر إعلان دياب حل حكومته يظن أنه في حفل استقبال لمدعوين لحضور حدث لا يعنيهم، ابتسامات ومجاملات وانتظار خطاب معد سلفا، وكأن اللبنانيين في أفضل حال وهم اليوم يمارسون الديمقراطية المستوردة.

جاء المخلص ماكرون في نكتة أقرب ما تكون للسماجة منها للإضحاك. هذا الذي يمثل من استعمر لبنان بالأمس جاء يعيد تمثيلية إعادة جماجم أبطال جزائريين ليقوي شوكة تبون. انطلت الحيلة على الجزائريين وهم الأذكياء دون أن يتساءلوا إن كانت صناديق الرفات تحتوي جماجم أم هي فارغة، ودون أن يسألوا عن جمجمة واحدة بالتحديد، تعود لبطل يدعى سليمان الحلبي الذي تخوزق من رأسه حتى دبره ولا تزال جمجمته تقبع في نكتة أخرى اسمها متحف الإنسان في فرنسا.

جاء ماكرون يدعي تخليص لبنانيين متغافلا عن بطل آخر يدعى جورج عبدالله، يراوح السجون الفرنسية كما يراوح فلسطينيون المعتقلات الإسرائيلية، إلى أبد الآبدين. جاء يتحدث من علياء المخلص الطاهر وكأن فرنسا بريئة من ضياع لبنان اليوم وهي التي دعمت ميليشياته وتقسيماته وطائفيته على مدى عقود.

تلقم اللبنانيون الطعم، فانتظروا قرار المستعمر ليقرر الوجوه الجديدة في لعبة تبديل الأحجار على رقعة ممزقة. هذه الفرنسا نفسها لم تحرك ساكنا في مشهد قصف غزة التي قتل منها عشرات الآلاف. لم تحرك ساكنا في مشهد قتل السوريين بل ساهمت في قتلهم مؤيدة النظام تارة وأخرى المعارضة التي عجت بمرتزقة فرنسيين. سقطت في سوريا قنبلة مماثلة يجربها الإسرائيلي، فلم يلق لها أحد بالا. لم تحرك فرنسا ساكنا في اليمن المنكوب ولا مصر المنهوبة وساهمت في اشتعال حريق ليبيا. فلماذا تعنيها لبنان فجأة فتخرق حظر السفر المفروض بالوباء لتهب لمساعدته؟ محبة؟ بالطبع لا! ولكن فرنسا التي أسست لوجوه اللعبة في لبنان ستتضرر إن تغيرت قواعد اللعبة وتريد ببساطة أن تحدد الوجوه التي سترضى عنها في اللعبة الجديدة. ستبدو وجوها جديدة ولكنها ستتابع نفس النهج. لن يتقدم خطوة وطن مفكك، ويجب أن يبقى على رأسه من يضمن تفككه ويلملم الفوضى بعد تجربة السلاح النووي الجديد من قبل الإسرائيليين.

هل يبقى اللبناني رهين محبسه؟ كلا! بل يقدم على تسلم الأمر بيده هو. تجتمع الفصائل المحتجة، تنشئ مجلسا توافقيا يضم الجميع بجهد شعبي بحت ثم تنقلب على الحكومة وتطيح بها بكافة ممثليها المرتزقة. وزيرة الدفاع تتصرف كأنها في صبحية جارات وهي التي يمكنها الإطاحة بالفاسدين وليس هيكلهم البالي من فورها.

يقال "إن لم تكن لديك خطة معدة فكن مستعدا لتصبح جزءا من خطة طرف آخر." كما أن الله يساعد أولئك الذين يساعدون أنفسهم. إن لم يبادر الشعب اللبناني دون غيره اليوم لقيادة بلاده خارج الأزمة، سيكون لقمة سائغة في طبق وإن تغير شكله فهو على كل حال موضوع على مائدة اللئام،وليست النكات أيها اللبنانيون مقال هذا المقام، إن لم تؤخذ هذه المؤامرة على محمل الجد، فماذا بقي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا