الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انجريد أرفيدسون شاعرة سويدية منسية

سعيد الجعفر

2020 / 8 / 12
الادب والفن


ترجمة₩ سعيد الجعفر:إنجريد أرفيدسون شاعرة سويدية ولدت عام 1919 في مدينة لوند الجنوبية عملت كملحقة ثقافية في السفارة السويدية في واشنطن ومديرة للإذاعة السويدية اصدرت مجموعتها الأولى عام 1949 وبعنوان "خرائب الربيع". ثم تتالت المجموعات الشعرية لتبلغ 11 مجموعة آخرها مجموعة "شئ ما أحمر".المجموعة التي ترجمت منها بعض قصائدها. أود أن أنوه الى أنها عنونتها لو ترجمت العنوان حرفياً "الحمرة" لكنني لم يعجبني نقل العنوان الى العربية بتعريه الكامل هذا، فغلالة ما من لون آخر أو من اللالون ضرورية هنا.
ورغم كل هذه المجموعات الشعرية والشعر ذو الخصوصية التي لا أجدها لدى الكثير من الشعراء السويديين الذين تملأ مجاميعهم واجهات محلات الكتب والمكتبات العامة، إلا أن هذه الشاعرة بقيت منسية تماماً وفي عمرها الذي يناهز الآن 89 عاماً.
تكتب هي كثيراً عن هواجس السفر، عن المحطات، عن الغرباء، عن المسافرين ولذا تبدو وكأنها شاعر عربي قديم يكتب عن الأطلال، فدائماً هنالك اشياء نساها أو تناساها مسافرون ما. ويبدو أن لديها شعور بالإنتماء الى هذا الإثنوس الذي لا يريد الإنتماء سوى الى الى هذه الأرض، فهي أولاَ وأخيراَ أمنا جميعاً. ولذا يمكن وضع أرفيدسون في صف الغرباء جونار أيكلوف، أديث سودرجران، نيلز فرلين، فلهلم موبيرج، توربيورن سيفه وأخيراً المتغرب الكبير المصور إيفان أجيلي.
يتميز شعر ارفيدسون بكونه ذو نبرة خافتة لكن تحت همس القمر وفضة رماده يزدحم اضطرام الجمر والحمرة، ولذا جاء عنوان مجموعتها الأخيرة ليكون تجريداً لقصائد المجموعة. علاقتها بالشرق واضحة فهو يتردد دائماً تارة كزمرد شرقي وطوراً كالق وحيناً باسمه مباشرة، لكن اليس الشرق حقاً هو الجمر الذي يختبئ تحت رماد الأفكار النمطية والمسبقة التي كونها عنه خيال الغربيين.
لقد وجدت في الكثير من قصائد إنجريد أرفيدسون شئ ما لم أكتبه أنا ولذا جاءت الترجمة وكأنني أكتب قصائد ولا أقوم بترجمة، فلم أجد حقاً تماهياً مني في قصائد آخرين مثلما وجدته حين قرأت قصائدها. فهل هي الغربة أم النبرة الخافتة أم شقاء الإنسان رغم كونه يعيش في نعيم مجتمع الرفاهية هي التي خلقت التماهي هذا. اترك الأسئلة مفتوحة واقدم شيئاً من قصائدها التي أتمنى أن أكون وفقت في ترجمتها. السنديانة سنديانة ضربتها الصاعقة
جرح اسود
يمتد من الجذور حتى القمةبعدها بزمن طويل
كانت الأغصان لمّا تزل
تحمل أوراقاً نضرة..واغاني طيورالجرح الأسود والزهور
يتجاوران حد الإلتحام
أمر لا ينبئ عن مغزى
بل مشهد يبقى طويلاً
وحسب... شئ ما أحمر
كما عند الجبهة
النبيذ تجمد
وأستحال ثلجاً
ثلجاً أحمراكما في صالة المستشفى
البهرجة الفاقعة
بلون الدم...للتلبانكما باتجاه سماء الخريف
تلتهب القمم المتبقية من أشجار القيقبكما القضبان
حين تلتهب كالجمر
من توق السجناءوالحقل الأحمر
في اللوحة
يتفجر نابضاً
باتجاه الإطار الأسود المشاعل
كالمشاعل الآتية من الماضي
ها أنا ارى اشجار الليلكتشرق فوق صباي
بألق شرقيأشرقت
فوق عشق وحزن مبكرينما من غلالة حزن
ما من ذكرىً مناكائنات غريبة
منغلقة على عالمها الغريبتشرق لوهلة على الأرض
بألق شرقي
سلوى وأخيراً
انها الصور..الموسيقى..والأشجار المزدانة بالزهور
من تقول لك.
انك لست وحيداً
تعال...واحمل معك ظلامك
فسنغسله بضوءنا
كيما نعيده انصع
أسهل أن يحمل
الزمرد الدفء الأخير للصيف
لذي لمّا ينطفئ بعد
الصمت
بين نضج وانحلال
الصمت الذي يلي اغنية الطير
أعصر في حدائق مهجورة
الخضرة الأخيرة
التي لمّا تزل تشرق
زمرد
نساه أمير مرتحليوم في شمس تشرين*
دفء من شخص ما
جمرة الاوراقشئ ما أحمر
ينادي من أعلى الأشجار
الشتاء لم يأت بعد
والثلج
ولا حتى الصالة الباردة... البيضاء
ولا الصمت
ليس بعد
*القصيدة الأخيرة بدون عنوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال