الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها ٱلديمقراطيون لا تلوموا ٱلرئيس على عبد ٱللّه صالح

سمير إبراهيم خليل حسن

2006 / 6 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


بعد سبعة وعشرين عاما فى رئاسة ٱلسلطة قال ٱلرئيس ٱليمنىّ على عبد ٱللّه صالح معلنا أنه لن يرشح نفسه لمنصب ٱلرئيس فى ٱليمن. وأنه يريد أن يُشرف بنفسه على عملية ٱنتقال ٱلسلطة بوسآئل ديمقراطية.
لكنه عاد عن هذا ٱلإعلان مأخوذا بما فعله ٱلشعب ٱليمنىّ فى هيجانه وصياحه بٱلبيعة لـ على عبد ٱللّه.
ٱلرجل قد يكون صادقا فيماۤ أعلنه. وما فعله ٱلشعب ٱليمنى يذهب بتوازن أىّ رجلٍ مهما كان صادقا ومتوازنا. فكيف برجل تعوّد على ٱلسلطة لفترة سبعة وعشرين عامًا؟ ولماذا نلومنّ ٱلرجل وشعبه يؤلهه ويرى فى سلطته ما يوفّر عليهم ٱلتفكير بٱلألوهة وخلافتها فى ٱلأرض؟
وأذكّر مَن يلوم ٱلرجل بما جآء فى سورة يسۤ عن قوم ٱلرسول وشعب ٱليمن قريب بأمّه ٱلهاوية منهم:
"يسۤ(1) وَﭐلقرءَانِ ﭐلحَكِيمِ(2) إِنَّكَ لَمِنَ ﭐلمُرسَلِينَ(3) علىٰ صِرَٰطٍٍ مُّستَقِيمٍ(4) تَنزِيلَ ﭐلعَزِيزِ ﭐلرَّحِيمِ(5) لِتُنذِرَ قَومًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُم فَهُم غَٰفِلُونَ(6) لَقَد حََقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ(7) إِنَّا جَعَلنَا فِىۤ أَعنَٰقِهِم أَغلَٰلا فَهِىَ إلى ﭐلأذقانِ فهم مُقمَحُونَ(8) وجعلنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَدًّا ومِن خلفِهِم سَدًّا فأغشَينَٰهم فَهُم لا يُبصِرُونَ(9) وَسَوَآء عَليهِم ءََأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(10)".
وفيهاۤ أنّ ٱلقوم هم وءَابآؤهم غافلون عن ٱلإنذار.. أكثرهم لا يؤمنون.. مقمحون.. لا يبصرون.. لا ينفعهم ٱلإنذار.
مثل هؤلآء لا يستطيعون ٱلتفكير بٱلألوهة وهى نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض. فٱلتفكير بٱلألوهة يحتاج إلى سير فى ٱلأرض ونظر يوصل صاحبه إلى علم ينير له مسألة ٱلخلق فيخلف فيها. وهؤلآء يريدون من ٱللّه أن يكون جاهلا مثلهم ويعيش بينهم يهوج ويموج ويقول كما قال على عبد ٱللّه صالح وهو تحت تأثير هياجهم وصياحهم: أنا معكم أنا معكم.
لقد بيِّن بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ أنّ حال قوم ٱلرّسول وأقربآئهم كما جآء عنه فى سورة يسۤ سيبقى فيهم إلى يوم ٱلحساب:
"وقال ٱلرّسولُ يَـٰرَبِّ إنّ قومى ٱتَّخَذُوا هٰذا ٱلقرءانَ مَهجُورًا" 30 ٱلفرقان.
وهذا ٱلتذكير لاۤ أريد منه دفع ٱليأس إلى قلوب ٱلذين يسعون من أجل سلطة ديمقراطية فى بلاد قوم ٱلرّسول. بل أريد منه تذكيرهم أنّ ما جآء فى سورة يسۤ "لَقَد حََقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ" يبيّن أنّ أقلية تؤمن من قوم ٱلرّسول. وأنّ مثل هذه ٱلأقلية إذا عززت إيمانها بمفاهيم عيش مدينى فيدرالىّ ديمقراطىّ تستطيع ٱلتأثير فى وسط هياج وصياح هذه ٱلأكثرية كما فعل رسول ٱللّه محمد وقد أقام أول دولة مدينة فى حياة ٱلناس بهداية من ربِّه. وقد ٱستعان علىۤ أكثرية قومه قريش بقوم أخرين.
كما بيّن كتاب ٱللّه ٱلعربىّ لهذه ٱلأقلية أنها ستبقىۤ أقلية إلى قيام ٱلساعة:
"ثُلَّة مِّنَ ٱلأوَّلين(13) وقليل مِّنَ ٱلأخرينَ(14)" ٱلواقعة.
وبيّن لها ٱحتمال ٱلنصر على قلّتهاۤ إن كانوا مؤمنين:
"كم مِّن فِئَةٍ قليلةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثيرة بِإِذنِ ٱللَّهِ وٱللَّهُ معَ ٱلصَّٰبرينَ" 249 ٱلبقرة.
وهذا فى ٱلحرب فكيف بٱلعمل ٱلسلمىّ ٱلذى يدعوا من دون حرب إلى عيش مدينىّ وإلى مسئولية ٱلناس ٱلشخصيّة فيما يؤمنون ويعملون ويصنعون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف