الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في : حيثيات الأزمة المتأزمة بينَ بغداد وانقرة .!

رائد عمر

2020 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في : حيثيات الأزمة المتأزّمة بين بغداد وانقرة !
رائد عمر
دونما ايّ جزمٍ استباقيٍّ , ولا حتى اشاراتٍ ترمز بلغة التشكيك بموقف القيادة السياسية والعسكرية في العراق ازاء العدوان التركي المسلح الأخير , إنّما على الأقل , فليس مستبعداً أن ينصهر ردّ الفعل العراقي ويذوب , دونما ذوبانٍ لتصريحات الإستنكار النقدية الحادّة والجادة بهذا الشأن الشائن : -
الأتراك كانوا يدركون مسبقاً " اي قبل توجيه الدرون التركية للإنقضاض على ضباط عراقيين من حرس الحدود وقتلهم " , بأنّ بغداد سوف تستدعي السفير التركي في العراق وتسلّمه مذكّرة احتجاجٍ شديدة اللهجة , وهذه ليست المرة الأولى وربما ليست الأخيرة ايضاً !
ثُمّ , التهديد العراقي بتقديم شكوى الى مجلس الأمن ازاء الإعتداء التركي المسلّح , هو ممكنٌ ووارد , لكنّه من المحال أن يؤدي مفعوله الى مغادرة القوات التركية لأراضيها في شمال العراق او وقف غاراتها الجوية ايضا , ومتى كانت قرارات مجلس الأمن تحمل الصفة الإلزامية والقسرية .! مع استثناءاتٍ خاصة ومحددة كالحروب العربية – الإسرائيلية إنموذجاً .!
وإذ تبرز وتتكرّر دعواتٌ عراقية بأستخدام وتسديد سلاح الإقتصاد الحادّ ضدّ تركيا ووقف التبادل التجاري بين البلدين , والذي بموجبه يبلغ استيراد العراق من الترك نحو 12 – 16 مليار دولار وفق ما تتناقله الأخبار العراقية " غير المتأكدة من دقة الرقم .! " , واذا ما آلت اليه صيرورة وآلية استخدام هذا السلاح غير المسلّح .! , فلربما تصل الأمور بشكلٍ او بآخر الى طرد واخراج عدد من الشركات التركية من العراق وارغامها على ترك مشاريعها " وهي في مرحلة النصف او اكثر من مرحلة التنفيذ والتشغيل " , وبذلك لابدّ أن تتخلى الحكومة العراقية عن هذه المشاريع وتنساها الى أجلٍ غير مسمّى في المدى نصف المنظور .! , أمّا بما يتعلّق باستيراد البضائع والمنتجات التركية التي تغزو الأسواق العراقية , وبهيمنةٍ تقنيّةٍ تتفوق عن سواها في المحيط الجغرافي , فلا يبدو أنّ هنالك بدائلاً جاهزة وفورية عنها من دول الجوار " مع أخذٍ بنظر الإعتبار لمستوى وفروقات الأسعار ومستوى الجودة , مع متطلبات عنصر الوقت وما يستغرقه لتغطية متطلبات الأسواق .
في حساباتِ إدارة الأزَمات وتشعّباتها ومستوياتها , مع أخذٍ بنظر الإعتبار لمداخلاتها , فجليّاً يترآى أنّ ردَّ الفعل العراقي تجاه عدوان الترك لم يكن حيوياً وفعالاً بما فيه الكفاية " حتى في حدّه الأدنى " , فعلى الرغم من رفض استقبال زيارة وزير الدفاع التركي الى بغداد " بعد الغارة التركية على الضباط العراقيين " , بأنه كان موقفاً جميلاً من كلتا الزاويتين السيكولوجية والإعلامية , وهو تجاوزٌ مقبول لما قد يطرحه الوزير التركي والإستماع اليه " حتى خارج العاصمة العراقية" , لكنه كان من المفترض وفق متطلبات الدبلوماسية الساخنة , أن يطير وفدٌ عراقيٌ رفيع المستوى الى تركيا , وأن تتشكّل عضوية الوفد من الرئاسات الثلاث وبمعية وزراء الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات والأجهزة الأخرى ذات العلاقة , لبحث العدوان المسلّح وأبعاده وما يترتب عليه , وبلهجةٍ سياسيةٍ غاضبة , تتضمّن فيما تتضمّن التلميح الى تنسيقٍ عسكريٍ - ميدانيّ بين العراق واليونان في شمال العراق , اي عند الحدود الجنوبية القريبة من الحدود التركية .!
وقبلَ أنْ نقول هيهات .! , فإنّ اكثرَ وأشدّ ما افشلَ الخطط العراقية اللازمة لذلك , فهو الناطق الفاشل بأسم وزارة الخارجية العراقية المدعو " احمد الصحاف " الذي اعلنَ وصرّح عقب وقوع العدوان , بأنّ العراق " متمسّك " بالحل الدبلوماسي للأزمة مع تركيا .! , بدلاً ممّا كان عليه القول : , وهذا ما تطرّقت له مقالتنا المتواضعة ليوم امس . لكنّ الأنكى أنّ الحكومة العراقية لم تنتبه وربما لم تلفت ايضاً لكلّ ذلك , ولا حتى لسواه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا