الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام الحكم العربي .!

ميشيل زهرة

2020 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


إن طبيعة نظام الحكم العربي ، هو نظام ( الملك الكاهن ) الذي يجمع الديني و الزمني معا ، و إن لبس السياسي اللباس الرسمي و الكرافيته..! أي حكم الخليفة الآمر بما أنزل الله ..بمعنى آخر : إن الأمير الديني ، و الأمير السياسي ، كتوأم سيامي ملتصقان في حميمية تآمرية على الشعبي ..و خاصة في الملمات ، فتظهر هذه الحميمية ، و يكشر الديني و السياسي عن أنيابهما ، و يشتغل العض في المجتمع ، و اغتيال و عيه ، و قتل كل من تسول له نفسه أن يشعل شمعة لينير الدرب لهذه القطعان المقهورة ..و التي لا ترغب في النور ، كأنها استعذبت الظلام ، و العماء .!.
الأمراء الثلاثة ( ديني – سياسي – ثقافي تابع ) نتاج المنظومة الاقتصادية المتخلفة ، و التي لم تستطع أن تتطور فحافظت على الديكتاتور الذي يحميها للأبد .! هذه طبيعة الاقتصاد العربي و حكامه ، على عكس الاقتصاد الغربي المتطور دائما ، و الذي أنتج من تطوره الدائم ديمقراطية تغير الحاكم بشكل مستمر .
السلعة العربية التي ينتجها الصانع العربي ، سلعة تقلد السلعة المصنوعة خارجيا ، فلم يبدع صانعها ، و لم يطورها ، فبقيت متخلفة لا تستطيع المنافسة مع السلعة الشرقية ، أو الغربية ، لذلك طرحوا : لا للشراكة مع التجارة الأوروبية ، و لا للسلام مع العدو ..و لا أظن أن أحدا ينسى اللاآت المعروفة في رفض السلام ، و رفض الشراكة في السوق الاقتصادية الذي رفضها الصناعيون ..هذا النمط المذعور ، و المتخلف ، من الاقتصاد ، في هذه المنطقة المنكوبة ، يحافظ على من يحميه في داخل الأوطان ، و الذي يؤمن له القوانين التي تحاصر الناس و الحدود للحفاظ على السلعة التي تسمى وطنية ..فوجد ، ذلك النوع من الاقتصاد ، ضالته في ديكتاتور ..فحافظ عليه للأبد ، و كرسه مقدسا في اذهان الناس ، لكي يقدموا أرواحهم رخيصة دونه ..!
الآن تغيرت البنى الاقتصادية في المنطقة ، و تغير الاقتصاد من صناعي هزيل فاشل ، إلى تجاري طامح ..و أنتم تعلمون : إن التجاري لا قداسة عنده ، لا للوطن ، و لا للرب . إنما قداسته فقط للربح و تحريك اموله ، من عملة وطنية ، إلى عملات صعبة حتى لو غرقت العملة الوطنية و جاعت الناس . لأنه غير مرتبط بولاء للأرض ، و لا من يقطنها . لذلك سيشتغل على الانفتاح ، و التحرر من عقدة السلام ، و الشراكة ..لأنه ليس صانعا للسلعة ..هو مستورد لها فقط ، و أمواله خارج الوطن عادة ( و لا أفضل الصناعي العربي عليه ، لأنه على علاقة سرية أو علنية مع السياسي ضد الشعبي ..أما بشراكة ..أو بهبات شهرية تقدم له ). بهذا تسقط عنه و عن السياسي صفة الوطنية ..هذا الوضع الاقتصادي الجديد سيغير في الواقع تغييرا عميقا كما أرى ..في السياسة ، و الدين ، و الثقافة ..و سينتج أنماطا جديدة من الأمراء الثلاثة ..و كما نعلم : إن جمهورنا جمهور تقبلي ، ككل الجماهير في العالم . إذ يعتاد على الجديد ، و إن وقف ضده مؤقتا ..!
لكن السؤال الأكثر عمقا : عندما يدخل الرأسمال الاستثماري إلى المنطقة بعد الانفتاح ، و يبني المصانع و المعامل على هذه الأرض ، وينتج السلعة بايدي شعوبها ..تلك السلعة التي ستباع في الأسواق العالمية .. هل نستطيع تسميته : اقتصادا صناعيا وطنيا ..؟؟ أم أن مفهوم الوطنية مفهوم فضفاض غير واقعي ..و هل ستنفتح الحدود الجغرافية بين ما يطلق عليها أوطان لذلك يسهل ظهور الوحدات الجغرافية.؟؟ و هل يلغي مفهوم الاستثمار الاقتصادي مفهوم الوطن الضيق المشكوك في مصداقيته و واقعيته أصلا..؟؟ هناك دولا عديدة تعيش التجربة في آسيا و غيرها ، و قد نجحت و تطورت مع شعوبها التي انتقلت إلى المقدمة بين شعوب الكوكب ، فلم الرعب من السلام ، و الانفتاح؟؟.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص