الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين لا شعبية ولا شيوعية

فلاح أمين الرهيمي

2020 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لابد من نبذة فيها نداء حي واستدعاء صارخ للماضي والحاضر والمستقبل عن الدور الذي تقوم به الصين كدولة كبرى في المجتمع الدولي، هذه الدولة خاضت نضال ثوري ضد الاستعمار بقيادة الزعيم ماوتسي تونغ استمر من أواخر العقد الثالث من القرن الماضي حتى نالت استقلالها عام / 1949 بقيادة وأفكار الحزب الشيوعي الصيني وأصبحت دولة تسترشد بالفكر الماركسي – اللينيني وعضو فعال في الكومنترن الذي يضم الأحزاب الشيوعية في العالم .. كان العالم حتى عام / 1991 الذي تفكك فيه الاتحاد السوفيتي وانهيار الدول الاشتراكية في شرق أوربا ينقسم إلى كتلتين كتلة النظام الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي من ضمنها الصين الشعبية وكتلة النظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكان كل نظام يسعى في القضاء على الآخر وكانت أية دولة تتحرر من أحد الكتل يعتبر نصر للكتلة الأخرى، وكانت الكتلة الاشتراكية تقف بكل ثقلها السياسي والاقتصادي إلى جانب الشعوب التي تناضل من أجل تحررها من الاستعمار الرأسمالي وكان النظام الاشتراكي يدعم ويساند الدول التي تتحرر من كتلة الاستعمار وهذا يعني أن الدولة المتحررة قد انتزعت وانشطرت من الكتلة الاستعمارية الرأسمالية وهذا يعني حينما تنشطر وتنتزع الدولة من الكتلة الاستعمارية يعني إضعاف لتلك الكتلة لأن الدول الاستعمارية الرأسمالية عندما تتحرر دولة من كتلتها تفقد الأسواق التي تصرف فيها ما تنتجه مصانعها كما تفقد المواد الأولية وثروات تلك الدولة التي تنهبها بأسعار ضئيلة جداً وتذهب إلى مصانع ومعامل الدولة المستعمِرة فتصبح سلع وبضائع وتصرف في أسواق الدول المستعمَرة.
كان الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي بما فيها الصين الشعبية تقدم كافة المساعدات الاقتصادية والعسكرية والسياسية إلى الدول المتحررة والدول النامية والشعوب التي تناضل من أجل تحررها من قيود الاستعمار فكانت الدول الاشتراكية تقدم المصانع وجميع الإمكانيات لتلك الدول كما يدرب أبنائها على استعمال تلك المصانع ويجعلهم مهندسين وفنيين من أجل أن تصبح تلك الدولة منتعشة اقتصادياً وصناعياً وزراعياً وتكتفي ذاتياً بعد أن كانت دولة استهلاكية وغير منتجة .. إن تحرر الدول من قيود الاستعمار تعني حرمان الدول المستعمرة من الأسواق التي تصرف البضائع المنتجة في مصانع الدول المستعمِرة يعني حرمانها من تلك الأسواق وكذلك من المواد الأولية والثروات وهذا يعني إضعاف كفة الاستعمار العالمي التي تؤدي إلى تكديس البضائع وعدم تصريفها إضافة إلى البحث عن المواد الأولية وشرائها بأسعار عالية وهذه العملية تؤدي إلى غلق المصانع في الدول الاستعمارية وإلى أزمات اقتصادية فيها وإضعافها ويكون تأثيرها كبير على شعوبها والطبقة العاملة التي تؤدي في النتيجة انفجار ثورات شعبية لإسقاط حكوماتها.
أما الآن أصبحت الصين اللاشعبية تتفاوض مع أمريكا وتعقد معها الاتفاقيات والصفقات التوافقية وتغزو بضائعها وسلعها من (الإبرة إلى السيارة) أسواق الدول النامية وهذه العملية تؤدي إلى إغلاق المصانع والمعامل والورش في تلك الدول النامية وتسريح العمال ورميهم في مستنقع البطالة وانتشار الجوع والفقر والحرمان فيها وتصبح دول استهلاكية غير منتجة لأن منتجاتها لا تستطيع مزاحمة السلع والبضائع الصينية من حيث النوعية والأسعار وأصبحت الصين اللاشعبية تقارن كالدول الاستعمارية الرأسمالية تعمل من أجل مصالحها الأنانية وتساوم الدول الاستعمارية على حساب الشعوب .. أما الحزب الشيوعي الصيني قد انحرف عن الخط الماركسي – اللينيني وأصبح واجهة صورية تحصيل حاصل من أجل الخداع والتزوير وبعمله هذا قد شوه الفكر الماركسي اللينيني وأصبحت إحدى الدول الكبرى المصطفة والمتعاونة مع الدول الرأسمالية التي تقود عصر العولمة المتوحشة في اضطهاد الشعوب المظلومة واستغلالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم