الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو بناء استراتيجة الامل فى المنطقة العربية !

سليم نزال

2020 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


وسط الظلام الدامس الذي تغرق فيه بلادنا دعوت وما زلت الى مقاربة جديدة اسميتها استراتيجية الأمل. فالفقر والظلم والتهميش والذاكرة الجمعية المثقلة بتاريخ صراعات كلها عوامل لا تنتج الا ثقافة التطرف والاقصاء والقسوة.
والتراكمات الثقافية التاريخية عززت من ثقافة القوة العمياء واضعفت قيم الرحمة والعدالة والانصاف في بلادنا. ففي الالف عام الماضية لم تنجح الثقافة العربية من احداث أي تقدم على مستوى الاجتماع السياسي. بل لم تستطيع حتى تطبيق معايير العدالة الدينية التي كانت تحكم بشرعيتها.
في العصر الحديث بات من الممكن قياس صحة المجتمع عبر (مقياس ريختر اجتماعي!) لرصد ومعرفة امور عديدة منها مستويات المعيشة (ليس عن طريق الدخل القومي للفرد لانه مضلل في اغلب الاحيان ويركز على العاصمة ويهمل الارياف)، الى مستويات الثقافة العامة التي لها عادة تأثير في الوعي العام من خلال عدد الاندية والمراكز الثقافة وعدد اعضاؤها، الى التعليم العام لللاولاد والبنات، ومعدلات البطالة بين الفئات الشابة، ونمط العلاقات الاجتماعية بين المواطنيين، ورصد التوترات الاجتماعية والثقافية، وفهم ظروفها والية تكونها الخ.
كل هذه المعلومات صار بالامكان معرفتها بسبب سهولة الاتصالات والتقنيات الحديثة. وصار من الممكن على سبيل المثال توقع هزات اجتماعية لدى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب لمستويات خطرة قد تهدد الامن الاجتماعي.
ومن المحزن ان الدول العربية لم تكن على استعداد للاهتمام بتقارير التنمية البشرية العربية التي تحدثت عامي 2009 و2010 عن انسداد الافاق امام الشباب الامر الذي يهدد بانفجارات واسعة.
ومن اهم الامور الملفتة في الحياة السياسية العربية الان حسب اعتقادي، هو شيخوخة الاحزاب السياسيه القومية واليسارية، وتحولها الى ماكينة هرمة تشجع على القبلية السياسية، والتكرار الايدولوجي الديناصوري. اضافة الى خلو ملفت للنظر من افكار الابداع والتنوير، في الوقت الذي استفادت فيه الاحزاب الدينية من مناخات الاحباط، وسيادة الفكر التقليدي الماضوي الجاهز لاجل التوسع والانتشار.
اعتقد ان من اهم سمات المرحلة هو ضعف الاحزاب الكبيرة وثقافة الايديولوجيا عموما، لصالح المنظمات الاهلية المعبرة عن مصالح المجموعات المهنية والمناطقية الاصغر حجما، والتي تتيح للافراد مساحة اوسع من مساحة الماكينات الحزبية الكبيرة.
ولذا اعتقد انه من المهم تشجيع المبادرات الفردية الخلاقة، والمبادرات الاهلية التي يبادر اليها رجال الحكمة والرأي والحريصين على المصلحة العامة و المجتمع المدنى ، لاجل امتصاص حدة موجة الكراهية السائدة في الاقليم العربي الان، وتقوية ثقافة التاخي بين المواطنين. و تدريب الشباب على ثقافة الاختيار و استعادة الايمان و الثقة بالنفس و الوطن . . انه عمل صعب لكن لا بد من التبشير بثقافة الأمل، وسوى ذلك من الصعب رؤية أي مستقبل امن للأجيال القادمة في معظم بلاد الاقليم العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ