الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وقعت حماس في فخ القاعدة

حسين عبدالله نورالدين

2006 / 6 / 30
القضية الفلسطينية


ما يجري في الأراضي الفلسطينية الآن أمر خطير قد يجر المنطقة إلى أحداث لا يريدها احد إلا جهة واحدة سعت إليها. هذه الجهة هي تنظيم القاعدة.
منذ البداية كان هدف القاعدة إشعال المنطقة ومن هنا نقلت عملياتها من أفغانستان إلى العراق مع بدء عمليات تحرير العراق من نظام صدام حسين. كان هدف القاعدة أن تسيطر على العراق كما سيطرت على أفغانستان في أواسط التسعينات. اعتقدت القاعدة أن استمرار أعمال القتل والتفجير والإرهاب ستدفع بالولايات المتحدة إلى الانسحاب وبالتالي يصبح العراق لقمة سائغة فتقيم فيه الإمارة الظلامية على طريقة طالبان.
وعندما أخفقت القاعدة في تحقيق هذا الهدف بدأت تحاول جر المنطقة كلها إلى فوضى عارمة. فحاولت التحالف مع جهات معينة في الحكم الإيراني. واستطاعت التغلغل في سورية والحصول على دعم مباشر من المخابرات السورية. واحتكت بلبنان من خلال بعض الجهات المتطرفة وكذلك من خلال حزب الله. (وهنا قد يفيد التذكير بان عمليات الاغتيال في لبنان بدء من اغتيال الحريري حتى جبران تويني قد تكون من تدبير القاعدة).
وفي فلسطين تمكنت القاعدة من الاختلاط بحركة حماس ودعمها إلى أن فازت بالانتخابات بعد كانت قد اختلطت بحركة الجهاد وتغلغلت فيها.
وفي الأردن، نجحت القاعدة في عمليتين إحداهما في العقبة والثانية في عمان والتي أوقعت ستين شهيدا في الفنادق. ونجحت القاعدة في دق إسفين بين الأردن وحركة حماس من خلال ما عرف بقضية أسلحة حماس والتي قد تكون القاعدة وراءها من خلال تضليل بعض المتحمسين بإيهامهم بان من يحركهم هم من حماس أما الواقع فهو أن المحركين من القاعدة المعروف عنها قدرتها على التمويه والتقية والتستر.
لم تخفي القاعدة نيتها الوصول إلى فلسطين وإشعال الساحة الفلسطينية لان هذا هو المكان الذي يجلب لها التعاطف الشعبي. ويخفف عنها الضغط في العراق. من راقب الوضع في العراق خلال الشهور القليلة الماضية يجد انه كلما تأزم الوضع وضاق الأمر على الإرهابيين هناك كلما زاد التوتر في الساحة الفلسطينية وتحركت الفصائل المسلحة لتخفيف الضغط عن القاعدة في العراق سواء كان هذا الأمر بوعي أو بغير وعي من هذه الفصائل الفلسطينية الناشطة والمتحمسة.

العمل الأخير الذي قامت به الفصائل المسلحة في غزة وخاصة اختطاف الجندي في عملية مشتركة تحدث عنها بيان موقع من ثلاث فصائل إحداها غير معروفة من قبل هي الجيش الإسلامي قد تكون دليلا عن توغل القاعدة في الساحة الفلسطينية. تنظيم جيش الإسلام أو الجيش الإسلامي تنظيم جديد على الساحة. وتقديري أن هذا التنظيم هو الذي قام بالعملية وزج باسم كتائب الأقصى وكتائب القسام في البيان. ومن الطبيعي أن لا يتمكن هذان الفصيلان من إنكار العمل فالإنكار سيدفع بهما إلى التهميش والانعزال والتصغير في أعين مسانديهم وأنصارهم.

من تحدث إلى وسائل الإعلام عن العملية من هذين الفصيلين كانت أقواله غير واضحة وغير مؤكدة مما يشير إلى عدم مشاركتهم في العملية وعدم معرفتهم بمصير الجندي المختطف. لكن إسرائيل لا يهمها فقامت بضرب الجميع. وكلما كبرت العملية الإسرائيلية كلما استفادت الأطراف الراغبة في إشعال المنطقة.

ولكن كيف دخلت القاعدة إلى فلسطين؟
صحيح أن الشعب الفلسطيني متدين بطبعه لكنه في الحقيقة ليس متطرفا ولا يسعى إلى التطرف. لكن وجود قادة متهورين أمثال خالد مشعل وجماعته يريدون الوصول إلى السلطة بأي وسيلة وخدمة لمن دفع الثمن من طهران أو دمشق أو أي جهة أخرى، ورط حماس وورط الشعب الفلسطيني.

حركة الجهاد وقعت من قبل وظلت ترفض الهدنة وترفض التهدئة وظلت تطلق الصواريخ. أما حركة حماس فقبلت الهدنة وأوقفت إطلاق الصواريخ لكن الضغط من الخارج استمر إلى أن وقعت حماس في الفخ والآن هي تتلق الجواب من إسرائيل بينما الحكومات العربية تتفرج وكأنها تقول لحماس هذا ما جنيته على نفسك يا حماس ولم يجن عليك احد.
دائما كانت مشكلة الشعب الفلسطيني في قيادته القاصرة عن فهم متغيرات المرحلة. الأخطاء تتراكم منذ عام وعد بلفور. ولم يدمر القضية سوى تحويلها إلى قضية دينية وإدخال الدين عنصرا هاما في الصراع بدعم من الحركات الإسلامية المتطرفة. والآن وبدخول القاعدة على خط الصراع فان ما ينتظر الشعب الفلسطيني مستقبل قاتم غير معروف.

حماس لم تكن يوما مؤهلة للحكم وعندما فازت الحركة في الانتخابات كانت مفاجأتها اكبر من مفاجأة أعدائها وخصومها. ولم تستطع الحركة أن تستوعب الدرس فخاضت تجربة الحكم خالية الوفاض ولم تتمكن من السيطرة على عناصرها سواء العناصر المسلحة أو العناصر الإعلامية فراحت التصريحات شمالا ويمينا تضر بالمصلحة أكثر مما تنفعها.

ماذا يمكن لحماس الآن تفعل وماذا يمكن للحكومات العربية أن تعمل من اجل إنقاذ الشعب الفلسطيني؟ اعتقد انه لا يوجد أي عمل يمكن القيام به وسيكون على الشعب الفلسطيني أن يتحمل نتائج ما صنعت له حكومته بينما أركان السلطة بدء من الرئيس محمود عباس مرورا بكافة المسؤولين في منظمة التحرير يتفرجون أما شامتين أو مقهورين.

والسؤال الآن أين العقلاء في الشعب الفلسطيني الذين يجب أن يرفعوا صوتهم، صوت الأكثرية الصامتة التي تضيع حقوقها في جلبة الصراخ العبثي الذي تطلقه فئة متطرفة لا تدري ما تفعل ولا تعرف إلى أي اتجاه تسير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار