الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان هو الحل المنقذ لأكراد سوريا

محمد حبش كنو

2020 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بداية الحوار الكردي الكردي وما تم الوعد به من إصلاحات في جسم الإدارة الذاتية لم نر سوى إصلاحات بطيئة .. إعتذار غير مكتمل النتيجة عن مجزرة عامودا .. إعتقال جواسيس مهمشين .. محاكمة لصوص صغار .. لكن الأهم هو الإصلاح من كيس الشعب كتهديد المغتربين بالإستيلاء على ممتلكاتهم ثم التراجع عن ذلك و بمعنى أوضح وكما يقول المثل الكردي يقصون من شوارب الناس ليلصقوا بلحاهم ويقصون من لحاهم ليلصقوا بشواربهم .

الأدهى من ذلك عشوائية مؤسسات الإدارة الذاتية واختلاف انتماءاتها كمؤسسة الشبيبة الثورية الشبيهة بالحرس الثوري الإيراني وهذه المؤسسة قد تتصرف بعيدا عن توجهات المرحلة لغاية في نفس مشغلها وعليه فإننا أمام مؤسسات منفلتة وجهات تصدر الفرمانات بشكل غير قانوني وغير مدروس وغالبا تتبع تلك الجهات لمافيا المقاولات .

حتى لا نكتفي بالنقد فقط فإننا يجب أن نبحث عن حلول حقيقية وليست ترقيعية ولطرح الحل يجب بداية تشريح الوضع بدقة وشفافية حتى نعرف فوائد تلك الحلول .

بالمختصر فإن الأمريكيين طرحوا على قيادات قسد أن يسورنوا الإدارة الذاتية بمعنى أن تكون إدارة سورية القرار من أكراد سوريا وباقي المكونات وليست تابعة بقدها وقديدها لقيادات تركيا والهدف من ذلك أن أمريكا تستطيع مساعدتهم بهذا الشكل وطرحهم كجزء من الحل السوري أمام الفرقاء الذين يقولون لها دائما بأن هؤلاء غير سوريين ويتبعون منظمة موضوعة على قائمة الإرهاب الدولي .

حزب العمال الكردستاني يريد أن يجعل قضية كرد سوريا جسرا لقضيته في تركيا وورقة ضغط بيده ضد تركيا وحلفائها لإيجاد حله هناك وليس في سوريا ومن أهم الملفات التي يعمل عليها إطلاق سراح زعيمه في تركيا ورفع إسمه من قائمة الإرهاب وبالتالي فهو لن يفرط بسهولة بورقة أكراد سوريا .

الإدارة الذاتية تحتاج إلى شرعية وبدونها لن تدخل المفاوضات مع أية جهة ولذلك يسعى الأمريكيون إلى المفاوضات الكردية لخلق جسم كردي سوري يستطيعون من خلاله جعل كرد سوريا جزءا من جنيف والحل السوري لكن الإدارة الذاتية مكبلة بالفساد والإيدولوجيا وتحكم العمال الكردستاني وولاءات مختلفة للنظام وروسيا وإيران وتركيا والغرب ولكل واحد عملاؤه داخلها .

في ظل هذه المعمعة يحاول مظلوم عبدي تنظيم الصفوف لكن الأمر لا يجب أن يتوقف عنده وحده فهذه مسؤولية الجميع ولذلك فإن ما سأطرحه من حل يجب أن تتبناه الأحزاب المفاوضة مع الإدارة الذاتية والمثقفون المستقلون بدل أن تفاوض تلك الأحزاب على حصتها من الكعكة فقط فمع عدم وجود إدارة حقيقية شرعية لن تكون هناك كعكة لأحد فنحن أصبحنا كالفريسة المحاطة بمئات الثعابين .

الحل الذي أطرحه هو إيجاد برلمان لشمال وشرق سوريا فأية إدارة ذاتية في أية دولة تحتاج إلى برلمان ففي ألمانيا مثلا لكل مقاطعة برلمان محلي والفائدة من البرلمانات أنها زبدة الديمقراطية وينظر إليها بقدسية في الأنظمة العالمية الحرة .

يجب تشكيل برلمان من جميع الأحزاب الكردية بمشاركة الأحزاب العربية والسريانية وباقي المكونات بالإضافة إلى المستقلين في إنتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها جهات أممية وعند انعقاد البرلمان من الممكن دعوة أعضاء من برلمانات الدول الصديقة كمصر و الكثير من البرلمانيين الأصدقاء من أحزاب اليسار في أوروبا وهذا سيعطي مصداقية وشرعية كبيرة للإدارة الذاتية .

من أهم فوائد البرلمان أننا سنتخلص من القرارات العشوائية المستعجلة الفاشلة كقرار أملاك الغائب لأن أي قرار مع وجود البرلمان يجب أن يعرض عليه وسيدرسه البرلمان بلجانه القانونية فإذا وافق عليه لن يحصل أي لغط كما حصل مع قرار أملاك الغائب وهكذا سنصبح أمام حالة صحية ديمقراطية قانونية متزنة .

الفائدة الثانية أن هذا البرلمان سيعطي الشرعية المفقودة للإدارة الذاتية وستحترم جميع دول العالم هذا البرلمان كما هو الحال مع برلمان طبرق في ليبيا .

الفائدة الثالثة أن ذلك سيئد الفتنة العشائرية في المناطق العربية كدير الزور والتي يسعى النظام والمعارضة لإشعالها لأن أي قرار سيتخذ بحق مناطقهم سيكون ضمن البرلمان بمشاركة من يمثلهم ولو تم عقد إتفاق شراكة مع شركة بترول أمريكية عبر برلمان منتخب لما أثار الفتنة في المناطق العربية ولكان ذلك أفيد للأمريكيين أنفسهم وأكثر شرعية وأكثر قبولا من المجتمع الدولي .

الفائدة الرابعة أن ذلك سيخلق حالة تصالح مجتمعي وحالة ثقة بالإدارة الذاتية وأهم من ذلك كله سنصبح أمام حالة شفافة وواضحة من نظام الحكم بدل أن يحكم المجهولون فمن يحكم الآن خلف الستار هم أناس مجهولون وحتى أسماؤهم غير معروفة فهم يتسمون بأسماء حركية ككندال وعكيد وباهوز وهم أشبه بصفحات الفيسبوك الوهمية ويستطيعون أن يمرروا أي قرار لأنه لا أحد سيحاسبهم بينما مع وجود برلمان ونظام حكم حقيقي ستنجلي الأمور ونخطو أول خطوة مهمة نحو الإصلاح .

من يفهم في السياسة والقانون الدولي يعي تماما ما أقول ولذلك أتمنى أن يتم الإهتمام بهذه الفكرة بشكل جدي فهي المنقذ الوحيد للوضع الكردي في سوريا وإلا فإننا نسير ببطئ نحو المجهول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا