الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة التضامن مع الشعب العراقي

ارا خاجادور

2006 / 7 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بحدود معلوماتنا أن أول حركة تضامن دولية مع الشعب العراقي انطلقت بعد صدور أحكام الاعدام ضد الرفيق "فهد" يوسف سلمان يوسف ورفيقيه زكي بسيم و محمد حسين الشبيبي في عام 1949.

وقد تزامن الاعدام مع هجمة امبريالية ضد الشيوعية على النطاق العالمي: محاولة اغتيال بالميرو تولياتي سكرتير الحزب الشيوعي الايطالي، واغتيال سكرتير الحزب الشيوعي الياباني وغيرهما.

وانطلقت الحركة التضامنية مع شعبنا في صفوف الاحزاب الشيوعية بالدرجة الأولى، وربما في صفوفها حصرا. وكان لهذا التضامن الأممي تأثيره الذي لا يقدر بثمن في انعاش المزاج الثوري لقيادتنا في السجون، وبصفة خاصة سجن نقرة السلمان، وهو على أية حال سجن أقل بشاعة من سجون "الديمقراطية الجديدة" في أبي غريب وبوكا والكرادة والسليمانية وغيرها الكثير.

وكان لتضامن موريس توريس سكرتير الحزب الشيوعي الفرنسي وقع خاص في نفوسنا ونحن في غياهب السجون، ولرفاقنا في معترك النضال بين صفوف الشعب، وكانت اخبار الحملة الاممية معنا تصل الى السجون وأوكار الحزب لتشير الى تشابك الايادي الاممية معنا، وبالاساس مع نضال شعبنا.

وتطور هذا التضامن في عام 1963 تحثه قيادة عراقية في الخارج، عرفت بلجنة الدفاع عن الشعب العراقي، التي اتخذت من العاصمة التشيكية براغ مقرا لها. وحظت بتعاطف دائرة أممية، اتسعت أبعد من دائرة الاحزاب الشيوعية فقط .

وضمت اللجنة أعلاما عراقية من المبدعين في مختلف صنوف العلم والادب والفن والسياسة في مقدمتهم: محمد مهدي الجواهري، محمود صبري، فيصل السامر، نزيهة الدليمي، هاشم عبد الجبار وآخرون لا يقلون شأنا ومقاما في اطار اختصاصاتهم وتضحياتهم ووطنيتهم العراقية الاصيلة والشجاعة.

في 8 شباط 1963 كنا نحن الشيوعيين الضحايا الاكثر والأبرز على أيدي الانقلابيين، ولكن اليوم البعض ممن يحسبون علينا ليسوا في زمرة الضحايا مع الاسف، وأقول مع الاسف لأن ضحايا أي عدوان هم الفائزون في نهاية المطاف وان طال المسير.

ولكن الى جانب هذا فأن جيش التضامن مع الشعب العراقي اليوم استمر في مساندته لشعبنا، ويشكل درع ورمح التضامن الحالي الشيوعيون واليساريون والقوميون والاسلاميون المتنورون والخضر وأنصار احترام البيئة وكل أعداء الامبريالية المتوحشة.

لا يمكن الا أن نشعر بالأسف في هذه الايام، ونحن نرى ما حل ويحل بالشعبين العراقي والفلسطيني، وما كان لهذه المآسي أن تحصل لولا انفراد الامبريالية الامريكية في اللعب بمصير العالم.

وان خسارة المنظومة الاشتراكية الدولية على كل نواقصها أدت الى انفلات الامبريالية الوحشية من عقالها، وما نقوله الآن ليس من باب الحنين الى الماضي بل تحذيرا من الاخطاء، واقرارا بطبيعة الواقع القائم.

أن شعوب العالم المتحضر أدانت من اللحظة الاولى الاستعدادات لغزو العراق، والذي كانت مقدمته الاجرامية حرب الابادة ضد الشعب العراقي، كل الشعب، من خلال الحصار الاقتصادي، وكان للاحزاب الشيوعية الحقيقية والنقابات العمالية العالمية وحركات النساء وعلماء الاديان الشرفاء ادوارا مشرفة ليس على غرار مواقف وممارسات بعض الحكام العرب وملالي ايران.

أن المكافحين ضد الاحتلال يشعرون بالزهو والقوة من اتساع نطاق حركات التضامن معهم في نضالهم العادل والبطولي من ابسطه، وهو رفض التعاون مع المحتل وخدمه، مرورا بالكلمة الطيبة، وصولا الى الكفاح السياسي من ابسط أساليبه وأشكاله الى أعلاها، ودون تردد.

آن أوان تنسيق جهود منظمات التضامن مع الشعب العراقي، وآن أوان مساهمة العراقيين بدور أساسي وبارز في تعميق هذا النشاط المشرف، مستلهمين تجربة لجنة الدفاع عن الشعب العراقي السابقة.

وبهذه المناسبة أشير الى آخر فعالية في المجال التضامي حيث طلبت مني الرفيقة هوازن محمود المشاركة في مؤتمر تضامني يعقد في يوم 1/7/2006 بالعاصمة البريطانية لندن، للتضامن مع نساء وعمال العراق، ولم أخيب ظن الرفيقة الناشطة في السياسة وحقوق المرأة، وكتبت التحية أدناه ليس للتضامن فقط، بل لدعوة الاحزاب الشقيقة، ورفاقي في الداخل والخارج، ونقابات العمال العالمية والعربية والمحلية، والمنظمات الانسانية الى تشديد النضال والتضامن مع شعب العراق الذي تجسد معاناته فضيحة عصرنا الراهن.

الاصدقاء الاعزاء
تحية وتقدير
اشكركم على دعوتكم للمشاركة في اجتماعكم التضامني مع نساء وعمال العراق، ولا يقتصر شكري على الشعور بشرف دعوتكم وانما اشعر بواجبي تجاه مواقفكم التضامنية الكريمة مع محنة الشعب العراقي وهو يرزح تحت نير الاحتلال و القهر.
ومن واجبي أن أعرض مأساة شعبي حتى أمام المتضامنين معه أي امامكم، وباختصار اقول: ان معظم شعوب العالم تناضل من اجل الرفاهية وهذا من حقها المطلق، وتخيلوا وضع شعبي الذي جعله الاحتلال لا يطمح للاساسيات فقط؛ مثل: الماء والكهرباء والدواء والتعليم والعمل، وانما يطمح الى مجرد حقه في الحياة الآمنة فقط.
ان النضال في صفوف العمال العراقيين علمني الثقة بالمستقبل وحتى بالنصر الاكيد، واقول لكم كعامل نقابي عاش احتلالين؛ الاول غير مباشر مع وجود قواعد عسكرية متفق عليها مع حكومة متواطئة، والاحتلال الحالي المباشر والاشد وحشية وبشاعة، ان المشترك بين الاحتلالين هو سياسة فرق تسد المشؤومة، ومحاربة العمل النقابي وبصفة خاصة العمالي والطلابي منه، و في الحالتين اذا سمح الاحتلال بالعمل النقابي فانه يسمح بحدود عدم تهديد الاحتلال، و عدم طرح الحقوق الاساسية للشعب.
وباعتباري اول مؤسس لنقابة عمال النفط في العراق بعد ثورة تموز 14/7/1958، اقول: ان القمع المحلي يعرقل النضال ولكن الاحتلال يدمر الحياة بالكامل حيث نواجه الان حروب تدمير المدن العراقية بالكامل فوق ساكنيها، وتوسيع السجون والمعتقلات والتعذيب الوحشي المحلي منه والاجنبي، اضافة الى القتل العبثي للناس والجوع والبطالة والحرمان.
ان شعب العراق أممي بالطبع، ينظر بجدية الى التضامن الدولي معه، ويمنحه اهمية استثنائية، ولا يريد العراقيون ان يشعروا بأنهم لوحدهم في المأساة المفروضة عليهم.
ان تضامنكم مع شعبنا ضد الاحتلال يعزز لدينا الامل في المستقبل، وان الاشارة من جانبكم بصفة خاصة الى النساء والعمال ينم عن أصالة في التشخيص لان العمال والنساء اكثر فئات و طبقات الشعب تعرضا للظلم والتصفية الجائرة والعدوان.
أن المرأة العراقية انتزعت بنضالها ونضال القوى الحية معها مكاسب عديدة منها قانون الاحوال الشخصية قبل نصف قرن تقريبا، وهذه الحقوق في ظل الاحتلال صفيت أو في طرقها الى التصفية، وتحول العراق الى بلد الارامل الاول في العالم، وتفرض على المرأة ظروف مذلة لانسانيتها في الأمن والعمل والحياة.
ايها الاحرار
ان تضامنكم معنا وسع دائرة الامل في نفوسنا، وأكد على أن حضارة الانسان أقوى من جشع ووحشية المحتلين.
المجد لمحبي الحرية والسلام والتضامن.
لنعمل سوية من اجل توفير الامن والسعادة للجميع.

ارا خاجادور
عامل نقابي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما