الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط ما بعد القضية الفلسطينية والعالم ما بعد الإسلام السياسي

حسين أبوبكر

2020 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بينما يبدأ الشرق الأوسط في التحرك تجاه عصر ما بعد القضية الفلسطينية، يبدء العالم كذلك قدماً في التحرك إلى ما بعد الإسلام السياسي ويبتعد الدين تدريجياً عن السياسة الدولية. اليوم فإن القوى الأيديولجية التي يوماً ارهبت سكان القدس وتل أبيب وعمان وبيروت والقاهرة ولندن ومدريد ونيويورك في طريقها لأن تصبح مادة تاريخية.

ما هي فلسطين؟
عندا كنت صغيراً في سن الأربعة عشر في القاهرة ومتحمساً للجهادية، لم اهتم بالسياسة في مصر او في العالم العربي، لم تهمني موازين القوى، لم تهمني الملكية او الجمهورية العربية، لم يهمني السوق المفتوح او اي شئ من هذا القبيل. فقط اهتممت بفلسطين! كان مجرد ذكر كلمة فلسطين قادر على شد انتباهي وجذب اهتمامي. لا يوجد العديد من الكلمات التي تحمل كل تلك المعاني والآمال والطموحات والاشواق والآلام والمشاعر الملتهبة كما تحملها تلك الكلمة. أن فلسطين لم تكن يوماً مجرد منطقة جغرافية، ولكنها كانت تمثل تحقيقاً لرؤية سياسية ماوراء طبيعية، وحقيقة اخلاقية وروحية تم علمنتها في القومية العربية وتقديسها في فكر الإسلام السياسي. فلسطين كانت هي الحلم العربي، قلب العروبة النابض، لؤلؤة الإسلام، وتاج على الرأس. مجرد ذكر فلسطين يستدعي الاخوة الإسلامية والكرامة العربية فقد اصبحت هي خزان احتياطي للهوية وللإيمان معاً والمادة اللاصقة التي تجمع العرب والمسلمين والعروبة والإسلام.

أن كلمة فلسطين في القرن العشرين حملت معانٍ كثيرة في الخيال السياسي العربي اكثر مما قد يبدو على السطح. لقد قامت ايديولوجية القومية العربية بطرح نفسها وكأنها هي العروبة ذاتها، وقام الإسلام السياسي بطرح نفسه وكأنه الإسلام ذاته، وعندما قرر كلا المشروعيين الأيديولوجيين استخدام فلسطين كالراية الأولى لهما، فقد قاما بتكريسها كتجسيد للرابط السيكولوجي الذي يجمع العروبة بالإسلام. لكي نفهم "فسلطين" كظاهرة سيكوسياسية وسيكودينية علينا أن نقوم بفصلها عن المشروع لفلسطين الحقيقية وهي الدولة المقترحة لكي يمارس فيها الفلسطينيون حقوقهم الطبيعية في حدود محدده تحفظ حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين. عندما نتحدث عن عصر ما بعد فلسطين فنحن هنا نقصد فلسطين كظاهرة ثابت سيكولوجي هيمن على الخيال السياسي العربي في وجود متواصل تخطى المشاريع السياسية المختلفة للقومية العربية، والثورية العربية، والإخوان المسلمين، والسلفية الجهادية، والفكر الإسلامي الإيراني، والمشروع التركي. وهي كذلك اجمال الفرضيات والسرديات التاريخية المشتركة التي نشطت وحركت تلك البُنى الايديولوجية المختلفة. فقد اصبحت فلسطين في الخيال السياسي العربي مجسداً لما يفترض انه الحقيقة المعنوية السياسية للإسلام. في المسرح السياسي العربي، حيث قد يأتي كل اليوم بإنقلاب جديد وحقيقة معنوية جديدة، اصبحت فلسطين ممثل لفكرة الحقيقة المعنوية ذاتها واصبحت هي موضوع اشتياقات المثقف العربي المضطرب وانتماء جمعي للعروبة والإسلام.

أن القضية الفلسطينية تلك التي لم يبنها فقط نظار البعثية ومهندسي الناصرية ومؤسسي الإخوان المسلمين ورواد الجهادية عندما قاموا بوضع ادعائتهم بأحقية وشرعية تمثيلهم لجوهر العروبة او لجوهر الإسلام بقلبها وجعلها جوهر معيار الشرعية لحكم الشعوب. في تلك المنافسة استطاع الإسلاميون أن يعدوا المجتمع ليس فقط بكنوز الدنيا ولكن ايضاً بنعيم الآخرة. أن فلسطين تلك التي صممها بناة القومية العربية والأساطير الناصرية وأيتام الخلافة التي خلفتهم الدولة العثمانية هي فلسطين التي شكلتها في خيالنا الدماء والأرواح التي تم الإلقاء بهم عبثاً بداخلها، فكقضية وجودية افتى فقهاء مؤسساتنا الدينية الأكثر اعتدالاً انه فقط من اجل فلسطين يستطيع المرء أن يقوم بقتل نفسه وقتل الأبرياء معه. انها فلسطين التي القت الرعب في ودمرت مقاهي ومطاعم وحافلات في تل أبيب والقدس. هي ذاتها التي حاولت اغتيال الملك حسين في عمان عام 1970 واغتالت بالفعل الرئيس السادات في القاهرة في عام 1981. انها ذات فلسطين التي الهمت الجنود العراقيين في اجتياحهم للكويت بعد أن تعلموا أن الطريق من بغداد الى فلسطين يمر من الكويت، وربما فيما بعد الدوحة، او الرياض، او عمان، او اماكن اخرى. لقد كانت هي نفس ذات فلسطين التي قامت بالتفجيرات في نيروبي ودار السلام في عام 1998 على يد الجيش الإسلامي لتحرير المقدسات. وهي ذاتها فلسطين التي رجت سماء نيويورك في صباح الحادي عشر من سبتمبر على يدي اعضاء الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين والتي عرفت فيما بعد بإسم القاعدة. وهي ذاتها فلسطين التي يزحف تحت ايقوناتها رجال الحرس الثوري الإيراني اليوم. لم تعني فلسطين ابداً مكان حقيقي محدد سوى لعدد قليل من الناس.

كل هذا واكثر تم صهره ودمجه واستثماره في كلمة القضية الفلسطينية من خلال الدماء، وقصص البطولة، واسماء الشهداء، وانهار من الدموع وكم ليس بضئيل من المعاناة والألم. أن القضية الفلسطينية السيكوسياسية تلك هي جهاز الطرد المركزي التي تفاعلت بداخله كل الأمراض الثقافية، والمعنوية، والسياسية للفكر العربي في القرن العشرين. وهي تمثل محل إرثنا السياسي من تلك الحقبة.

تلك هي القضية الفلسطينية التي أنقذنا منها الشيخ محمد بن زايد وليس فلسطين الحقيقية الخاصة بالفلسطينيين. اتمنى أن يكون رسم تلك اللوحة المقتضبة لبعض مما مثلته "فلسطين" كظاهرة سيكولوجية وممثل لتراث ملتبس وغير ناجح يكون قد ساعد في ايضاح اهمية وحجم قرار الشيخ بن زايد الشجاع والبطولي لإنهاء تلك المآساة ودفن تلك الحقبة التاريخية وبداية حقبة جديدة. لم يعرف مجتمع حظاً مثل حظنا في إمكانية التخلص من تراث سام بالتخلص من قضية واحدة. سيتهم الإسلاميين محمد بن زايد بخيانة الإسلام، وسيتهمه العروبيين ببيع العروبة للصهيونية العالمية، اما للجنين العربي في بطن أمه فقد اعطى محمد بن زايد امل في غدً جديد. أن تقبل دولة بحجم الإمارات تقود كتلة عربية اقليمية بالدولة اليهودية إسرائيل تكون قد اعلنت بشكل رسمي انهاء الزحف العربي بإتجاه تدمير الذات والذي مازال يذيع تهديداته من طهران والدوحة وانقرة. لقد انقذتنا الإمارات من قوى اقليمية تاريخية متوحشة وامبريالية تقوم بالظهور وعودة الظهور في بنى ايديولوجية مختلفة وانقذ الإسلام ذاته من الإسلام السياسي وانقذ الدول العربية الباقية واعطى فرصة لمستقبل افضل للشعوب. عندما تتم كتابة تاريخ الحقبة العربية من عام 1948 لعام 2020 فيجب أن يتم تسميتها "حقبة فلسطين". وتلك الدول التي نجت من تلك الحقبة العصيبة هي نفسها الدول التي تنهها.

أن الحديث عن القضية الفلسطينية تلك لا يعني التقليل من شأن فلسطين الواقع وهي مكان حقيقي يعيش فيه الملايين من الفلسطينيين. مكان حقيقي به مجتمع وتحديات واطفال وافراح ومدارس وحياة انسانية كاملة. تلك الحياة الإنسانية ومشاكلها قد غرقت في ظل الصراع لدولة يهودية وليدة لشعب نجى من مآسيٍ تاريخية يحارب على بقائه في منطقة تمر بصدمة حضارية بعد أن صعقتها كهرباء الغرب لتوقظها من غيبوبة كانت قد دامت لعدة قرون. فلسطين الحقيقة غرقت في فلسطين الوهم. لقد كان الفلسطينيون ضحية للبؤس التي فرضه عليهم آخرون ولكنهم ايضاً حاولوا فرض البؤس على انفسهم وعلى آخرون بإسم آخرون. لقد ساهم الفلسطينين بشكل واعٍ وغير واعٍ ببناء وهم فلسطين وكذلك في تأسيس ما اصبح في القرن العشرين ظاهرة الإرهاب الدولي. لقد قامت القيادات الفلسطينية برَهن بيت الفلسطينين لتدخل بثمنه في مشروع وهمي لا يختلف كثيراً عن مشاريع احتيال الريان.

ما بعد القضية الفلسطينية وما بعد الإسلام السياسي

عندما دشنت الإمارات حقبة ما بعد القضية الفلسطينية فقد دشنت ايضاً حقبة ما بعد الإسلام السياسي حيث اصبحت المشاريع السياسية الإسلامية فاقدة للشرعية مثلما فقدت قضيتهم الوهمية شرعيتها. لقد بدء هذا التحول بالفعل مع الربيع العربي في عام 2011 كما بدئت المواجهة الأخيرة مع آخر معاقل الإسلام السياسي ممثلة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والرؤية السياسية للإخوان المسلمين والتي نمى من داخلها الفكر الجهادي الإسلامي. أن هذا التحول هو تحول مؤلم وصعب ولم ينتهي بعد. فطهران وتركيا يمثلا آخر بقايا حقبة فلسطين السياسية. على الأغلب فسيستمر الإرهاب طالما تصر الدولتان على دعمه وتمويله وسيعني هذا بالضرورة زيادة التوتر الإقليمي حتى يستطيع النظام الشرق أوسطي الجديد ممثل في الخليج والسعودية ومصر وإسرائيل من الاتفاق على التحالف العسكري الجديد والاستراتيجيات الامنية الجديدة والتي ستقوم تدريجياً بعزل واحتواء وانهاء تهديدات كلا الدولتين. أن هذا التحالف العسكري على الاغلب سيكون مقدمة لتأسيس اطار تعاون اقليمي جديد يقوم بإستبدال الجامعة العربية الغير فعالة الباقية من حقبة فلسطين المنتهية. سوف يقوم هذا الاطار الجديد بالتعويض تدريجياً عن الإنحسار التدريجي لدور الولايات المتحدة المتراجع في المنطقة والتي قد بدء بالفعل وسوف يقلل هذا من الاعتماد العسكري على الولايات المتحدة وخلق حالة توازن ذاتيه جديدة.

من ناحية الإرهاب كظاهرة إجتماعية فعلى الاغلب سوف تظل باقية مع تراجع وانحسار تدريجي يتزايد مع ابتعاد المنطقة اكثر من حقبة فلسطين. سوف تبقى بعض الاصوات المصرة على سياسات الهويات الجمعية ولكن ستفقد تلك الاصوات اهميتها او قدرتها على جذب اهتمام مواطني الدول العربية. في شأن السياسات العربية فستبدء حقبة جديدة من الهويات القومية الفردية والتي ستستبدل اوهام الوحدة والاهداف السياسية الموحدة والتي كان قد فرضها على المنطقة جيل القومية العربية من الحقبة الماضية. سوف تؤدي تلك الفردية العربية لمناخ جديد من الشفافية والمصداقية حيث تراعي كل دولة مصالحها الخاصة بلا حاجة لاستخدام شعارات وهمية وغير حقيقية. سوف يقوم هذا المناخ باصلاح المجال السياسي العربي وتخليصه من الفكر المؤامراتي والشك المرضي. دخول دولة غير عربية وغير إسلامية الى النسيج العضوي للمنطقة سوف يقي المنطقة من ديماجوجية الدعوة لعمل سياسي جماعي لا يتعلق بالمصالح.

اما بالنسبة للفلسطينيون فإن رفضهم التام سيتوقف عن كونه مادة استثمارية يمكن استخدامها لوضع الدول العربية رهينة لخدمة منافع مالية وسيفرض هذا عليهم وعلى الإسرائيليين انهاء ذلك الصراع. سيتحتم على الفلسطينيين أن يختاروا بين أن تكون لهم السلطة المطلقة في وهم خيالي او أن يتشاركوا السلطة والحياة مع الإسرائيليين. ذلك الواقع السياسي الجديد لا شك سيتطلب وعي سياسي فلسطيني جديد مما سيدفع بتحول سياسي داخل ينتج طبقة سياسية جديدة قادرة على التعامل مع الواقع بمعطياته. على الاغلب ستستمر ظاهرة الارهاب الفلسطيني لفترة ولكنها ستنحسر تدريجاً بينما يزداد التعاون الأمني بين إسرائيل والفلسطينين وسيتسبب تحسن الاوضاع الامنية في تحسن تدريجي في احوال كلى الشعبين.

مثلما هو الحال في جميع المجتمعات فإن هذا التطور السياسي هو ببساطة تمثيل لما قد حدث بالفعل إجتماعياً. أن حقبة ما بعد القضية الفلسطينية قد بدأت بالفعل في الشوارع العربية منذ عقد من الزمان مع أحداث الربيع العربي. اليوم، لم تعد فلسطين القضية المركزية للمجتمعات العربية بل هناك الحروب الأهلية في عدة بلاد عربية، تهديدات امنية، الاستقرار التنمية الاقتصادية وإيران. لا يطالب المواطن العربي اليوم بحلول ايديولوجية شمولية ولم تعد القضية الفكرية هي الحداثة والتراث ولكن قضايا واقعية محددة ومنفصلة من النمو الاقتصادي، البطالة، القمع، حقوق الإنسان، حقوق المرأة، إلخ. هناك وعي جديد في تزايد مستمر أن مشاكل القمع هي بالأساس مشاكل اجتماعية وليست سياسية تطلب تحول اجتماعي وليس تغيير سياسي وتتعالى اليوم الاصوات المطالبة بالعمل الاجتماعي على تلك التي تطالب بتحول ديمقراطي مفاجئ. أن العامل الديني ما هو الى بالضرورة مكون اجتماعي يتقدم بتقدم المجتمع ويتأخر بتأخره، لذلك هناك وعي متنامي ايضاً أن العامل الديني ليس هو عائق التطور ولكنه لم يتطور بسبب عدم تطور المجتمع. في عالم بعد فلسطين سيبدأ الدين في التراجع عن لعب دور سياسي وسوف يقوم بحسر دوره في الروحي والإجتماعي ممثلاً بذلك تطور نوعي في ثقافة الشرق الأوسط.

اما في المجال الثقافي في حقبة ما بعد فلسطين سوف يبدأ اخيراً في فتح أبواب التحقيق الثقافي والبحث التاريخي الصادق والأمين دول الالتزام باجابات ايدولوجية مسبقة بادءً بتاريخ حقبة فلسطين الغامض والإشكالي. سوف يتسبب هذا البحث الصادق في تأثير مباشر على علوم البحث التاريخي العربي والإسلامي مما قد يساهم في رفع الوعي والفهم التراثي للتراث الى فهم حديث للتراث داخل الدوائر الثقافية والاكاديمية والذي سوف يكون له تأثير مباشر على الوعي العام.

لن يكون من المناسب التحدث حول "العالم العربي" حيث سيعترف العرب أنفسهم انهم مكونين من دوائر ومناطق ثقافية مختلفة ومتنوعة وهويات قومية مختلفة. سيتسبب الاعتراف العربي بالمكان والحق التاريخي لدولة يهودية غير عربية وغير مسلمة في تحسين الوضع العام للأقليات في المنطقة بأسرها. سوف يتحسن الوضع العام للأقليات غير المسلمة مع تغير الرأي العام العربي والإسلامي وانحسار الدعوة للكراهية والعداء واختفاء الإسلام السياسي من الساحة الدينية والثقافية وسوف يتحول التنوع الإثني والثقافي والديني من دعوى للتناحر والتصارع إلى مدعاة للفخر.

هذا هو الشرق الأوسط ما بعد القضية الفلسطينية يبدأ امام اعيننا. اذا كان جميلاً ومليئاً بالأمل هذا لأنه كلفنا وسيكلفنا الكثير فليس من السهل الوصول لتلك المرحلة من الوعي السياسي العربي والتي قد بدأنا في الوصول لها بالفعل بفضل الإمارات. لن يكون التحول خالياً من المصاعب او الألم ولكن ستخفف من أحماله امال المستقبل الافضل. تلك الخطوة التي تخطوها أمامنا الحضارة العربية هي لحظة كنا جميعاً بانتظارها. معظمنا، أن لم نكن جميعنا، لم نصدق انه من الممكن رؤية في حياتنا. تستطيع الإنسانية أن تصعقنا بوحشيتها احياناً، ولكنها ايضاً يمكننا أن تبهرها بنبلها وشجاعتها. أن هذا هو ببساطة سبب سحر الشرق الأوسط فالشرق الأوسط هو الحالة الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم