الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكرار الازمات الاقنصادية في العالم الرأسمالي

فرج الله عبد الحق

2020 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


منذ الثورة الصناعية وتحول نظام الإنتاج من انتاج ونظام اقطاعي إلى رأسمالي، تحول العامود الفقري للإنتاج من الأرض الزراعية إلى الآلة. وكما كانت الخلافات بين الإقطاعيين تحل بالحروب والغزوات استمر نفس الاسلوب في حل الأزمات بعد الثورة الصناعية. الذي اختلف هو أسباب الخلاف، فبينما كان السبب الأساسي في النظام الإقطاعي هو السيطرة على الأرض كمصدر لإنتاج الغذاء وضريبة الإنتاج الزراعي، أصبح السبب هو السيطرة على مصادر المواد الأولية، الطاقة والسبب الدي لا يقل أهمية عن السايقين هو السيطرة على الأسواق. هذا أدى للوقوع في أزمات اقتصادية متكررة ودورية كان أكبرها الكساد العظيم في السابق واليوم الأزمة الاقتصادية التي أخذت شكلها الحالي بحجة جائحة فايروس كورونا، وفي محاولة البرجوازية السيطرة على المصادر والأسواق، باستعمار الشعوب اصطدمت ببعضها في حروب إستعمارية صغيرة وكبيرة كان اكبرها الحربين العالميتين الأولى والثانية.
مكاسب البرجوازية لا تقتصر في السيطرة الفعلية على الأرض والشعوب المستعمرة أثناء حروبها بل كانت تشغل ماكنتها الإنتاجية، فالحرب لا تحتاج إلى السلاح فقط بل تحتاج إلى،أغذية ألبسة ألخ. الخ. ألخ، هكذا تقل البطالة من خلال تشغيل العمال في الإنتاج الحربي من جهة والوقود البشرى لهذه الحرب.
بعد التطور التكنولوجي والأتمتة في العالم تشكل فائض في الإنتاج، هذا الفائض لا يجد له أسواق لأسباب عدة منها التنافس بين البرجوازيات في دول العالم بتخفيض كلفة الإنتاج عن طريق الأتمتة من جهة والأجور المتدنية في دول شرق أسيا من جهة أخرى، فانتقل رأس المال الصناعي من المركز المالي"اروبا وأمريكا" إلى الأطراف "الصين، الهند، وجنوب شرق اسيا" مما أدى إلى زيادة البطالة في دول المركز.
هذا لم يؤثر على أرباح البرجوازية بل على العكس زاد من أرباحها حيث أن أسعار المنتج النهائي لم تنخفض على المستهلك بنسية انخفاض كلفة الإنتاج بل بقيت كما هي وازدادت في بعض الأحيان بشكل كبير بحجج غير مقنعة منها لأن المنتج هو للشركة س أو ص الأمريكية أو أوروبية الأصل، فقطع الغيار للسيارة الأوروبية تجدها بسعرين الأول بأسم الشركة المصنعة للسيارة والثاني باسم الشركة المصنعة للقطع بفارق كبير رغم انك تأخذ نفس القطعة، من هنا ومن أجل تحسين الوضع الاقتصادي في دول المركز تقوم اليوم حروب اقتصادية كالدئرة بين الولايات المتحدة والدول المنتجة للسلع في العالم، هذه الحرب تهدف إلى استعادة مركز الإنتاج إلى دول المركز، والتي لولا هذا التوازن العسكري والنووي الموجود حالياً قد يتحول إلى مواجهة عسكرية دموية، وما الحاصل في منطقة غرب أسيا اليوم لهو دليل على ذلك.
الأزمات الإقتصادية أخذت أشكال مختلفة منها أزمات الأسواق المالية، أما الأزمة الحالية هي أزمة فائض الانتاج التي تعني أن الإنتاج هو أكبر من حاجات السوق، هذا يؤدي إلى التنافس بين البرجوازيات والشركات المنتجة التي تحكم مختلف الدول لتسويق انتاجها وخدماتها الشبيهة، لنأخذ الهواتف النقالة مثلاً:-
دول المركز تصنع هذه الهوتف مستخدمة لمعظم قطع هذه الهواتف المصنعة في الدول المنتجة، لكن هذه الدول "المنتجة" تصنع هذه الهواتف بنفس المواصفات بأسمائها التجارية وبأسعار تصل إلى أقل من نضف السعر الذي تبيع فيه دول المركز هواتفها، أما في قطاع الخدمات فالصراع القائم اليوم حول نظام التشغيل 5ج يوضح حجم هذا التنافس في قطاع الخدمات.
السابق هو شرح مبسط لمفهوم الأزمة وهنا يجب البحث عن تأثير هذه الأزمة على الشعوب، فهناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة، المباشرة منها هي البطالة والتضخم وانهيار ميزان المدفوعات، فالزيادة في الانتاج تؤدي إلى فائض في المنتجات الغير مصرفة مما أدى إلى تخفيض الانتاج واخراج جيش من العمال إلى البطالة.
زيادة الإنتاج أدى إلى المنافسة الغير شريفة بين مختلف البرجوازيات لتصريف منتجاتها، ومع وجود نفس مواصفات نفس المنتج بأسعار منافسة أصبح تصريف المنتج سواء في بلد الانتاج أو في الاسواق المستهلكة يتم بصعوبة وكلفة أكبر مما أدى لزيادة الإستيراد في الدول المنتجة وانخفاض التصدير فاختل ميزان المدفوعات وازداد التضخم، أما الغير مباشرة فهو ازدياد الفقر،التخلف وانتشار الافات الاجتماعية.
قلنا سابقاً أن البرجوازية تحل خلافها من خلال الحروب وقلنا أيضاً أن التوازن الدولي يحرمها من القيام بحرب عالمية وأنها تقوم اليوم بحروب اقتصادية، لكن هذه الحروب لا تحرك عجلة الانتاج بالشكل المطلوب لتجتاز أزمتها لذلك تتجه اليوم إلى اشعال النزاعات الأهلية وما الحاصل في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا هو أكبر دليل، هذه النزاعات والحروب لا تكفي لخروج البرجوازية من أزماتها لذلك أحذر هنا من حتمية حصول حروب اقليمية تحرق الأخضر واليابس في مختلف المناطق وعلى رأسها منطقة غرب أسيا التي وصلت فيها الأمور إلى طريق مسدود فالاتفاق النووي مع إيران في غرفة الإنعاش، والأزمة السورية ورغم النصر الحاصل لقوى المقاومة هي في مخاض عسير، والأهم ان اسرائيل العدوانية التي يحكمها العنصريين قصيري النظر مدعومين من ادارة امريكية تتسم بالعنصرية لدرجة الفاشية لا تستطيع الحياة تحت التهديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى