الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين بين سقوط العروبة وانتشار وباء التطبيع

راني ناصر

2020 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مع اعلان الولايات المتحدة رعاية توقيع الامارات معاهدة سلام مع إسرائيل، وإعلان عدد من المسؤولين الصهاينة عن نيتهم توقيع معاهدات مماثلة مع البحرين والسودان والمغرب وعُمان في نهاية هذا العام، تجلى بوضوح مستوى التفكك والهوان والخيانة التي وصل اليها النظام الرسمي العربي، وكشف عن حجم الإفلاس السياسي والفشل الذي وصلت اليه منظمة التحرير الفلسطينية في التعامل مع قضية كانت تصنف ك "قضية الامة الأولى".

فالأمارات وقعت معاهدة الاستسلام مع إسرائيل رغم انها ليست دولة حدودية معها، ولم تدخل في أي صراع او تقدم شهيدا واحدا في صدام معها؛ فقادة الإمارات وقعوا معاهدة الخيانة لنيل صدارة الرضى الامريكي التي سيتم استثمارها لدعم حظوظ الرئيس الأمريكي الحالي ترمب للفوز بولاية ثانية، ولتدفق أموال العرب نحو الكيان الصهيوني لدعم الاحتلال والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني في سابقة لم تحدث في تاريخ التطبيع العربي الإسرائيلي من قبل.

ان منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولة بشكل جزئي عن الموقف العربي المخزي الحالي تجاه قضيتها؛ فهي من وقع اتفاق أوسلو الذي فتح باب التطبيع على مصراعيه امام الأنظمة العربية، وهي من تنسق أمنيا مع الكيان الغاصب وتسلم أبناء شعبها لهم، وتجرم المقاومة وتشترك مع أنظمه عربية لضربها ووضعها على قائمة الإرهاب العالمي.

كما ان حالة الاستبداد التي خلقت على الساحة الفلسطينية من قبل السلطة الحاكمة، وتهميش دور الفصائل الأخرى المخالفة لنهجها، وكتم الأصوات المعارضة دفع طبقة أخرى من الوصوليين إلى تكوين أحزاب سياسية خارج منظومتها؛ مما أدى إلى شرذمة وضياع المشروع التحرري وفتح الباب لدول أخرى للعبث به.

ما يحدث الان في الوطن العربي من انحدار سريع ومروع للقيم والثوابت التي طالما مثلت القضية الفلسطينية حجر أساس فيها، ونقطة لارتكازها ما هو إلا بداية النهاية لما يسمى "الامة العربية"؛ فتهليل واستبشار دول عربية كمصر والبحرين، وصمت دول أخرى على ما تم من تنازل مجاني مخالفا للاتفاقيات والمواقف الدولية الرافضة للاحتلال؛ جعل تطبيع الامارات مع إسرائيل بمثابة اختبار لجس نبض الشارع العربي المنهك بالخلافات السياسية والاجتماعية الدموية، والمثقل بالفقر والعقيدة الانهزامية في كيفية تعامله مع هذه المعاهدة، والذي سيشكل صمته لهذه الخيانة حافزا لبقية الأنظمة العربية العميلة ان تحذو حذو الامارات، وسقوط وموت العروبة ودفنها في مستنقع الوهن والخذلان، وتحقيق نبوءة مقولة ناجي العلي رحمه الله: "أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في