الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنه بين اساليب وطرق توزيع المياه بري العراق واختيار افضلها لزيادة كفاءة ادارة المياه مستقبلا

عبد الكريم حسن سلومي

2020 / 8 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


مقارنه بين اساليب وطرق توزيع المياه بري العراق واختيار افضلها لزيادة كفاءة ادارة المياه مستقبلا

مقدمه
من المعروف ان مياه الري بالعراق تستهلك النسبة الاكبر من موارد العراق المائية ومياه الري لديه تأتي من مصادر رئيسيه هما نهري دجله وروافده ونهر الفرات والمياه الجوفية مما حدى ذلك بالحكومات المتعاقبة في حكم العراق لإنشاء عدد كبير من مشاريع الري وخزن المياه تجهز بالمياه من هذه المصادر و العراق يمتلك مساحات كبيره من الاراضي الصالحة للزراعة الا ان موارد المياه لديه لا تكفي لزراعة كل اراضي العراق الصالحة للزراعة مما جعل ذلك مؤسسات الري تضع اسس خاصه فنيه في تصميم وتنفيذ مشاريع الري وتشغيلها وزراعة مساحات واسعه من اراضيه بغية الحصول على انتاج زراعي جيد الا ان رغم ذلك وللأسف لازالت البلاد تعتمد اساليب ري قديمة مصحوبه بهدر كميات مياه كبيره مع تغدق وتملح اراضي كانت تعد من اخصب اراضي العراق مما يتطلب ذلك الى استنباط طرق حديثه واساليب لتوزيع المياه بكفاءة وطرق تشغيل تقلل من هدر المياه والاستفادة المثلى من الوحدة المائية والمحافظة على الاراضي مع انتاج زراعي جيد
ان تجهيز الحصه المائية المحددة للفلاحين في اي مشروع اروائي في وقتها المطلوب يؤدي الى انتاجيه زراعيه جيده وان عملية التجهيز تتم عبر شبكه معقده من القنوات والمنشآت ووفق تصاريف محدده اعدت بموجب حسابات دقيقه وفي اوقات مناسبه على ان تصل المياه بعدالة لكل فلاح على ان يتم السيطرة على المياه الفائضة من سوء ادارة حقول الفلاحين والتخلص منها بطرق فنيه بحيث لا تؤدي لا ضرار لشبكة الري والبزل وللأراضي
الهدف من الدراسة
وصف عام لأساليب توزيع مياه الري بالعراق وتجهيزها لحقول الفلاحين والمقارنة بين اساليب وطرق تجهيز المياه في تشغيل مشاريع الري للوصول لاستنباط افضل الطرق للحيلولة دون هدر المياه والاستفادة القصوى من الوحدة المائية لا نتاج زراعي جيد
أولا - اساليب توزيع المياه في ري العراق:
ان مياه الري غالبا ما يتم نقلها لمسافات طويله باستخدام شبكه من القنوات الاروائيه وخاصة في المناطق الجافه وشبه الجافه والصحراوية وشبه الصحراوية لحين وصول المياه لمزرعة الفلاح وان هذا النقل للمياه يسبب مشاكل كثيره وخاصة منها التسرب من القنوات للأراضي المجاورة والذي يؤدي هذا التسرب الى تملح وتغدق الاراضي وقد تكون كميات هذا التسرب (النزيز) مساويه تقريبا لثلث كمية المياه المنقولة في القنوات مع فواقد التبخر والتشغيل حيث ان الفقد في القنوات الناقلة يشمل على (النزيز + التبخر + فواقد النقل و التشغيل) ولغرض حساب كمية النزيز في قنوات الري نحتاج لمعلومات دقيقه مبنيه على معلومات تأتي من سجلات محطات الرصد للمياه في كل اجزاء المشروع ويتم على ضوء ذلك حساب كميات النزيز وفق معادلات اعدت لهذا الامر .
ان تجهيز المياه للري بالعراق كان يتم وفق الاساليب والطرق التالي
أ : تجهيز المياه الدائم :
وهو اعطاء المياه لشبكات الري بصوره دائميه عن طريق استمرار الجريان للمياه بصوره دائميه في القنوات ولكن تتم المراشنه(المناوبه) على مستوى القنوات الحقلية والمنافذ الحقلية ولهذه الطريقة بعض الفوائد والسلبيات منها :
- من فوائد هذه الطريقة ان يتم زراعة الارض على طوال السنه وبكثافه عالية قد تصل احيانا الى 135% كما هو كان مخطط في مشروع ري كركوك والاسحاقي والدجيله مثلا.
- لهذه الطريقة فوائد بيئية حيث تكون المياه متواجدة بصوره دائميه تؤدي لتحسين المناخ وتلطيف الجو .
اما سلبياتها:
‌- ارتفاع مستوى المياه الأرضية مع تغدق الاراضي المجاورة والزراعية وتملحها اذا لم تتواجد شبكة صرف وبزل جيده .
‌- و قد تؤثر بيئيا بسبب تواجد المياه بصوره دائميه فقد تزداد قابلية انتشار الأوبئة والامراض.
‌- تزداد نسبة التبخر فيها مع ضياع المياه بالتسرب العميق والنزيز من جوانب القنوات اذا كانت القنوات ترابيه مع زيادة نسبة انتشار الادغال والنباتات فيها والترسبات .
ب : تجهيز المياه بالمراشنه (المناوبه)
وبهذه الطريقه يتم اعطاء المياه للقنوات في المشاريع لفترات معينه وقطعها لفترات اخرى وتسمى هذه الطريقة بالمراشنه ونجدها اليوم مطبقه في اغلب مشاريع العراق بسبب شحة المياه التي يمر بها ويتم تحديد فترة الفتح والغلق للقنوات بموجب ضوابط وحسابات وقد تكون المناوبات على انواع منها الثنائية حيث تفتح المياه للقنوات لمدة سبعة ايام وتغلق سبعه وبهذا تكون فترة الارواء 14يوم(فترة الارواء هي المدة المستغرقة من بداية الوقت التي يحصل بموجبه الفلاح على المياه لحقله لحين حصوله على المياه لمزرعته مرة اخرى) او(هو الفترة بين الريات) وقد تكون المناوبة ثلاثية حيث تفتح المياه للقنوات خمسة ايام وتغلق عشرة ايام لتكون فترة الارواء 15 يوم ويتم تحديد فترات الري وفق حسابات دقيقه من خلال الكشف على واقع الاراضي ومعرفة مدى حاجتها للمياه ومعرفة نوعية التربة والنبات مع ملاحظة معامل كفاءة الري .
لقد كانت في الماضي القريب اغلب شبكات الري المتواجدة في مشاريع الري في العراق مصممه على اساس التشغيل والجريان المستمر للمياه 24 ساعه يوميا وخاصة في فترات الاحتياج القصوى للمياه حيث يتم اعطاء حصه مائية للقنوات المغذية ليتم ايصالها للوحدات الاروائيه (حقول الفلاحين) عن طريق المناوبة بين الحقول على ان يتم سقي الحقول حسب الدور ووفق جداول المراشنه المعدة ويكون السقي ليلا ونهارا اي 24 ساعه يوميا حيث تكون حصة الفلاح محسوبة وفق مقدار المساحة المزروعة ونوع المحصول وحسب مامخطط له في الكثافة والدورات الزراعية لذلك فأن تشغيل شبكات الري في العراق اليوم يعتبر غير كفوء بسبب قيام الفلاحين بأخذ حصص مائية هي محسوبة اصلا لزمن محدد ضمن حصصهم المائية لذلك تهدر كميات المياه ليلا في اغلب المشاريع لكونهم عمليا لا يمارسون السقي الليلي .
ج: نظام تجهيز المياه الحر
وهو ما معناه استخدام المياه بطريقة حره من قبل المزارع (ري بالواسطه او ان الفلاح هو يمتلك المصدر المائي)مثل الابار والعيون والينابيع والكهاريز وغيرها من مصادر المياه حيت تتم ادارة المياه من قبل المزارع نفسه حيث يتولى الفلاح بنفسه تجهيز مزرعته بالماء حسب حاجته ويتم بهذا الاسلوب استخدام واسطه لنقل الماء من المصدر الى المزرعة وقد اعتبرت هذه الطريقة على مر التاريخ من انجح الطرق الاقتصادية للمياه حيث تكون كميات المياه المجهزة للنبات مقاربه تماما لحاجته الفعلية للمياه بسبب كون مصدر الطاقة المستخدم لواسطة نقل المياه يكلف مبالغ لتشغيله مما يحتم ذلك على الفلاح غلق مصدر الطاقة حال انتهاء عملية الري بصوره جيده ولا كما يحدث بطرق الري بالسيح الغالب بالعراق .
ثانيا:- مبادئ التشغيل في ري العراق
ان تشغيل المشاريع الاروائية يجب ان يكون وفق برامج معده لا يجوز للفلاح التجاوز عليها وان من اهم واجبات كوادر التشغيل هو مراقبة مدى تقيد الفلاحين بتنفيذ هذه البرامج والسقي في فترات الليل والتي تعتبر من اهم الفترات للري بكفاءة عالية علما ان جميع منشآت المنافذ الحقلية للمشاريع غير مجهزه بمقاييس لتصريف المياه ولكن على العموم ففي حالات كثيره وبسبب ظروف الشحة المائية اليوم في العراق فأن اغلب المشاريع الاروائيه قد تحولت لطريقة المناوبة لكون المياه المتوفرة قد تصل لأقل من التصاريف التصميمية للمشاريع وقنواته لذلك يتم غلق بعض القنوات لفترات محدده وتفتح في فترات اخرى ولكن يصاحب هذه العملية (عملية الفتح والغلق) بصوره فجائية حدوث انهيارات لجوانب القنوات وخاصة الترابية وحتى المبطنة تكون عرضة في فترة الغلق للقوارض والتجاوزات ونمو الادغال على الترسبات المتجمعة فيها نتيجة اسلوب التوزيع بالمراشنة مع حدوث مشاكل اجتماعيه وتجاوزات على الحصص المائية نتيجة لاستخدام هذه الطريقة وهو ما يحدث فعلا اليوم وذلك نتيجة لتخوف الفلاحين من عدم حصولهم على حصتهم في فترات الفتح وتأثر محاصيلهم لذا فأن الاسلوب الجيد للتشغيل يتطلب الاخذ بالملاحظات التاليه
1-ان كميات المياه المطلوبة في الحقل تكون عادة متقطعة وغير ثابته بينما تصريف الماء في القنوات الرئيسية والفرعية يكون ثابت تقريبا لذلك فمن الضروري وضع خطة ارواء على شكل دوره تعاقبيه بالطريقة التي يتم بها تزويد الكميات المطلوبة من المياه للمحاصيل مع حدوث اقل اضطراب ممكن للفلاحين حيث يتم فتح وغلق المنافذ المناولة للتصريف المطلوب بدون حدوث نقص(عجز)غير متوقع في كمية مياه الري وبدون ضائعات مفرطه في المياه
2-ان التشغيل المناسب لمنظومة نقل المياه يحتاج الى ضبط كمية التصريف الخارج من القناة وهذا يتم بواسطة نصب منشأ رئيسي على رأس بداية كل قناة او فرع مائي
3-في المساحات المروية بواسطة القنوات المكشوفة لا يمكن ترك السيطرة على القنوات الرئيسية والثانوية بيد الفلاحين فيجب ان تعهد هذه المهمة الى موظفي الحكومة لمنع استعمال المياه كلها دفعه واحده والنهي عن فتحها بتصريف اكثر من المسموح والقيام بتجهيز الفلاحين بجداول مواعيد فتح وغلق كل منفذ حسب سعة القناة ,عند عدم تطبيق هذا القانون فأن الماء يوزع بشكل عشوائي في القنوات الفرعية مما يسبب ذلك خلل كبير وعدم توزيع المياه بعدالة .
ملاحظه مهمه جدا:-بالنظر لتكرار فترات الشحة المائية في العراق بسبب تغيرات المناخ وسياسات دول التشارك المائي مع العراق لذا يتطلب ذلك ان يتم تشغيل اغلب مشاريع الري اليوم بالمراشنه بين القنوات وترك نظام التشغيل المستمر للقنوات وهذا يتطلب اعداد جداول وبطاقات سقي جديده ويفضل فيها التركيز على السقي الليلي واستخدام منظومات الري الحديث لتقليل الهدر بالمياه
4-اننا نرى ان توزيع المياه الى حقول الفلاحين داخل القنوات الفرعية هو من مسؤولية الفلاحين وفق نظام جمعيات المياه
5-ان فتح وغلق المنافذ الحقلية لكل فلاح يحتاج الى وضع جدول بمواعيد دقيقه للإيفاء بالحصة المائية المطلوبة مع منع عمليات الفتح والغلق للمنافذ اثناء الليل بصورة غير قانونيه
6- ان عدد (المنافذ) المفتوحة في أن واحد يجب ان يساوي كمية المياه المحددة حسب سعة القنوات الفرعية والجانبية.
7--ان الخطط الاروائيه لتوزيع المياه يمكن تطويرها تدريجيا مع زيادة كفاءة النقل وذلك بالأخذ بنظر الاعتبار الظروف التالية (التقلبات الجوية مثل حركة الهواء وضغطه ورطوبته وحرارته والامطار وتقلب الطقس او عادات الفلاحين وظروف اخرى )ان المعرفة العملية للمنظومات الهيدروليكية يساعد على موازنة مقدار الماء المجهز مع الاستهلاك الفعلي .
8-ان انشاء الجمعيات الفلاحية على مستويات القنوات الفرعية والجانبية واشباه الجانبية ضروري منذ البدء بالتشغيل للتطوير الزراعي ولتقوية العلاقة بين الفلاحين وادارة المشروع
9-الطريقه المثلى لإدارة المياه التي يجب ان تتبع تعتمد على معلومات تبوب باستمارات حيث يتضمن الاستمارات المطلوبة والمعلومات (البيانات) الموضحة من قبل مدير المشروع والمعتمدة اصلا على معلومات تملئ من قبل مراقبي المياه في الفروع الجانبية
10- ضرورة توجيه وارشاد الفلاحين بشأن الدورة الزراعية وتركيب المحاصيل عن طريق جمعيات المياه
11- ضرورة تدوين معلومات عن المياه المجهزة والضائعات والمياه الفائضة والتصريف المطلوب عند المنشآت الرئيسية
12- لابد من اعداد تقرير شهري عن الارواء يتضمن المعلومات الأساسية يحفظ لدى ادارة المشروع يتضمن المعلومات الجوية والاحتياجات المائية للمحاصيل والضائعات بالقنوات بالرشح والفترات اللازمة لتغير التصريف في القنوات
13-ان جداول المراشنه الحقليه تواجه عادة مشاكل وهي اما زياده الطلب على المياه او قلتها وهذا يعود لزراعة بعض المحاصيل في مساحات خارجه عن المساحه المرويه او التوقف عن الارواء ليلا علما ان اغلب الحقول تحتاج لكميه قليله من المياه دائما (اثناء الليل) وبالتالي فأنه من المناسب تقليل فترة الري اثناء الليل وبالنتيجة يكون مقدار الماء المستهلك اقل من سعة منظومة النقل
رابعا: تجربة ادارة مشروع ري كركوك
ويعتبر مشروع ري كركوك من المشاريع المهمة والفريدة من نوعها لا في العراق فحسب بل في العالم العربي والمنطقة عامة فهو يهدف إلى إرواء ما يقرب من مليون دونم من الأراضي الزراعية الديمية الخصبة الواقعة في ثلاث محافظات ،ديالى،كركوك,صلاح الدين, وهو ببساطة عبارة عن تحويل مجرى نهر الزاب الى قناة صناعية لسقي أراضي المحافظات أعلاه والتي تمثل السهل الممتد بين جبال حمرين غربا وحافات جبال زاكروس شرقا ونهر الزاب شمالآ ونهر( نارين جاي) جنوبا وذلك عن طريق سدة الدبس والذي تم إنشائها عام (1962-1965 )على نهر الزاب الأسفل في قضاء الدبس وعن طريق سدة الدبس يتم تحويل المياه من نهر الزاب إلى القناة الصناعية في مؤخر ناظم الدبس الذي انشأ لهذا الغرض وعن طريق القناة الصناعية يتم نقل المياه إلى الأراضي في المحافظات أعلاه وسهل العظيم بواسطة شبكة من القنوات الفرعية والجداول للري والمنشات اللازمة(المشروع كان يسمى مشروع ري كركوك-العظيم) . وقد تم تبطين بعض القنوات بالخرسانة والرقائق المطاطية مع توزيع المياه إلى الأراضي بواسطة نظام كاليفورنيا لتقليل من الهدر في المياه(نظام كاليفورنيا يتظمن نقل المياه بواسطة الانابيب الاسبستيه المغلقه المدفونه تحت الارض واستخدام القنوات المعلقه لتوزيع المياه للحقول واستخدام انظمه هيدوليكيه تعتمد على مناسيب المياه وطلبات تجهيزها) إلى اقل ما يمكن وكذلك توزيع المياه بواسطة قنوات فرعية وموزعات مبطنة بالخرسانة العادية أو قنوات مسبقة الصب (الفلومات) وقد تم إنشاء وتنظيم مبازل للحد من انتشار الأملاح في الأراضي وتم دراسة مجرى الجداول ونوع التربة وأسلوب الإنشاء الملائم لانحدار الأرض وتحسين التربة مع دراسة كميات المياه الملائمة لمحصول معين في ظروف العراق وفي المنطقة المعينة وفي ظروف التربة والجو والسماد وذلك بإنشاء مزارع تجريبية في مناطق متفرقة من أراضي المشروع والتي تقام بها تجارب واختبارات بأحدث الطرق العلمية
كما أن المشروع كان يهدف إلى أتباع الطرق والأنظمة الحديثة في الري كنظام كاليفورنيا للري لغرض السيطرة على انجراف التربة وهدر المياه وقد حدثت عدة دراسات لإغراض أتباع طريقة الري بالتنقيط في بعض أراضي المشروع بالمزارع التجريبيه التي انشأت في حينه وذلك للتقليل من استهلاك المياه نظرا لكون المياه هي العامل المحدد للإنتاج الزراعي المهم بكافة إشكاله كما أنه كانت هنالك دراسات لإنشاء بيوت زجاجية وبلاستيكية لاستخدامها كمزارع نموذجية
يمتاز مشروع كركوك عن غيره من المشاريع بمقومات ناجحة ويمكن إيجازها بما يلي
1-توفر مصدر مائي جيد لتغذية المشروع وهو خزان سد دوكان والذي يبعد شمال الناظم الرئيسي للمشروع ب 80 كم تقريبا
2-خصوبة أراضي المشروع حيث أن غالبية أراض المشروع كانت أراضي ديمية لم يتم إجهادها
3-عمق المياه الجوفية في أراضي المشروع الأمر الذي لا يؤدي إلى تملح الأرض بشكل سريع وان الحاجة المتوقعة للمبازل الحلقية بعد عشرات السنين من تشغيل المشروع في حينه
4-ملائمة مناخ منطقة المشروع لزراعة محاصيل صناعية وحبوب وفواكه وخضراوات بعد إعداد دراسات تفصيلية عن الدورات الزراعيه للمشروع.
5- الضائعات المائية في المشروع اقل في عدة مجالات قياسا لبقية المشاريع وذلك لتبطين بعض قنواته مع حداثة تصاميمه وفق اخر التطورا ت العلميه في مجالات الري
6- إحاطة المشروع بشبكة كبيرة من الطرق الخدمية والريفية
7- وجود عدد كبير من الوديان الطبيعية والمنخفضات المائية التي تشكل مبازل طبيعية للمشروع
8- للمشروع خصائص ينفرد بها عن بقية مشاريع الري في العراق حيث يبلغ انحدار أراضية أكثر من انحدار أراضي مشاريع الري الأخرى مع خلوا المياه تقريبا من الترسبات ولكن من الضروري استحداث وسائل لتفادي اخطار تعرية التربه .
يهدف المشروع لإرواء مساحة إجمالية بحدود مليون دونم ولكافة مراحله الثلاثة معظمها يتم أروائها سيحا وهنالك جزء من الأراضي تروي با لواسطة او الري بالرش وتم تقسيم المشروع لثلاث مراحل لإغراض التنفيذ فيغطي المشروع بمرحلته الأولى والثانية بحدود 650 إلف دونم علما أن جميع المنافذ الحقليه المائية مصممه لإرواء قطع من الأراضي تبلغ مساحتها 160 دونم كما ان المشروع سيقوم بتأمين مياه الشرب لمدينة كركوك إضافة لقصبات أخرى مع تجهيز الماء بتصريف 1م3 |ثا بشكل مستمر الى مدينة كركوك لاحياء نهر خاصه جاي ((الذي يخترق المدينة وهو نهر موسمي))حيث تم انشاء عشرة سدود غاطسه لهذا الغرض في نهر الخاصه جاي لغرض تشكيل تسعة بحيرات صناعية تنحصر فيها المياه بصورة دائمة لإغراض جمالية وسياحية وكذلك يضمن المشروع تجهيز الماء إلى أراضي مشروع ري الحويجه القديم في ايام هبوط مناسيب نهر الزاب الصغير والبالغ مساحته بحدود 172000 دونم مع إضافة مساحات أخرى لمشروع الحويجة القديم قدرها 30000 دونم بالإضافة إلى إحياء وإرواء الأراضي الصالحه للزراعة والواقعة على جانبي نهر العظيم ابتداء من نهر العظيم حتى نهر دجلة مع إرواء الأراضي المرتفعة الواقعة في شمال غرب مدينة كركوك حيث من الصعب إروائها سيحا ولذلك قرر إروائها بطريقة الري بالرش كما سبق وقلنا أن المشروع يهدف لإرواء أراضي تقع في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والتي كانت تزرع ديما
أن أراضي المشروع عموما تشكل سهلا مستطيلا يقع أسفل مرتفعات كركوك (( أسفل جبال زاكروس)) والزاب الصغير وقضاء كفري وجبل حمرين وجدول الخالص ( الحدود الجنوبية للمشروع )ومع وجود مورد مائي سطحي ( الخاصه جاي موسمي ) يعتمد على مياه الإمطار في فصل الشتاء وبالإضافة لاستعمال المياه الجوفية في مناطق محدودة علما إن معظم أراضي المشروع كانت تسقي ديما عدى 1% من المساحة ضمن كركوك وناحية يايجي وتازة كانت تزرع بمحاصيل الخضر باستغلال مياه الكهاريز والابار الارتوازيه لذلك يعتبر المشروع من المشاريع الزراعية المهمة والمركز عليها في المنطقة لخصوبة أراضية ووفرة المياه له ولما يتمتع به موقع المشروع هذا من توفر القوة الكهربائية وطرق المواصلات الرئيسية والزراعية ووجود خط سكك حديد بغداد-كركوك الذي يمر بمنتصف أراضي المشروع مما يسهل تسويق المحاصيل إضافة لقربه من المحافظات الشمالية أن مشروع ري كركوك مرتبط ارتباطا وثيقا في سد دوكان وسدة دبس حيث يقوم السد أعلاه بتأمين الحاجة المائية للمشروع فقد تم إنشاء سد دوكان عام (1954-1958) وكان الغرض من إنشائه هو خزن مياه ألأمطار لأغراض الري وتوليد الكهرباء وللسياحة وسعته الخزنية (6.8)مليار م3 ومصدر المياه للسد هو نهر الزاب الصغير و الأمطار و الثلوج المتساقطة على الجبال داخل العراق و إيران وعن طريق حجز المياه المطلقة من دوكان في مقدم سدة الدبس (التي أنشأت سنة 1965) والتي تقع شمال غرب كركوك بمسافة 45 كم يتم تجهيز ناظم صدر مشروع ري كركوك الواقع ضمن سدة الدبس بالمياه المطلوبه لمشروع ري كركوك فحين وصول المياه المطلقة من سد دوكان الذي يبعد 80 كم مقدم سدة الدبس فأن هذه السده تؤمن خزين مقداره (22.5) مليون م3 بين منسوبين (251.5-254) وهذا الخزين يؤمن تصريف للقناة المغذية لمشروع ري كركوك مقداره (278م3/ثا) لمدة 12 ساعة ولقد تم تقسيم المشروع لأغراض التنفيذ لعدة مراحل بسبب ضخامة العمل وحاجته الى الموارد المالية الكبيرة وكما قلنا سابقا لضخامة عمل المشروع فقد تم تقسيمه لثلاث مراحل لأغراض التنفيذ وتم تقسيم المراحل لقطاعات ثم القطاعات الى مقاولات ولقد شكلت أراضي المشروع 9 مناطق أروائية هي
((الأولى : وتقع هذه المنطقة غرب كركوك بحوالي 40 كم وتبلغ مساحتها ألإجمالية 196000 دونم وتشمل وهي تمثل المقاولات (10,8)
الثانية : تقع غرب كركوك بحوالي 30 كم وتبلغ مساحتها ألإجمالية 120000 دونم وهي تمثل المقاولات (18,14)
الثالثة : تقع جنوب كركوك بحوالي 30 كم وتبلغ مساحتها ألإجمالية 58000 دونم وتمثل المقاولة (15)
الرابعة : تقع هذه المنطقة جنوب كركوك بحوالي 50 كم وتغطي مساحة إجمالية 78000 دونم وتمثل مقاولة (21)
الخامسة : تقع هذه المنطقة جنوب كركوك بحوالي 70 كم وتغطي مساحة إجمالية بحدود 114000 دونم وتشمل المقاولات (23,22)
السادسة : تقع في محافظة صلاح الدين وتبلغ مساحتها بحدود 48000 دونم وتشمل الحوض رقم 6 وكانت تشمل المقاولة 29 سابقا
السابعة : تقع شمال قضاء الخالص في ديالى وتبلغ مساحتها ألإجمالية 108000 دونم وكانت تمثل سابقا المقاوله 29
الثامنة : تقع هذه المنطقة جنوب كركوك بحوالي 100 كم وهي تمثل حوض 8 تبلغ مساحتها ألإجمالية 232000 دونم وكانت تشمل المقاولات (28,27,26,25) واليوم تشمل مقاولات (26,25)
التاسعه:تقع هذه المنطقه بين مدينة كركوك وقضاء الدبس ومساحتها الاجماليه 124000 دونم وتعتبر من اهم الاراضي في المنطقه ولكونها مرتفعه فقد تم انشاء ثلاث محطات كبرى لغرض ارواء جزء من هذه الاراضي وهي تشمل المقاولات11ب,11, 12, 17,وجزء من 17أ-1 )) لاحظ الجداول رقم 23 ,25,24توضح مساحات قطاعات المرحله الاولى واطوال القنوات واعداد المنشأت

القاطع




التصريف
م3|ثا اراضي مستصلحه بالدونم اراضي مستصلحه جزئيا بالدونم اراضي غير مستصلحه بالدونم المجموع بالدونم
العطشانه
م8 19 41686 78 ------- 41764
الخان م10
24
57166 2273 -------- 59439
المرباط 18
20
------- 44354 --------- 44354
النوافل 14
6.7 -------- 23700 -------- 23700
الشمسيه
15 10.4 39492 1512 2850 43854
السلام 12 28 9723 318 1000 11041
داقوق 21+23
20.19 7032 49518 21000 77550

محطات الرش 17.189 31258 -------- 28065 59323
المجموع الكلي 145.47 186357 121753 52915 361025
جدول يبين مساحات الاراضي ونوع الاستصلاح وتصاريف كل قطاع في مشروع ري كركوك المرحله الاولى
اما المرحله الثالثه بالمشروع فقد كان مخطط لها تطوير سهل العظيم والتي لم تنفذ لحد الان
أ- طرق تنفيذ شبكات الري في المشروع
لقد نفذت شبكة المشروع بطريقة الانابيب الاسبستيه المدفونه(نظام كاليفورنيا)وخاصة للمرحله الاولى ولاستخدام هذه الطريقه اسبابها العديده سنذكرها لاحقا ولكن في عام 1987 جاءت التوصيات والاوامر الوزاريه للجهات ذات العلاقه لتغير التصاميم للشبكه في المرحله الثانيه والتي تمثل المقاولات(25,24,23,22,21) وتحويلها من الانابيب الى القنوات الترابيه المفتوحه والمبطنه ونفذت المقاولات ولازالت بهذه الطريقه علما ان الجهه الفنيه المسؤوله والمشرفه على المشروع والمتمثله بالمنشأه العامه لمشروع ري صدام(الملغاة)قد طلبت تنفيذ المشروع بطريقة الانابيب المغلقه لتقليل كلف الصيانه والتشغيل ولطبيعة التربه الخاصه بالمشروع مع تقليل هدر المياه ورغم ذلك فقد استمر العمل بالطريقه الجديده وهي القنوات المبطنه المفتوحه ومع العلم بأن هذه الطريقه وحسب رأي الباحث الشخصي أدت وستؤدي لخساره كبيره في الاراضي الزراعيه وهدر للمياه وصرف مبالغ ضخمه للتشغيل والصيانه كل سنه ولازالت لليوم الهيأه العامه لاستصلاح الاراضي التابعه لوزارة الموارد المائيه العراقيه تقوم بأستصلاح بعض قطاعات المشروع والغير مكتمله في المرحله الاولى بأتخاذ طريقة الري السيحي رغم وجود كثير من النداءات من المختصين والفنيين التي تدعوا لتطوير نظم الري القديمه للحديث لمواكبة التطور العالمي الحاصل لترشيد الاستهلاك المائي وخاصة وان العراق يشهد هذه الايام شحه للمياه لاسباب عديده وقد بوشر بذلك في مقاوله(14)لاكمال استصلاحها(نصب القنوات المعلقه) ومن قبل احدى شركات الوزاره والتي قامت بنصب معمل للقنوات المعلقه في منطقة المشروع علما ان منشأة (ري صدام الملغاة) كان لديها معمل بنفس الموقع لانتاج القنوات المعلقه ورغم ان القنوات المعلقه من الناحيه الفنيه افضل بكثير من القنوات المبطنه المفتوحه في المرحله الثانيه الا ان ذلك لايعني انها اليوم هي الافضل وقد تكون هذه القنوات المعلقه من وجهة نظري ذات فعاليه وفائده كبرى في اراضي الجنوب والوسط من العراق

ب-طرق الري وتوزيعات المياه في المشروع

لقد تم استخدام احدث الطرق والوسائل الفنيه في تصاميم المشروع وتنفيذه وكان الهدف من ذلك هو الحد من الضائعات المائيه اضافة لتقسيم المياه بين الفلاحين بحصص مائيه دقيقه ولهذا الغرض فقد استخدمت طرق مبتكره لتبطين القناة الرئيسيه بالخرسانه والرقائق المطاطيه لاجل المحافضه على القناة من التعريه والانهيارات اضافة للحد من الضائعات وعند وصول المياه الى الفروع الرئيسيه يتم التحكم ببوابات حديثه تؤمن توزيع للمياه ثابت في مؤخر الناظم مع استخدام بوابات واجهزه هايدروليكيه توزع المياه بشكل متوازن بين المقدم والمؤخر .
اما الشبكه الداخليه لتوزيع المياه فقد تم استخدام انابيب اسبستيه مدفونه تحت الارض(نظام كاليفورنيا) لغرض نقل المياه بضغط معلوم وذلك لتلافي مشكلة التعريه في التربه في حالة استخدام القنوات الترابيه المفتوحه ولتجاوز كذلك مشكلة الانحدارات في الارض الشديده وللتخلص من تنفيذ منشأت للتقاطعات وتقليل الضائعات بالتبخر.
اما تشغيل المشروع في مراحله المتقدمه فقد كان سيتم عن طريق حاسب الكتروني وبطريقة السيطره عن بعد ولهذا الغرض فقد انشأت محطه مركزيه تحتفظ بالمعلومات المطلوبه عن توزيعات المياه للسيطره على النواظم القاطعه في المشروع وبالتالي توزيع المياه حسب الحاجه الفعليه ومنع هدر المياه مع امكانية تشغيل هذه النواظم بالكهرباء.
وعند وصول المياه الى حقول الفلاحين ولاجل ضمان عدم هدر المياه داخل حقول الفلاحين فقد صممت الوحده الاروائيه لتغطي مساحة 160دونم وتسقى من منفذ واحد مع تنفيذ شبكه من القنوات الخرسانيه االمعلقه(الفلومات)وهي قنوات مسبقة الصب وبذلك يتم التخلص من مشكلة التطهيرات السنويه اضافة لامكانية السيطره على ارواء عموم الحقل لكل مزارع بصوره منتظمه اما لو قارنا بين كفاءة القنوات الترابيه (المساقي) بالقنوات الخرسانيه المعلقه سنرى بأن سيكون هنالك ضياع للمياه قد يصل ل40% في القنوات الترابيه وبذلك تم اختيار القنوات المعلقه لعدم تبذير المياه ( ولكن للاسف فقد تم تغير التصاميم في المراحل الاخيره من المشروع واستخدمت القنوات الترابيه والتي ادت وستؤدي لكثير من الاضرار منها على سبيل المثال تغدق التربه مع زيادة نسبة الملوحه وارتفاع مناسيب المياه الجوفيه مع كلفة صيانه عاليه للتطهيرات سنويا وضياع لكميات كبيره من المياه).
اضافة لذلك سيتم تنفيذ مبازل سطحيه لتجميع المياه الزائده عن حاجة الفلاح من جراء الارواء(هي مياه ناتجه من سوء ادارة الفلاح للمياه في مزرعته) وتصريفها الى المنخفظات الطبيعيه المتواجده في اغلب اراضي المشروع.
ان طريقة الفلومات اضافة لمزاياها الفنيه فسوف تقلل الجهد المبذول من الفلاحين لتأمين ارواء حقولهم بصوره منتظمه وهي من الطرق المتقدمه والمستخدمه في العالم علما انه كان يوجد معمل حكومي لتصنيع هذه القنوات وملحقاتها وكذلك يوجد معمل اهلي لتصنيعها وبالنظر لوجود بعض الاراضي المتموجه في المشروع والتي تمتاز بخصوبتها اضافة لمواقعها القريبه من شبكات المشروع ولاجل الاستفاده من ىهذه الارضي التي تمثل حوالى 10% من اراضي المشروع فقد تم انشاء محطات ري بالرش تستطيع كل محطه ارواء مايقارب من 800 دونم وقد تم استخدام اجهزة الري بالرش المتطوره منها الثابت والمتحرك وحسب نوع المحاصيل المزروعه وتم تنفيذ 50 محطه في المرحله الاولى للمشروع من هذا النوع مع 12 محطه ري بالرش اخرى ذات مساحات اروائيه اخرى ومن نوع اخر.

ملاحظه مهمه:
عند توسع الأراضي المستغله فأن الماء المخزون في دوكان يكون غير كافي لتجهيز تصريف ثابت وبشكل مستمر لمشروع ري كركوك لذا فمن الضروري في هذه الحاله القيام بوضع جدول مواعيد توزيع المياه حسب احتياجات الحقل الحقيقيه ومن الروري استخدام اسلوب تجهيز المياه لشبكة المشروع بالمراشنه وفي بداية تشغيل مشروع ري كركوك عام 86 قمنا بعمل جداول مراشنه وتوزيع بطاقات الري حسب المواعيد اليومية والساعات ويدخل فيها رقم المنفذ واسم الفلاح ومن الممكن ملاحظة صيغة ورقة السقي ادناه وبغية السيطره على هدر المياه بحقول الفلاحين فقد قمنا بتحجيم المنافذ الحقليه لجعل تصريف المنفذ 35لتر |ثا بدلا من 70 لتر |ثا وبذلك اثبتت التجربه نجاحها من خلال عدم وجود اي مياه بالمبازل السطحيه(المصارف)بحقول الفلاحين واستطعنا بذلك تجاوز فترة الشحه بالمشروع عام 1996




خامسا-القنوات المعلقه اكثر كفاءة من القنوات الترابيه والمبطنه
منذ بدايات القرن العشرين الماضي اتبعت الدول المتقدمه في مجال استخدام المياه(سواء بالري او المجالات الاخرى) ، العديد من التقنيات الحديثه والمتنوعه وكان على الدوام الدافع الاساسي لهذه التقنيات هو المتمثل بالاقتصاد بالمياه المستخدمه وتقليل الضائعات المائيه
ان المقصود بعملية الري هو ايصال المياه بالكميه والوقت المناسب لامداد المحصول الزراعي بالرطوبه اللازمه لنموه مع المساعده لتجاوز فترات الجفاف مع غسيل وتقليل الاملاح في التربه المتواجده في المنطقه الجذريه للنبات وتسهيل عمليات خدمة الارض وان طريقة الري السيحي تعتبر من اكثر الطرق استخداما في العراق ,تعتبر هذه الطريقه من اقدم وارخص الطرق التي عرفها الانسان منذ فجر التاريخ وهي اليوم تعتبر الاوسع انتشارا في العراق و تعتمد بنجاحها على كفاءة الفلاح بأدارته لحقله وتقليله للضائعات المائيه عن طريق خدمة ارضه بصوره جيده وصحيحه وهذه الطريقه لها القابليه على غسل الاملاح في التربه وخاصة عندما يكون الماء الارضي بعيدا عن سطح التربه وهي لاتحتاج لأيدي عامله كثيره او فنيه ويمكن استخدامها في الاراضي المستويه وقليلة الانحدار وفي زراعة كافة المحاصيل والاشجار الا ان لهذه الطريقه سلبيات كثيره منها انها لاتناسب الاراضي التي يرتفع فيها الماء الارضي ولاتصلح للترب الجبسيه ولا في الاراضي المنحدره لانها تؤدي لانجراف التربه وفيها تكثر الضائعات المائيه من جراء النقل والتبخر والتسرب العميق مع كون الاراضي المستخدمه فيها هذه الطريقه تحتاج لخدمه كبيره خاصة التعديل والتسويه مما يزيد من الكلفه كما يصاحب استخدامها مشاكل كبيره من الترسبات المتجمعه في مقدم المنشأت وفي شبكة القنوات ولكافة انواعها وتعتبر هذه من اكبر المشاكل حيث ادت الترسبات على مر السنين الى تقليل سعة القنوات والخزن للمياه في كثير من الخزانات المائيه الطبيعيه والصناعيه الموجوده في العراق كما يصاحب استخدام هذه الطريقه مشكلة خطيره وهي نمو الحشائش والادغال والنباتات المائيه الضاره مثل الشمبلان وزهرة النيل والتي يتطلب ازالتها مبالغ كبيره مع الحاجه لأليات ومعدات متخصصه ومبيدات لازالتها وهي جميعا ذات كلف عاليه بالاضافه الى ان طريقة الري السيحي تمتاز بقلة الكفاءه في استخدام المياه في الحقل وتتطلب انشاء شبكه اروائيه ضخمه ومعقده من القنوات والمنشأت لغرض نقل المياه من المصدر لحقول الفلاحين والتخلص من المياه الزائده كما ان لهذه الطريقه سلبيات كبيره حيث فواقد المياه بالتبخر والتسرب العميق وهدر المياه اثناء تشغيل المشاريع مع مبالغ كبيره لاغراض الصيانه المستمره وكلف انشاء عاليه للشبكه الاروائيه ومن خلال تجاربي الشخصيه بالتشغيل والتنفيذ لاكثر من 25 سنه ادرج ادناه جدول للمقارنه بين القنوات الترابيه المبطنه والقنوات مسبقة الصب (الفلومات)
جدول للمقارنه بين القنوات المبطنه والمعلقه المستخدمه في مشاريع الري
القنوات المعلقه(مسبقة الصب) القنوات الترابيه المبطنه ت
خساره اقل بكثير في مسار القناة المعلقه تؤدي لخساره كبيره في الاراضي من جراء تنفيذ مسار القناة وانشائها 1
ضمان سقي كامل الحقل بسبب كون القناة المعلقه اعلى من الارض الطبيعيه للحقل قد لايتم سقي كامل اراضي الحقل الا بعمل تعديل وتسويه 2
تحتاج على الاكثر 2م2 لكل م.ط تحتاج اصغر قناة منها وهو المسقى الحقلي(الووتر كورس w.c)الى اراضي بحدود 6,5 م2 خساره لانشاء كل م.ط 3
لاتحتاج مطلقا لتربه من المقالع تحتاج لتربه جيده بمواصفات خاصه تجلب من المقالع(اراضي اخرى يتم ضياعها) لغرض انشاء القناة وقد لاتتوفر هكذا ترب بالمنطقه
4
لاتحتاج لصيانه من الترسبات والاضرار الاخرى حيث الصيانه لها قليله جدا وهي حقيقه من تجربة 25 سنه في احد مشاريع القطر بسبب سرعة جريان المياه فيها تحتاج لصيانه سنويه من الترسبات والاضرار الاخرى 5
لاتتعرض لمثل هذه الاضرار مطلقا تتعرض لاضرار القوارض والانهيارات والترسبات 6
تحتاج لمبالغ قليله للصيانه وبعد عدة سنوات تحتاج لمبالغ صيانه كبيره سنويا 7
كلفة تجهيز وانشاء م.ط منه حسب ما يعمل به اليوم بحدود( 55000- 60000)دينار عراقي كلفة انشاء لكل م.ط منها ولاصغر قناة(المسقى) تقدر بمايقارب50000 =دينار عراقي بضمنها قيمة خسارة الاراضي المستخدمه كمقالع وأراضي مسار القناة 8
لا تؤدي لمثل هذه الاضرار قد تؤدي الى اضرار للاراضي المجاوره لها في حالة التنفيذ غير الجيد 9
سرعة المياه عاليه وبتصريف جيد وزمن اقل للسقي سرعة المياه اقل فيها وبذلك وقت السقي اطول لكون التصريف اقل 10
لاتحتاج الى منشأت كثيره ولكن فقط تحتاج لانابيب السايفون البلاستك لغرض السقي تحتاج لمنشأت كثيره مع جهود كبيره لايصال المياه للحقل 11
لايحتاج الى ذلك كثيرا يحتاج الحقل الى تعديل وتسويه لضمان السقي الجيد 12

وادرج ادناه حسابات تقريبيه لتنفيذ قناة حقليه(مسقى)(wc)
اولا:-حجم الاعمال الترابيه لكل م.ط من المسقى وفق المقطع العرضي في المخطط ادناه




اولا:- حجم سدة المسقى=((3.4+5.6))÷2 *0.5(معدل ارتفاع سدة المسقى)=2.25 م3 لكل م.ط
السعر وفق الاسواق حاليا=3000*2.25=6750 دينار لكل م.ط
ثانيا:-التبطين
كمية التبطين لكل م.ط =(0.71*2+0.4+0.2)*1 م.ط=2.02 م2
السعر وفق الاسواق حاليا=15000*2.02=30300 دينار لكل م.ط
ثالثا:-خسائر الاراضي من جراء التنفيذ
مسار المسقى =5.6*1=5.6 م2
المبلغ من جراء خسارة الارض بتقدير سعر الدونم 5000000 دينار عراقي
5000000÷2500= 2000 دينار لكل متر مربع
2000*5,6=11,200دينار لكل م.ط من المسقى
رابعا:- خسائر بالاراضي من جراء نقل تربه منها لتنفيذ المسقى=2000 دينار(قدرت بأعتبار سعر المتر المربع 2000 دينار)
مجموع المبالغ للفقرات اعلاه=6750+30300+11200+2000=50250 دينار عراقي لكل م.ط
خامسا:-تحميلات اداريه مع اعمال صيانه سنويه تقدر ب20% من مبلغ التنفيذ=10050 دينار
المجموع الكلي لكلفة تنفيذ م.ط من المسقى=50250+10050=60300 دينار عراقي لكل م.ط
ملاحظه:-تم اعداد هذه المقارنه والحسابات من قبلي وفق الاسعار المعمول بها سنة 2013 تقريبا وعلى اساس الخبره العمليه لي في التشغيل والتنفيذ لكلا النوعين في المشروع وفي حالة كون القنوات المبطنه ذات تصاريف اكبر فأن الحسابات ستتغير والكلف ستزداد بكثره مع انني تركت الكثير من العوامل لم ادخلها بالحسابات

سادسا:الخاتمه
ان اساليب توزيع المياه في العراق بمشاريع الري تعتمد اليوم على(اولا:تجهيز دائمي للمياه في المشاريع ,ثانيا:تجهيز بالمناوبه اي المراشنه بين قنوات المشروع,ثالثا:تجهيز حر للمياه وهو التجهيز من قبل الفلاح بوسائل يمتلكها )ولكن على العموم اليوم وفي اغلب الحالات فأن مشاريع الري بالعراق تحولت لطريقة المناوبه بسبب الشحه المائيه لكون المياه المتوفره قد تصل لاقل من 50% من التصاريف التصميميه للمشاريع وعلى العموم فجميع الطرق للتجهيز اشترطت السقي ليلا ايظا ولكن يصاحب طريقة التوزيع للمياه في المناوبه نتيجة لغلق وفتح المياه للقنوات بصوره فجائيه حدوث انهيارات لجوانب القنوات الترابيه وحتى المبطنه تكون عرضه في فترة الغلق للتجاوزات والاضرار
ولكل ماقلناه ومع الاخذ بعين الاعتبار المستقبل المائي للعراق وفي ظل الظروف الحاليه التي يمر بها البلد (بغض النظر عما حدث من سيول سنة 2019) فأننا نرى ان طرق الري الحديثه والمتمثله بالرش والتنقيط والانابيب المغلقه هي الافضل في الاستخدام بمشاريع الري ويتطلب ذلك جهود كبيره لترك طريقة الري السيحي القديمه والتحول للري الحديث



ولابد لنا من التذكير ان في طريقة الري السيحي يتطلب نقل المياه لمسافات بعيده بأستخدام شبكه من القنوات وخاصة في بلدنا العراق ذو المناخ الجاف والحار وان هذا النقل للمياه بهذه الطريقه يسبب مشاكل كثيره منها التبخر والنزيز والتسرب العميق للمياه وهدر المياه المصاحب لعملية التشغيل والذي قد يصل مجموع هذه الخسائر كلها مايقارب ثلث كميات المياه الاروائيه لذلك كله استخدمت القنوات المعلقه المسبقة الصب(الفلومات) في كثير من الدول المتقدمه للتغلب على مشاكل الهدر والخسائر من جراء استخدام القنوات الترابيه والمبطنه على السواء ومن خلال تجاربنا العمليه في تشغيل وصيانة وتنفيذ مشاريع الري فقد وجدنا ان القنوات المعلقه اكفأ بكثير من القنوات الترابيه والمبطنه لاسباب عديده ومن خلال المقارنه بالجدول اعلاه يتضح لنا ان استخدام القنوات المعلقه هو الافضل بتنفيذ اعمال الاستصلاح للاراضي بالعراق وخاصة اذا ماعرفنا قيمة المياه التي ستتوفر من جراء استخدامها بدلا من القنوات الترابيه والمبطنه وخاصة في اراضي وسط وجنوب البلد وعليه فأننا نقول اذا كان لابد من استخدام طريقة الري السيحي في الاستصلاح فأنه يجب استخدام القنوات المعلقه والانابيب بكافة احجامها لتنفيذ شبكات الري للمشاريع




المهندس الاستشاري
24|4|2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يحمله رئيس برلمان إيران إلى حزب الله خلال زيارته لبن


.. رئيس مجلس الشورى الإيراني يقود طائرة لتوصيل رسالة إلى بيروت.




.. أحمد الحيلة: هناك حقد إسرائيلي على سكان شمال غزة لإفشالهم سي


.. حزب الله يعلن استهداف قوة إسرائيلية حاولت التسلل في بلدة رام




.. د. منير البرش: جميع أهالي شمال غزة يرفضون الخروج رغم الإبادة