الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطبيع ضد تطبيع

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ما الفرق بين داعش و جبهة النصرة و الإخوان المسلمين من جهة و بين الحركة الصهيونية من جهة ثانية ؟ الفريق الأول مرتبط بعلاقة مع الدول الاستعمارية التي تمثل دولة إسرائيل جزءا عضويا منها ، و التي لولاها لما كانت في الأصل دولة إسرائيل في فلسطين ( فلولا الانتداب البريطاني على فلسطين لتفيذ وعد بلفور 1917 ، لما أنشئت دولة اسرائيل) . اما الفريق الثاني ، أي الحركة الصهيونية ، فأن انخراطها في المشروع الاستعماري الغربي المستمر ، أدى إلى حصولها على دولة استعمارية ، تضطلع بدور أساس في سياق هذا المشروع . على عكس الإخوان المسلمين و الجماعات المتفرعة عنهم الذين يلهثون منذ سنة 1928 ، و الأصح 1916 ، خلف سراب الدولة الإسلامية ! او الإسلامية العربية بحسب النصائح البريطانية ! فصادروا الدين من أجل بلوغ هذا الهدف.
ما الفرق بين اليهودي الإسرائيلي المعارض للسياسة التي تمارسها السلطة الصهيونية و تحديدا " التمييز العنصري " ، بالإضافة إلى السياسة العدوانية التوسعية في المنطقة من جهة وبين الفلسطينيين و الإسرائيليين غير اليهود ، الذين يعانون من " التمييز العنصري " و يدينون الحروب الإسرائيلية الاستعمارية التي المتكررة ، من جهة ثانية ؟
ما الفرق بين نظم الحكم العربية التي تصالحت سرا أو علانية ، مع سلطة الدولة الصهيونية من جهة و بين النظم العربية الأخرى التي لم تصالح ،على حد علمنا، من جهة ثانية . يحسن القول في هذا الصدد أن الصلح مع دولة استعمارية عنصرية يكون دائما مؤقتا أو ملغما . هذا معطى لا جدال حوله من وجهة نظري . أضف إلى ذلك أن نهج الذي تتبعه الدولة الصهيونية يقضي بإزالة كل المعوقات الحقيقة أو المتخيلة التي تسببت فعلا أو من المحتمل أن تتسبب بإبطاء أو إفشال المشروع الصهيوني الإمبريالي . فعلى سبيل المثال تضع إسرائيل على الأرجح في سلم أولوياتها تخريب الدول العربية السبع التي شاركت في حرب تشرين أول أوكتوبر 1973 ( مصر، سورية ، العراق ، الجزائر ، ليبيا ، اليمن والسودان )
و تجدر الإشارة أيضا في سياق هذه المقارنة إلى أن السلطات في بلدان العرب واظبت على أن تخلّط بين الإسرائيلي أو اليهودي من جهة و الصهيوني من جهة ثانية ، مغفلة كليا أن اليهودية من الديانات ألتي اتبعها العرب ، و أن اليهود كانوا من سكان معظم المدن في بلدان العرب ، و أن المنطق يجيز الافتراض بأن كثيرين من العرب اليهود دخلوا المسيحية ثم الدعوة المحمدية . فلا نجازف في القول أن السلطات العربية قدمت " تحريم" العلاقة باليهودي ، مادة دعائية للسلطة الصهيونية التي من المعروف أنها وظفتها جيدا في تعمية الناس ليس فقط في بلدان العالم و لكن في تعمية اليهود أيضا عن طبيعة دولة إسرائيل .
توصل هذه المداورة إلى سؤال أساسي ، ماذا لو تصالح الناس في فلسطين على أساس رفض التمييز العنصري و المساواة في الحقوق و الواجبات و التوافق على العيش المشترك ألم يساهم بعض الأفارقة البيض في اسقاط نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا ، ألم يساهم بعض الفرنسيين في إنهاء الاستعمار و في استقلال الجزائر ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار