الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإملاء في قصيدة الشاعر الدكتور عارف الساعدي _ سجاد حسن عواد

سجاد حسن عواد

2020 / 8 / 20
الادب والفن


كثيرون مروا من يديه وافلتوا
ولموا حصى في الروح حتى تفتتوا
كثيرون لا معنى لهم غير انهم
كثيرون مروا من يديه وافلتوا
هنا نارنا كانت، هنا كان حزننا
وكان نبيٌّ خلفنا يتلفتُ
وظلُّ إلهٍ كان يمشي أمامنا
يرانا وينسانا، نصيح فينصتُ
ويمشي ويسترخي ويلهو ويختفي
ونُقتلُ في مرقى ضحاه ويسكتُ
نعاتب من يارب؟ ألوقت ضيقٌ
وهذي ضحايانا بحقلك تنبتُ
فهل كان هذا الموت وشماً نقشته
امِ الناس سهواً من يديك تشتتوا
وكيف صنعتَ الناس من أي طينةٍ؟
وقلتَ لهم موتوا هناك او اصمتوا
صمتنا ومتنا، ثم قلنا لعله
سيمسك إزميل الحياة فننُحَتُ
ولكننا متنا كثيراً، ملائكٌ
تنوح، وأخرى من صنيعك تشمتُ
فكيف اذا استولت على الروح دمعةٌ
وغنَّت، وطفلٌ في المواويل ميِّتُ
اذاً كلُّ شيءٍ في مجازك تائهٌ
وكل احتمالات الضياع ستثبتُ
وكل سماءٍ لا ترانا غريبةٌ
وأغرب منها من يرانا ويسكتُ
نعاتب من يارب؟ ألوقت ضيقٌ
وبي حيرة الأطفال حين تمتمتُ
وبي قريةٌ تعطي، وبي جدولٌ بكى
وبي نصف نهرٍ يستغيث ويخفتُ
وبي كل حزن الناس، ضاقت مواسمي
وضقتُ بمن ماتوا، ومن لم يموتوا
كما ضقتُ بالتاء التي في قصيدتي
وها أنا نحو الراء أمشي وأعثرُ
فبي شاعرٌ طفلٌ مضى العمر وانقضى
وألعابه تحثو عليه وتكبرُ

الشاعر الدكتور عارف الساعدي

الإملاء فرع هام من فروع اللغة العربية، وهو من الأسس الهامة في التعبير الكتابي، ووسيلة الاتصال التي يعبر بها الفرد عن أفكاره.
ويهتم الإملاء في كيفية كتابة الكلمات، والهمزات، وعلامات الترفيد(الترقيم)، ووضع الحركات بصورة صحيحة.
سنركز في دراستنا على قصيدة الشاعر العراقي الدكتور عارف الساعدي على كتابة التاء المبسوطة(المفتوحة) والتاء المربوطة، وكتابة الهمزات، والألف اللينة والياء.

قال الدكتور عارف:
كثيرون مروا من يديه وافلتوا
ولموا حصى في الروح حتى تفتتوا

جاء في هذا البيت كلمة(يديه) و(أفلتوا).
فكلمة يديه كانت قد انتهت بـ(هاء) وهي ضمير يعود على الذي يقصده الشاعر في أبياته.
وأفلتوا من الفعل أفلت الرباعي والهمزة في بدايته همزة قطع(لأن فعله رباعي الأصل). وأفلت الشيء: تخلص منه، لكن في القصيدة ترى الشاعر يريد معنى غير هذا، فهو يريد معنى انفلات: وانفلات الأمر من بين يديه يعني: خروجه وتملصه من تحت سيطرته.

وجاءت في البيت الثاني تاء التانيث الساكنة، قال الدكتور عارف:
هنا نارنا كانت هنا كان حزننا
وكان نبيٌّ خلفنا يتلفتُ

فالتاء في كانت هي تاء التانيث الساكنة العائدة على نارنا.

وقال الدكتور عارف الساعدي:
وظلُّ إلهٍ كان يمشي أمامنا
يرانا وينسانا، نصيح فينصتُ

فالفعل يمشي في البيت فعل مضارع ياءه الأخيرة منقلبة عن ألف مقصورة فهو في الأصل: (مشى) فعل ماض ثلاثي منتهي بألف مقصورة. ومعناه معروف للجميع.

وقال الشاعر الدكتور:
ويمشي ويسترخي ويلهو ويختفي
ونُقتلُ في مرقى ضحاه ويسكتُ

في البيت عدد من الأفعال المنتهية بالياء والواو، فيمشي كسابقه.
و(يسترخي): من الفعل استرخى السداسي المنتهي بألف مقصورة، لذلك انقلبت في المضارع ياء. واسترخى: تمدد وانبسط واستلقى.
و(يلهو:) فعل مضارع من الفعل (لها) الماضي المنتهي بألف ممدودة، لذلك انقلبت ألفه واوا في المضارع. ولها عن الشيء: ترك ذكره، وغفل عنه.
والفعل (يختفي) من الفعل الماضي اختفى وانتهى بياء؛ لأن الفعل الماضي ينتهي بألف مقصورة(اختفى). واختفى تعني: استتر وتوارى.

قال الدكتور الساعدي:
فهل كان هذا الموت وشماً نقشته
امِ الناس سهواً من يديك تشتتوا
وكيف صنعتَ الناس من أي طينةٍ؟
وقلتَ لهم موتوا هناك او اصمتوا

إن (الهاء) في نهاية الفعل الماضي (نقشته) هي ضمير متصل_في محل نصب مفعول به_ جاء في أخر الفعل، يعود على الموت الذي قبل الفعل. والنقش: الرسم، والخطّ بقوة وعمق.
والتاء في الفعل (صنعت) هي تاء الفاعل. وهي من مميزات الفعل الماضي. وهنا خرج الفعل عن معناه الأصلي، فالشاعر لا يسأل عن صنعة أو عمل قدمه المقصود. إنما هو يسأل كيف خلق الناس؟
فصنعت في البيت بمعنى خلقت.
وجاءت كلمة(طينة) منتهية بتاء مربوطة؛ لأنها مؤنثة، وتعني القطعة من الطين، ويحتمل أن الشاعر اختار هذه الكلمة؛ لأنه قد يسأل أن كان هناك خلق جديد، أو خلق آخر؟ لكنه يختلف عن خلقنا ولكن من نفس مجموع الطين.
أو أن الشاعر يريد بطينة معناها الآخر، فعندما نقول: (طينة حسنة تعني: حسن الجبلة، طينة طيبة) وهذا المعنى أقرب، ويفسره البيت الذي بعده بقبولهم العيش بصمت.
وجاء الفعل(قلت) منتهي بتاء الفاعل المميزة للفعل الماضي.
وجاء الفعل (أصمتوا) الذي فعله الثلاثي الماضي صمت مبدوء بهمزة قطع؛ وهي همزة المضارع. وتعني: اسكتوا ولا تنطقوا.

وقال الشاعر العراقي:
صمتنا ومتنا، ثم قلنا لعله
سيمسك إزميل الحياة فننُحَتُ
ولكننا متنا كثيراً، ملائكٌ
تنوح، وأخرى من صنيعك تشمتُ
فكيف اذا استولت على الروح دمعةٌ
وغنَّت، وطفلٌ في المواويل ميِّتُ

فـ(الهاء) في (لعل) ضمير متصل_اسم لعل_ والهمزة في كلمة إزميل همزة قطع؛ لأنه اسم. والإزميل: هو أداة معدنية (مصنوعة عادة من الحديد) ذات طرف مدبب تستخدم لاختراق أو تكسير الخشب أو الباطون أو مواد صلبة أخرى.
والشاعر هنا يجعل من الحياة لوحا خشبيا، والمقصود هو صاحب الإزميل الذي بإمكانه أن ينحت في اللوح كما يحب ويهوى.
وهو يرجو من المقصود أن يمسك الإزميل.
وجاء الفعل (استولتْ) المبدوء بهمزة وصل؛ لأنه فعل ماض سداسي. والمنتهي بتاء التانيث الساكنة؛ لأن فاعله دمعة مؤنث.
واستولى: سيطر وأخذ غصبا. والاستيلاء يكون بنوع من القوة.
وانتهت كلمة (دمعة) بتاء مربوطة؛ لأنها مؤنثة.
وفي (غنت) تاء الفاعل. وهي من مميزات الفعل الماضي.

وقال الدكتور عارف الساعدي:
اذاً كلُّ شيءٍ في مجازك تائهٌ
وكل احتمالات الضياع ستثبتُ
وكل سماءٍ لا ترانا غريبةٌ
وأغرب منها من يرانا ويسكتُ

الهاء في (تائه) أصلية من ضمن الكلمة. وتائه: ضال ومتحير.
والتاء في (احتمالات) هي تاء مضافة مع ألف، وهي علامة لجمع المؤنث السالم.
والتاء المربوطة في (غريبة) لأن غريبة صفة للسماء، وهي مؤنثة والصفة تتبع الموصوف.
وترانا مثل يرانا.

قال الدكتور عارف:
نعاتب من يارب؟ ألوقت ضيقٌ
وبي حيرة الأطفال حين تمتمتُ
وبي قريةٌ تعطي، وبي جدولٌ بكى
وبي نصف نهرٍ يستغيث ويخفتُ
وبي كل حزن الناس، ضاقت مواسمي
وضقتُ بمن ماتوا، ومن لم يموتوا

التاء المربوطة في (حيرة) أصلية، والحيرة: التردد والاضطراب.
والتاء في (تمتمت) أصلية أيضا، والذي يمتمت: هو الذي يتلكأ بالكلام ولا يخرج الكلام من مخارجه ولا يبينه.
والتاء المربوطة(القصيرة) في (قرية) تاء أصلية.
والياء في نهاية الفعل (تعطي) منقلية عن ألف مقصورة، لأنها في الماضى أعطى. وفي المضارع ياء.
و(بكى) فعل ماض تنقلب ألفه المقصورة ياء في المضارع.
و(يخفت) تاءه أصلية.
والتاء في (ضاقت) هي تاء التانيث الساكنة.
والتاء في (ضقت) هي تاء الفاعل.

وقال الساعدي:
كما ضقتُ بالتاء التي في قصيدتي
وها أنا نحو الراء أمشي وأعثرُ
فبي شاعرٌ طفلٌ مضى العمر وانقضى
وألعابه تحثو عليه وتكبرُ

(ضقت) مثل سابقتها.
والفعل (أمشي) انتهى بياء منقلبة عن ألف مقصورة، والماضي منه (مشى). والهمزة همزة قطع؛ لأنها همزة المضارعة.
والهمزة في (أعثر) أيضا همزة قطع ولنفس السبب.
(مضى) فعل ماض ثلاثي تنقلب ألفه ياء في المضارع.
(انقضى) فعل ماض همزته همزة وصل؛ لأنه فعل خماسي، تنقلب ألفه ياء في المضارع.
الهاء في (ألعابه) ضميرمتصل_مجرور بالإضافة_ يعود على الشاعر الطفل.
والواو في الفعل (تحثو) منقلبة عن ألف ممدودة فماضي الفعل حثا، وحثا التراب في وجهه: سبقه.

العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة