الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا

جدعون ليفي

2020 / 8 / 21
القضية الفلسطينية



*الدولة الصغيرة (إسرائيل) لديها حق الفيتو ضد الدولة العظمى بشأن بيع أو عدم بيع السلاح. ولكن يجب على أحد ما في شوارع دبي أو في شوارع القاهرة أن يسأل لماذا مسموح لإسرائيل طائرات اف35 ولنا غير مسموح. وهذا السؤال يظهر الآن غريبا*



هذا واقع مجنون يفوق كل خيال: دولة صغيرة جدا تعتمد على فضائل دولة عظمى، تملي على هذه الدولة العظمى والاقوى في العالم وكذلك على دول قوية اخرى في الغرب لمن يبيعوا السلاح وبالأساس لمن لا يبيعوا.



الحقائق لا تصدق: الكونغرس الأميركي سن قانون خاص يلزم الولايات المتحدة بالتشاور مع الدولة التي تقع تحت رعايتها، كما يبدو إسرائيل، قبل التوقيع على صفقات سلاح في الشرق الاوسط. بكلمات اخرى، تقريبا حق فيتو. فيتو لإسرائيل على أميركا وليس العكس.

في العام 1994 مثلا، وافق رئيس حكومة إسرائيل يتسحاق رابين بلطف منه على الرئيس الأميركي بيل كلينتون، على بيع طائرات اف16 للإمارات العربية المتحدة. وفي العام 2020 النقاش كان هل وافقت إسرائيل على المصادقة للدولة التي ترعاها على بيع طائرات اف35 لدولة الإمارات، التي تقيم سلام مع إسرائيل. الاستغراب كان شديد. لماذا يسألون اصلا إسرائيل؟.

هل هذه هي إسرائيل وهذه أميركا؟ من هي الدولة العظمى ومن هي الدولة تحت الرعاية؟ من أين ولد جنون النظم هذا الذي فيه إسرائيل تستطيع أن تفشل صفقات سلاح بين دول اخرى؟ غواصات المانية لمصر؟ تحتاج إلى مصادقة إسرائيل. ايضا عندما وقع السلام بين إسرائيل ومصر فإن دولة النيل ما زالت معلقة بالنوايا الحسنة لإسرائيل من اجل أن تسمح بلطف لالمانيا ببيعها غواصات.



بهذا القدر هي قوة اللوبي الإسرائيلي واليهودي في واشنطن. وهكذا بهذا القدر هي قوة إسرائيل ونفوذها ايضا في المانيا. صفقة طائرات ايواكس مع السعودية في 1986: 5 طائرات مراقبة أميركية لدولة بعيدة عن إسرائيل، وحليفة مهمة للولايات المتحدة، اصبح موضوع حملة ضغوط هائلة من قبل اللوبي من اجل افشال الصفقة. والنهاية كانت أن الرئيس رونالد ريغين قرر ما كان يجب أن يكون مفهوم ضمنا وهو: لا. "ليس من شأن دولة اخرى أن تدير السياسة الخارجية الأميركية"، قال الرئيس وباع خمس طائرات للسعودية. ليحفظنا الله.

هذا بدأ بالصيغة العبثية التي وضعها شمعون بيرس، "إسرائيل لن تكون الدولة الاولى في ادخال سلاح نووي إلى الشرق الاوسط". ومنذ قال ذلك – حسب منشورات اجنبية بالطبع – إسرائيل هي ليست فقط الاولى، بل ايضا الاخيرة. فقط لها مسموح التزود بالسلاح الفتاك. لا يوجد هنا بالطبع مسألة اخلاقية – سلاح نووي هو سلاح غير اخلاقي في أي دولة – ولا ينبغي أن نلوم إسرائيل على أن نفوذها عظيم جدا. الاستغراب هو بالنسبة لمن يتعاونون مع هذه اللعبة المجنونة، وهل ستستمر إلى الأبد.



حسب إسرائيل فقط لها الحق في التسلح بكل سلاح ممكن وغير ممكن في العالم. هي تطالب الدولة الفلسطينية المتخيلة، التي لن تقام في أي يوم من الايام، بنزع سلاح كامل مسبقا. لماذا تكون فلسطين منزوعة السلاح وإسرائيل لا؟ من سفك دماء أكثر ومن يعرض الآخر للخطر أكثر، إسرائيل أم الفلسطينيين؟ ومن شن حروب اكثر؟ إسرائيل بالتأكيد لا يمكنها الادعاء بأن جيرانها يحبون السلام. واذا كان الامر كذلك فعلى ماذا يستند الحق في منع دول اخرى مما هو متاح لها وبدون قيود.

اسم اللعبة هو الحفاظ على "التفوق النوعي" لإسرائيل، حتى على دول لا يوجد تقريبا أي احتمال في أن تحارب ضدها في أي وقت، وكذلك على دول عدوها هو ايضا عدو إسرائيل، مثل الإمارات. هل ستطلق دبي طائرتها المتملصة ضد إسرائيل؟ يقولون ربما سيتغير النظام هناك في يوم من الايام. وماذا لو تغير النظام في إسرائيل؟ من يضمن أن لا يقوم هنا حاكم يريد في يوم من الايام احتلال الشرق الاوسط كله؟ هذه اسئلة ممنوع مناقشتها تقريبا.

من حق إسرائيل أن تفعل كل ما في استطاعتها من اجل منع سلاح عن غيرها، ولكن ليس بالإمكان تجاهل سؤال هل سيفيد سلوك عدائي وابتزازي كهذا إلى الأبد. يجب على أحد ما في شوارع دبي أو في شوارع القاهرة أن يسأل ولمرة واحدة: لماذا مسموح لإسرائيل طائرات اف35 ولنا غير مسموح؟ في هذه الاثناء هذا السؤال يظهر سؤال غريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغط لا بد من الاجابة عليه
ابراهيم الثلجي ( 2020 / 8 / 21 - 11:03 )
جدعون علينا التفريق بين القوة والدولة
فاللوبي الصهيوني يمكلك القوة وهو اقوى من حكومة اسرائيل
لنخلص الى ان هناك لغط كبير في التسميات والتعريفات السياسية التي ابتدات مع عصر انفتاح الشعوب على بعض واستبدال الاقطاع سيء السمعة بالراسمالية والصراف الالي الاكثر سوء بوجه اجمل
موضوعنا اسرائيل التي مهما حاولت فهي رقبتها بيد الكهنوت الديني والذي هو مبرر وجودها ككيان يهودي الذي لا يكون بدون كاهن او رابي يسوقه ويباركه ويقول له هذا حلال وهذا حرام بثمن دمغة (الكوشير
ما اريد قوله ان قيادة اليهود الحقيقية هي بيد الحاخام الاكبر شئنا ام ابينا وهذا الاخير يعلم ان الرب قال لليهود اسكنوا الارض بمعنى وين ما انتم عايزين ولكن دونما كيان سياس
الفي سنة واليهود يعيشون حياة رغيدة في الامم وبمنطق حارة اليهود وبمنطق حلول لينينية بالحكم الذاتي المقبول لدى الاباطرة في كل مكان
وقد جيء باليهود لفلسطين لغايات السكن وهم اتوا على هذا الاساس تماشيا مع رخصة الرب لا لانشاء كيان سياسي لا حدود له حتى اليوم ولا هوية ولا دستور فاي دولة هذه بالتعريف العلمي
والسؤال لما فرضت القوة(المافيا) على الدول الاعتراف بدولتها فلاي حدود ودستور

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا