الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ترحلوا ..

مظفر النواب

2020 / 8 / 23
الادب والفن


ــــ لاترحلوا ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مظفر النواب




لا ترحَلوا
يبقِيَ العراقُ لِوَحِدِهِ
وتَزَوَّدوا أَن تَرجِعوا
قبلَ الغروبِ المُرِّ
والصمتِ الأخيرِ
إلى النخيلِ ..
فالماءُ أَبكَرَ
مِن مياهِ الأرضِ قاطِبَةً
ويصحو اللهُ
أجملَ بين نهرينِ
ويُغدِقُ بالصَدى
فالجو صَمتٌ
والبلابلُ ليسَ فيها
مَزجَ قيثارٍ أخير
لا شيئَ يُشبِهُ رِكضَنا
والخَوضَ في دَنَفِ السواقي
والسماءُ تَشِحُّ
مِن عُرسِ البروقِ
على صِبانا
والرياحُ أَصابِعٌ بيضاءُ
في لَحدٍ مِن العُشبِ البَليل ..
الموت أرحمُ بالعراقِ
مِن الوجودِ بدونِهِ
فالأرضُ إن ضُكَّت
تَضُكُّ أُمومَةً
والليلُ يُرخي مِن عباءَتِهِ
على مَن يرقُدونَ
أباً جليل ..
والعشقُ أَعبَقُ
والصبايا صوتُهُنَّ
حريقُ ماءٍ
والحُروفُ بها شبابيكٌ
على الفردوسِ
والشفةُ الفَتِيةُ
تُوقِدُ الشهواتِ
حَدَّ المُستحيل ..
وبِرغمِ ما نَهَبَ الطُغاةُ
قلوبَ أَطفالِ العراقِ
ونَفطَهُ وكُنوزَهُ
يبقى العراقُ
مَضافةً عربيةً
ولقد يَجوعُ
كما يَجوعُ الآنَ
لكن يُطعِمُ الضَيفَ
الكثيرَ مِن القليل ..
مَن يستغيثُ لهُ
وقد باعَ الكِلى
ليَسدَّ مِن جوعِ
الصِغارِ وحُزنِهِم
لو كان قلبُكَ صخرةً
يا أيها الصَنَمُ أَل هُناك
لَزادَ مِنّا الأمهاتُ جنائزاً
تمشي وراءَ جنائزٍ
مَن أنت؟
مِن أَيّ اشتهاءٍ
ليس يشبَعُ
للدماءِ وللعويل ..
لا تَرحَلوا إن العراقَ
يكادُ مِن وَجَعٍ
يُغادِرُ نَفسَهُ لِيُعيدَكُم
لا تترُكوهُ مدى الزمان وراءكم
دمعاً على دمعٍ يسيلُ ..
يا طَيّبينَ
وُلِدتمو مِن تُربةٍ
أَبدَ الدهورِ تماسَكت بالرافدينِ..
تَمَسكوا بالعُروةِ الوثقى
ولا تَتَفرقوا شيعاً
لهذا أو لذاكَ
فما بهذا أَو بذاكَ
سوى الخَرابِ
وطَعنَةٍ أخرى لقلبٍ
أَتقَنَ الصبرَ الجميل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا