الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جــــــــولات ليلّ

هدى يونس

2020 / 8 / 23
الادب والفن


بتعاويذ رائحة البخور أحلق مع الرياح..أنا الغريب الذى إستوطننى، وأنا الغائب الذى عاد..أنا صديق العيون الحزينة وساكنى الرصيف فى ليل المطر، أنا من يشتاق جوعه أن يسد رمق حائر ضرير.. أنا أهازيج الغياب والأزل، إختلطت تراتيل الراهب المسكون بالتوحيد فى الإله، الغارق بشهوات المعربد الذى تقوده غرائزه ولا تفارق!!.
فى متاهات طرقات الحلم، لنا لقاءات فى شطآن مهجورة، وعلى صخرة نتوئها إشتبكت بذيل فستان ولم تتركه إلا ممزقاً، إحتهدت لتخليصه كى لا يكتمل التمزيق وتكون عارية !! .
***

طـــــاعة
أشتجديه ان يرافقنى،لم يهتم وواصل البعاد..
لم ينصاع ظلى لرغبتى وركض وراءه..
ثم عاد وظلى يسبقه.
وقف أمامى يأمرنى بغلظة: أنا بحر وسماء ،إغلقى الأنهار، جففى البحار، أوقفى
الرياح، عاندى المطر، واليل موعد اللقاء..
:أكره الليل وأخافه، أريد النهار.
:لا أسمح بإعتراض أو شروط، عند تبديل المتعارف تتغير
مواعيد الشروق والمطر والإشتهاء.
يا ويلى من قلب ظلى الصامت لا يساند!، ومن إقحام الإشتهاء!
أتمهل فى الرد وأكتم غضبى، ولم يتركنى أنطق.
:أتيت لأكون مصيرك وأحلُ فيك، ليس إختيار، أريدك وأبغض
فكرك عن المعابد والأديرة وعن الأرواح الهائمة وميتافيزيقا
الأديان والمنطق الشرعى والمنظور الدستورى، وتمسكك
بالمستحيل فى إنتظار المعجزة!!..
أتســـــــــــــاءل : لماذا؟..
وتركنى وأوغل فى بعد البعاد حتى إختفى..
وعاد صوته يردده صمت الخلاء" هنا تسكنين بهو جنون تمرد الإشتهاء"
***
أتى صبح ينثر على الجسد الغافى فى نومه المستيقظ أشعة شمسه،
إضطربت غفوته، وأعلن عن أشياء لم اقبلها.. بيده غطى فمه وبالأخرى أخفى شهوته. تمردت آهة داخله سمعتها أنفاسه الساكنة.. وتوافدت طيوف تشبهه، وإختفوا ..عدا طيف وحيد لم يختفى وأصر أن يرافقه..
وظل الطيف صامت، حين أحس بداية إشتهاءات غفوته نطق ما عجزت عن
نطقه "لا أهوى من لا يرى بقلبه" وأوغل الطيف فى البعاد وكنت معه !!

***

مباراة
تحولت السكينة لإنتظار. تحرض النفس العقل أن يجمع شتات تمرده ويتمرد.
وتؤكد "بالتمرد يبدأ تاريخ الوجود الذى خلق من أجله التردد والقرار"..
ووقعت بين شقى العقل والنفس، تياران متعارضان وبينهما الحيرة!!
أحدد بالعقل حركتى ولا أتحرك، ونفسى لا تتخلى عن حرية الحركة متى تشاء، ولا
تعير عقلى إهتمام.. وخُلق وجوداً للتحدى، وانا لا أدرك دلالة المجاز .
أجهد العقل وليس لديه ما يبرر لقانون العزلة وتحديد الخطو..
تجلت النفس تتهادى بدلال متعمد، وإستعادت أثر عذوبة إندماجى معها فى ليلة
حين باحت ما تفوهت به حدود الفهم العاطفى للإله وأكدت انه نتاج عاطفتها هى،
وحين بدل عقلى حوارها واستسلمت، بعد إفاقتها أدركها حياء التعرى
الكامل وتحديها أحكام الله وعجلت بالهرب ولم توضح ..
لم أنصاع لجنونها الذى أثارنى أكثر ولم أمكنها من الفرار، وللمرة الاولى لا يستجيب
عقلى لأوامر الجسد... أشعرتنى اللحظة بأكثر من حياة، اعيش الماضى حين
سحبت يدى من على جسدها، وظل إحساسى بملمسه لا يغادره..
وتشكك عقلى هل هذا الإحساس المتدفق الآن بأوامرة أم من تطاول وتعديات
النفس وظل الإشتهاء يتوافد والعقل والنفس فى الغياب يشهدوا..
وحين عجزوا عن التوصيف قالوا فى صوت واحد "ربما يكون الوحــــــــــــــــى "! !
***


وجدٌ تائه
وجد هارب من دنس مدن مجهولة، ومن عادات ونواهى ميراث محير!! .
حين صادف جسدها " إقتربى لأنتشلك" .. ومد جسورا وهدمت، وإشتد صهد
شمش بؤنة تحرق جلدها، لا ضل شجر أوجدار يحجب، وحين غطت غيمة رأسها
تهللتْ، ولا يستقر الحال..
نقلها الوجد خارج قضبان قفص مكهرب، ضوء باهر افقدها الرؤية.. صوت تغلغل غير
صوت الوجد خارج من طيات أزمان عتيقة، لاتفهم مفردات حروفه وشكلت أمامها
طرقاً تتوالد، وتناثل منه سديم معتم وأحيانا ضبابى تبحث فيه عن ضوء..
تأتى الرؤية بخطوط تستقيم وتتقاطع محملة بنقاط ضوء..
أول فهم لصوت الوجد عبارة " إن المحتجب حاضر فى إحتجابه".. غير عابئة بالصوت
وبالوجد تهامس نفسها " أنا مخلوق أرضى، أتمرد وأفقد يقينى بكل شيئ حين
يجاوزنى ويفيض الصبر، الفراق لم أعد أحتمله، حين تنقشع الرؤيا من غيوم ظلالها
وترشق رمحاً فى خلجات شرودى، وتستميت كى يأتى خلاصى ولا يأتى ..
أحلم بإستعادة الهارب، وقدرتى تراودنى أن الأمل به قائم.."
تسمع صوت أغنية قادمة من شباك الجار "عافر ، جازف ، إرقص".. ونهاية الممر فى
الظل وخطوها يراقبه الوجد ومعه جيش معجزات دمجت فى روافد متقلبة ومتحولة
أحيـــــــــاناً..
وخطا بها نحو بحرنشوة تخوضه وغير معلومة..
همس مداعبا " من غادروا إتركيهم حيث لا أوجد معهم هناك "..
تحيرت هل أومن بما قيل "الموت فى عشق العيون توحدٍ" أم
" فما كل ما تهواه يهواك قلبه "..ولم تكف محاولات الوجد للهرب..
***

هامة نخلة
إمتلأت أوراق الهجرة بالأختام التى باعدت بينى وبين هزائمى..
حينها أطمأن حصنى وغالب حصاره .. رفعت هامتى كنخلة تغالب السقوط..
وغفوت حين شُيدت لى قلعة، لم أسكنها وسكنت صومعة راهب. فى باحة بهو إكتظ
بموسيقى وألوان عُريٍ مبهر، تحاشيت رؤيتها ورؤية من يراقبوا هذا الشيخ الذى
يتلصص.. تقدمت نحوى ومدت يدها تواريت فى خجلى ، سحبتنى وأرغمتنى، عيون
تغبطنى وعيون تلعننى وهى تجذبنى وتضم ، محاولات خطو الرقص معها مرتبكة،
ملامسة يدى للجسد فجرت طاقة لم أعرفها مختزنة لرقصات درويش مجذوب يترنم
بآيات التجلى، والطهر من الدنس الأرضى، والحاكم الناهى حرم ألا اشتهى او الوث
ما أرى. قانون متعسف يقاوم إشتهاء الارضى حينها يهدأ خطوى وتخفت تلاواتى
تتركنى، ثم تعود لقربى تمنحنى ورد التجلى والتلاوة حتى صرت بين يديها سراب
أثير يتصاعد..
أمضى غائماً ومتوغلاً أنصرف عما يقال وأحسه، إستوقف سرابى سؤال إتهامى
بعجزى! وحين هم بالرد صحوت على نعيق غراب يحاور صديقه على سور البلكون
أمامى، ظللت ساكناً أمامه وهو يمد رقبته فى وجهى وينعق وطار ..
وإحتفظت بما رأيت ربما أكمل أختام الهجرة، وتساؤل:كيف هانت وأتركها!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع