الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار الحضارات بين المنفعة والواجب

عيد الدرويش

2006 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في الآونة الأخيرة ظهر في كافة أنحاء العالم فيروس السارس , وأماط اللثام عن استفحاله وبائه بين صفوف البشر,متحديا كل العقاقير والأدوات الطبية التي اكتشفتها البشرية, وكافة الإجراءات الوقائية التي اتخذت من قبل , لدرء هذا الوباء أو ذاك .
ومن الملاحظ في هذا الوقت فقد فاق التصور لأسلو ب الوقاية منه , فكيف أسلوب العلاج في لا نمطية غير معهودة من قبل فقد تجاوز فيها حدود القوميات, والجغرافيا,ولا رادع له, وقد تزامن مع أحداث هي الأخرى لم تعد نمطية بالنسبة للعالم أجمع , من المعايير,والقيم والمعارف التي لا تتسق مع مفاهيم ارتكز عليها العالم, والإنسانية لمدة قرون طويلة, فالعاصفة التي هزت كل شيء , فأصاب الخلل كل الجوانب, والمعايير, ولم يبق شيء في مكانه الطبيعي , فالمصالح المادية احتلت موقعا متقدما في رسم الأولويات في حين أصبح المنطق والعقل, والعقلانية لم تعد صوابا ولن تكون سلوكا مجديا , فانعكس ذلك على سلوكنا النفسي واضطرب التوازن ليجد كل منا نفسه مدفوعا للبحث عن المستقبل , والقادم من الأيام , وما يحمله ذلك من متاعب , وعندما نلج في القادم منها نتذكر اللحظة التي أصبحت ماضيا , ونتغنى بها, ونتمنى لها العودة إن كانت الذاكرة بعد هي نمطية في تذكر الأيام والسنين , وإذا ما انتقلنا إلى عالمنا الخارجي والمحيط بنا الذي أخذ يمور بالأحداث, والمتغيرات نرى اختلاف الرؤى إلى حد الصراع بدلا من الحوار, فالحوار اللانمطي هو السائد بل هو أساس الصراع ,لقد تعقدت الحياة وأصبح الكل ينشد ضالته في قواعد واستثناءات , ولم نعد نتمكن من الفصل بين السبب, والنتيجة , ولم نعد ندرك البداية من النهاية , فكيف ستكون أحكامنا النمطية , وكذلك في حديثنا.... وسمعنا..... وبصرنا.....ومأكلنا....... ومشربنا لقد أصبح الثانوي رئيسيا.... والمتغير ثابتا........ والثابت متغيرا........
حتى أصبح العالم يعيش في مخاض سياسي , واجتماعي , واقتصادي عسير , فهل هذه نمطية العلامة ابن خلدون , فبأي عصر نعيش من عمر الدولة العصرية في العالم الذي أصبح قرية صغيرة لم تعد حتى هذه التسمية نمطية للقرية تلك , فكيف ستسود العلاقات,والقانون, والشرعية فالقانون ,والشرعية هي التي رسمت العلاقات بين الشعوب والأمم التي جاءت اختزالا لما قدمته البشرية من تشريعات وقوانين هي الأخرى اجتاحتها هذه اللانمطية..... نعم كل شيء مضطرب في هذه الحياة , وهاهي الطبيعة لم تتوان عن المشاركة في موجة الاضطرابات وكذلك العواصف , والسيول, والكوارث , والفيضانات التي تجتاح المناطق في مناخ غير معهود في تشكيل جديد للبيئة لم تشهده البشرية من قبل , وأمراض , وأوبئة تقضي على ألاف البشر إذ لم تعد الأسلحة الطبية مجدية أمام ثورات الأمراض هذه لم تعد نمطية.... والفيروسات لقد لبست دروعا واقية لمهاجمة الجهاز المناعي الذي تقاعس عن عمله هو الآخر وغدا مختل التوازن في القيم , والمبادئ , وأخرها ذلك الضمير إذ لم يعد يبكينا , ويؤلمنا قتل الآلاف من البشر ,ولم تعد تقشعر أبداننا من منظر طفل طار نصف رأسه اثر شظية لا نمطية وجهت إليه بعد أن حركتها أيد ومشاعر لا نمطية أيضا ......في حين يتحدث العالم عن القيم والأخلاق , والمبادئ , ويثور عندما يسمع بمقاوم يريد دفع الأذى عن شعب , ويرد كيد المعتدين قد يكون آخر المقاومين النمطيين في هذا الزمن اللانمطي الذي لم يستبعد حتى بعض المثقفين , فعصفت أفكارهم عندما هبت رياح المصطلحات محملة بتعابير مضطربة مع نفسها إن لم تكن جوفاء في أحايين أخرى, ولم تكن أفكار صموئيل هنتغنتون بعيدة عن هذا السياق والآخر فوكاياما , فالأول أطلق صراع الحضارات , ونحن لانجد صراعا بين الحضارات فالحضارة نسيج متشابك , وهي بشكل كلي , وليست جزئية لأن مكوناتها مستخلصة من أفكار وتجارب وعصارة عقول أبناء كل شعوب الأرض, وعلى مر التاريخ من نتاجات معرفية ونظريات ومبادئ وعقائد تصب كلها في صالح الإنسانية .
أما الثاني صاحب نظرية نهاية التاريخ , فالتاريخ لاينتهي مادام الزمن يدور ......... نعم لقد داهمت ذاكرتهم جينات الأيديولوجيا, ومورثات السياسة اللانمطية , فأخذت أغلب الشعوب تجتر المصطلحات الفارغة , وأمضت حياتها في فراغ الدائرة , وقد نسيا أن أعقد النظريات تبدأ من أبسط الأشياء , فهل يكون الحديث في هذا الجانب النمطي ....... لا نمطيا أيضا...؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة الصدر للسياسة تقترب.. كيف تلقى دعما من السستاني؟ | #الت


.. تونس..مظاهرة تطالب بتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية|#غ




.. الهجوم الإسرائيلي على رفح وضع العلاقات المصرية الإسرائيلية ع


.. تحقيق إسرائيلي يوثّق انتحار 10 ضباط وجنود منذ بدء الحرب




.. قوات الاحتلال تطلق قذائف على صيادين في البحر