الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخدرات وسيلة لتدمير المجتمعات النامية

محمد أيوب

2006 / 7 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


استغلت القوى الاستعمارية المخدرات بأنواعها لتدمير طاقات الشعوب النامية وذلك بهدف تأخير تطورها ونهب ثرواتها الطبيعية ، وقد استعملت الدول المتحاربة المخدرات باعتبارها وسيلة ناجعة لتدمير وإضعاف الخصم ، وقد عرف المجتمع الفلسطيني ظاهرة المخدرات وخصوصا الحشيش في بداية الخمسينات ، أي بعد نكبة 1948م مباشرة ، وربما كان للعامل النفسي الناجم عن النزوح سببا في تعاطي البعض للمخدرات في محاولة منهم لتناسي واقعهم المؤلم بعد هذه النكبة ، وقد شددت الحكومة المصرية التي كانت تسيطر على قطاع غزة عقوبة تعاطي المخدرات وبيعها ، وسنت القوانين التي تكفل الحد من انتشار هذه الظاهرة وكسر حلقات نشر المخدرات (المصدر " الهند وأفغانستان بعد الاحتلال الأمريكي هما أكبر مصدر للقنب الهندي حيث يتم استخلاص الحشيش من زهور إناث هذا النبات" – الوسيط " تاجر الجملة والمفرق " – المدمن " المريض " ) وبعد قيام السلطة الفلسطينية ومحاولة إسرائيل لتحجيمها ، وانتشار حالة الانفلات الأمني عمل البعض على انتشار زراعة بعض أنواع المخدرات مثل البانجو وظهور أنواع أخرى من المخدرات لم تكن معروفة من قبل ، واختفاء أنواع كانت منتشرة مثل الحشيش والأفيون ، فقد قام البعض بزراعة أشتال البانجو بالقرب من المستوطنات حتى لا يتمكن رجال مكافحة المخدرات من الوصول إليها .
ينقسم الإدمان إلى إدمان جسدي حيث يتعاطي المدمن الخمور أو الأفيون أو المسكنات والمهدئات ، وإدمان نفسي يتعاطى فيه المدمن مواد تسبب الهلوسة أو مواد طيارة أو الكوكايين أو الحشيش ، وقد ينتج الإدمان عن عوامل شخصية مثل الأمراض النفسية أو الجسدية أو الوراثية ، كما يمكن للبيئة المحيطة كالأسرة والمجتمع أن تكون عاملا مشجعا على الإدمان ، وكذلك مجتمع الرفاق الذي ينخرط فيه الفرد .
والإدمان خطر شديد على المدمن والمجتمع في وقت واحد ، فهو يدمر صحة الفرد ويؤدي إلى :
1 - ضعف جهاز المناعة
2 – ضعف الوعي وتغييبه " الأفيون والهروين .
3 – تنبيه الوعي " الكوكايين " .
4 – اضطراب الإحساس ( الهلوسة ) " البانجو والحشيش " .
5 – اضطراب الجهاز الدوري والتنفسي .
6 – فقدان الشهية والهزال .
7 – شعور دائم بالدوار .
8 - الإمساك وعسر الهضم .
9 – الضعف الجنسي وخفض هرمون التوسترون المسئول عن علامات الذكورة عند المدمن
10 -- الغثيان والقيء .
11 – العمى الليلي .
12 – ارتفاع ضغط الدم .
13 العرق وحكة في الجلد .
14 – الأمراض العصبية والنفسية .
15 – تعطيل إفراز المورفين الطبيعي في المخ والذي يساعد الإنسان على تحمل الألم ، ويساعد على إفراز الهرمونات مما يؤدي إلى اضطراب شخصية الإنسان إإصابة المدمن بالرعاش والخمول والكسل .
أما الخطر الاجتماعي فيتمثل في انتشار الجريمة في المجتمع لأن الإدمان غالبا ما يؤدي إلى ارتكاب جرائم السرقة والقتل والانحراف الأخلاقي ، فالانحراف عبارة عن مثلث متساوي الأضلاع وله ثلاثة رءوس ، كل رأس منها يقود بالضرورة إلى الرأسين الآخرين ، هذه الرءوس هي الإدمان والجنس والعمالة " الجاسوسية " ، والإدمان يؤدي إلى تدمير اقتصاد الفرد والمجتمع لأنه يعطل قدرات الفرد الإنتاجية مما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني ، كما يؤدي إلى انتشار ظاهرة خرق القانون ويربك المحاكم في قضايا ما كان لها أن توجد أصلا دون وجود ظاهرة المخدرات .
ويلاحظ أن تجار وموزعي المخدرات يرتبطون ببعض الأجهزة الأمنية المعادية التي تسعى إلى هزيمة المجتمع من داخله ، ويركز هؤلاء التجار على الأطفال والفتيان في سن المراهقة والشباب ، ولعل ما يقرب من 90% بالمائة من المدمنين هم دون سن الخامسة والعشرين ، وهذا يستدعي من الحكومات في دول العالم الثالث أن تسن القوانين الصارمة ضد مروجي هذه الآفة وتشديد العقوبات ضدهم لتخليص المجتمع من شرورهم ، وقد أصدر المجلس التشريعي الفلسطيني القانون رقم 19 لسنة 1962 في عدد خاص من الوقائع الفلسطينية يتعلق بالجواهر المخدرة ، وقد حدد القانون المواد الممنوعة وشدد العقوبات ضد المخالفين ، كمما حدد المواد المسموحة بوصفة طبية ، ويجوز للمحكمة أن تودع المدمن في إحدى المصحات إلى أن تقرر اللجنة المختصة بحالة المودعين بالمصحات المذكورة الإفراج عنه ، ولا يجوز أن تقل مدة البقاء في المصحة عن ستة أشهر وألا تزيد عن سنة ، ولا يجوز إيداع من سبق إيداعه بالمصحة مرتين أو من لم يمض على خروجه أكثر من خمس سنوات ، ولا تقام الدعوى الجنائية ضد من يتقدم من تلقاء نفسه إلى مديرية الصحة للعلاج ، ويتم علاج المدمن على مراحل :
1 – مرحلة التخلص من السموم " الفطام " .
2 - مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي .
3 – مرحلة التأهيل والرعاية ، وتشمل هذه المرحلة التأهيل العملي والاجتماعي والوقاية من النكسات .
وقد أصدرت الأمم المتحدة قانونا يمنع استخدام الأفيون سنة 1946 م ، ووقعت 115 دولة الاتفاقية الوحيدة للمخدرات حيث تم وضع قائمة بأنواع المخدرات واستثناء بعضها بهدف استخدامها في العلاج الطبي .
ويفترض أن يتم التعاون بين وزارة الداخلية الفلسطينية ووزارات التعليم والصحة والأوقاف والعدل والإعلام من أجل :
1 – انتداب وعاظ دينيين من وزارة الأوقاف لتوعية الطلاب بأخطار الإدمان وتحريمه وبيان العقوبات الدنيوية والأخروية .
2 – إصدار نشرة دورية مشتركة للتوعية بأخطار الإدمان على صحة الفرد والمجتمع ومتابعة المستجدات والقضايا في المحاكم وألا تترك هذه المسئولية لمؤسسات المجتمع المدني فقط .
3 – أن يخصص التلقزيون والإذاعات المحلية فقرات إعلانية وتثقيفية حول مخاطر الإدمان .
4 - إنشاء مصحة لعلاج المدمنين وفطامهم عن المخدرات .
5 – عمل دراسات حول مدى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني بالتعاون بين قسم مكافحة المخدرات ووزارة العدل والتعليم والجامعات المحلية .
6 – أن يتم عمل ورشات عمل برعاية الوزارات المذكورة في مناطق الضفة والقطاع لتوعية الشباب وتحذيرهم من خطر الإدمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس