الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم الاسباني ( آدو) – يكشف لنا جانب من الهجرة البشرية في أفريقيا ، والتي يخيم عليها شحوب الموت ،

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2020 / 8 / 24
الادب والفن


تمثل الهجرة الحالية من أفريقيا إلى أوروبا أحد أعراض مشكلة ضاربة بجذورها في القارة الإفريقية. فما زالت الأغلبية من الدول الافريقية تعيش في فقر مدقع، والكثير من الافارقة غير قادرين على الحصول على خدمات الرعاية الصحية الجيدة ، وليس بمقدورهم الحصول على المياه النظيفة ولا إرسال أطفالهم إلى مدارس محترمة، وليست لديهم القدرة أيضاً على دفع الرشاوى للمسؤولين الفاسدين الحكوميين لكي يتلقوا الخدمات التي هي من حقهم الطبيعي . ويبدو أن إحساس اليأس الذي يدفعهم إلى الخروج من بلادهم والتوجه إلى أوروبا ، عدا عن الحروب والاضطهادات التي ألمّت البلاد الأفريقية ، وهكذا يجد كثير من الشباب أنفسهم دون خيار كبير سوى الانتقال إلى أوروبا على أمل أن يجدوا عملاً هناك ويعيشوا حياة كريمة ، فهناك تصور لدى هؤلاء الناس بأن أوروبا لديها كل الحلول لحالة اليأس التي تنتابهم. ويبقى الأمر كذلك إلى أن يصلوا هناك ويُصدَموا بالحقيقة المرة التي يجدونها أمامهم . ويمثل الشباب الذين يهاجرون إلى أوروبا الفئة الأكبر من جيل وسائل التواصل الاجتماعي. فهم مترابطون والتصقت أعينهم بالتلفاز واستمعوا إلى نشرات الأخبار في الإذاعة الدولية، وكل ذلك عن طريق هواتفهم المحمولة. فعندما يسمعون أن الظروف الاقتصادية في أوروبا أفضل بكثير من الظروف الاقتصادية في بلدانهم، يصبح لديهم نزعة قوية بالمغادرة إلى هناك . وحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة ، من أصل 74.501 مهاجر وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط . والمثير أن المهاجرين لا يبالون بالموت الذي يتربص بهم في مغامرتهم، إذ اختفى حوالي 1.586 شخصاً، 350 منهم في السواحل الإسبانية والمغربية والجزائرية ، في مدينتي سبتة ومليلية المغربيين المحتلين من اسبانيا، والواقعين في طرف شمال الممكلة المغربية وافريقيا وقبالة السواحل الاسبانية التي يتدفق عليها السياح، يضغط الفقر والحروب المنتشرة في الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل غير مسبوق على اسبانيا المربكة ، ويمتد هذان الجيبان الواقعان على مساحة تبلغ بالكاد 32 كيلومترا مربعا ويعيش فيهما 170 الف شخص، وتقع سبتة قبالة مضيق جبل طارق الذي يربط المحيط الاطلسي والبحر الابيض المتوسط . وعلى بعد 400 كلم من سبتة باتجاه الشرق تقع مليلية قبالة المتوسط قرب حدود المغرب مع الجزائر ويعتبر المغرب سبتة ومليلية تابعين له لكن اسبانيا لا تريد باي ثمن التخلي عنهما. وهما يشكلان وفقا للأمر الذي فرضه الاحتلال الاسباني، الحدود البرية الوحيدة بين اوروبا وافريقيا، وكل اسبوع يحاول مئات المهاجرين تسلق الحواجز العالية التي تحيط بالجيبين والتي يحرسها نحو 600 من الحرس المدني، وتقول السلطات المحلية ان المحاولات تتزايد ، ففي مليلية حاول نحو 20 الف شخص في 2014 التسلل خلسة نجح منهم 4700 وهو عدد يفوق من دخل الجيبين معا في 2013 ، وتستخدم كل الحيل للتسلل، ويختبئ اطفال وكبار وسط حمولة شاحنة او تحت السيارات او داخل مقاعد مفرغة او حتى تحت لوحات القيادة فوق المحرك ، اما في مليلية فان الاقوياء يحاولون تسلق الحاجز الشاهق (ستة امتار) الذي يفصل المغرب عن الإقليمين ، ويبقى هؤلاء المهاجرون معلقين حتى يسقطوا من فرط التعب او تحت عصي قوات الامن .
الفيلم الاسباني ( آدو) Adu– يكشف لنا جانب من تلك الهجرة البشرية في أفريقيا ، والتي يخيم عليها شحوب الموت ، و يركز على رحلة طفل يمر بسلسلة من الماسي ، على الرغم من أن الفيلم يتالف من ثلاث حكايات - ألاولى قصة الشخصية الرئيسية ، صبي صغير من الكاميرون (مصطفى أومارو) في السابعة من عمره ، والقصة الثانية قصة الرجل الاسباني ممثل الجمعية الخيرية للحياة البرية ، ويقوم بالدور الممثل الإسباني المخضرم (لويس توسار) والذي يحاول عبثًا إنقاذ الأفيال في الكاميرون، والحكاية الثالثة هي قصة حرس الحدود الأسبان الذين يواجهون الجحافل الذين يحاولون تسلق السياج الفاصل بين المغرب وإسبانيا محاولين الهروب من جحيم أفريقيا إلى جنة أوروبا . إنها بنية درامية عملية يؤسسها ويعمل بها كاتب السيناريو" أليخاندرو هيرنانديز" حين تكون القصتان الثانية والثالثة أقل تكاملاً وأقل إثارة للاهتمام في التمهيد من الحكاية ألاولى ومحاولته في الربط بين القصص الثلاث، لكن الاهتمام يركز على رحلة الطفل الوعرة للوصول الى اسبانيا. يبدا الفيلم بمشهد الحشود البشرية على الجدار الحدودي لمدينة (مليلة ) الاسبانية السيادة ، وتاتو (إميليو بوالي) لاجئ ، وواحد من حشد كبير من المهاجرين الذين يحاولون تسلق السياج الحدودي المتكون من الأسلاك الشائكة، يعلق في الاسلاك و يسقط مضرجا بدمائه ، يهرع اليه ثلاثة حراس مدنيين ، ماتيو (ألفارو سيرفانتس) وميغيل (ميغيل فرنانديز) وجافي (خيسوس كاروزا) إلى مكان الحادث ؛ يتسلق اثنان السياج في محاولة لتحرير اللاجئ الافريقي" تاتو". يترتب على ذلك شجار مع حشود اللاجئين الذين يحاولون تجاوز الجدار والعبور الى الضفة الاخرى. يقوم الحارس "ميغيل"بضرب "تاتو" بهراوة ، مما يؤدي إلى كسر في جمجمته ، ويسقط تاتو حتى وفاته ، ماتيو هو أحد حراس الأمن الذين تم إرسالهم للسيطرة على حشد من الأفارقة الذين اقتحموا السياج المزدوج الذي يبلغ ارتفاعه 20 قدمًا. تلوح في الأفق تحقيق وقضية قضائية بشأن وفاة تاتو ، يفكر "ماتيو" فيما إذا كان سيقول الحقيقة عن تصرفات ميغيل أو التمسك بقصتهما المزيفة للتخلص من العقوبة بعد تدخل إحدى المنظمات الانسانية في أثارة قضية التعامل اللانساني مع أفواج اللاجئين من قبل حراس الحدود . ربما استفاد المخرج من الحادثة المأساوية ل( جورج فلويد) في نسخته المغربية (الياس طاهري)الذي قتل في يوليو من عام 2019 في مركز لأيواء القاصرين باسبانيا على يد 6 حراس أمن والتي كشفت معطيات جديدة حقائق صادمة عن الوضعية المهينة للكرامة الإنسانية التي يعيشها آلاف القاصرين . أن قصة الصبي إلياس الطاهري، التي خرجت إلى العلن، بعد سنة تقريبا من محاولة طي الملف في صمت، تبقى صورة مصغرة للعديد من القصص والحكايات التي لم تجد طريقها إلى الصحافة والجمعيات الحقوقية. بعدها تقفز الكاميرا وتنتقل الى الكاميرون البلد الافريقي، وفي محمية( دجا) الطبيعية في الكاميرون وبالقرب من مبوما. في المحمية الطفل (آدو) (مصطفى أومارو) ذو السبعة سنوات يتلقى درسا من اخته التي تكبره وهي ألي (زيدية ديسو) في ركوب الدراجة الهوائية ، وعندما يسمعان صوت الاطلاقات النارية يتوقفا ويزحفان عبر الشجيرات ، ويشاهدان مجموعة من الصيادين الغير قانونين وهم يقتلون الفيل و يذبحونه أجل أنيابه لغرض التجارة به ، ومن خوفهم ، يهربان ويتركان الدراجة ، وعندما يصلا رجال منظمة حماية الفيلة ، يرى مستشار المنظمة غونزالو الدراجة يصرّ على أن الدراجة هي المفتاح للوصول الى الجناة . عندما يدرك الصيادون أن الأطفال الذين رأوا المشهد المروع كانوا شهودا على جريمتهم، ويشكلون تهديدًا محتملاً لسرهم الصغير القذر، قرروا التخلص منهم ، يعودون لهم ليلاً عازمين على إسكاتهم بشكل دائم . لذالك يهاجم اللصوص بيت الاطفال ويقتلوا الام لكن الاطفال استطاعا الهرب و النجاة في الوصول الى بيت عمتهم في مدينة اخرى، وهي الخطوة الأولى في رحلتهم الشاقة، ولكون والدهم اتخذ الترتيبات اللازمة لهم في وقت سابق للهجرة إلى الشمال اي الى أسبانيا. تقرر عمة إرسال الأطفال إلى والدهم الذي وجد عملاً في إسبانيا . تضعهم في رعاية مهرب عديم الضمير يأخذ المال ثم يترك الاثنين على حافة المطار ، ويطلب منهم ارتداء ملابس دافئة والاختباء في فتحة اطارات الطائرة شركة طيران ، خبرهما بالصعود إلى عنبر الطائرة من خلال فتحة العجلات التي تنسحب إلى الداخل أثناء الطيران، ,اخبرهم إنهم سوف يهبطون في باريس، يشق ألي وأدو - اللذان ربما يبلغان من العمر 10 و 5 سنوات على التوالي - طريقهما في رحلة عبر القارات نحو المغرب ، متخفين في مقصورة هبوط طائرة ركاب ، لكن هبطت الطائرة في مطار في السنغال بدلاً من ذلك . تأتي إحدى أكثر اللحظات المؤلمة في الفيلم عندما تتدحرج جثة أليكا المجمدة من الطائرة وهي تهبط بينما يصرخ آدو في يأس ، وبعد الفجيعة المؤلمة بوفاة الاخت ألي متجمدة ، تم أخذ ألطفل "آدو " الى الحجز لدخوله الى السنغال بشكل غير قانوني (ومن المحزن أنه لا أحد يهتم لكونه مجرد طفل). أثناء احتجازه ، يلتقي الطفل بالفتى المراهق ( مسار) ويرتبط كل من الفتى مسار والطفل آدو بعلاقة قوية ورباط أخوي يعوض للطفل فقدان أخته ألي ، وهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة ، مسار (آدم نورو) ، وهو شاب مراهق هارب من الاغتصاب في بلده. قبل نقل "آدو" إلى سجن الأحداث يهرب بمساعدة "مسار"، وهو صبي صومالي يافع أكبر منه سنا يعامله معاملة الأخ الأصغر، فيهربان من سيارة الشرطة ويجدان طريقهما في العاصمة داكار، ومنها يواصلان الرحلة البريّة الشاقة مُتنقلين بسيارات مختلفة عبر الأراضي السنغالية والموريتانية حتى يصلا إلى الحُسيمة شمال المغرب. يحاول "مسار" أن يحمي الطفل أدو ويرتبط معه بعلاقة أخوية ورباط أنساني عظيم رغم الاختلاف بينهما ، لكن الانسانية لاتعرف دين أووطن ، مسار يقدم الكثير لمساعدة الطفل ( أدو) لدرجة تقديم نفسه لسائقي الشاحنات مقابل المال من اجل رغيف الخبز . سيتواصل الصبي مع المراهق المحنك في الشارع مسار (آدم نورو) ، القادر على تزويدهما بالطعام ، ولكن فقط عن طريق سرقة وبيع جسده من أجل متعة أحد سائقي الشاحنات العديدين الذين يصادفهم. هذا المراهق الحنون سيكون منقذًا لحياته الصغيرة ، وما الذي يمكن أن يكون أسوأ من بيع جسده للبقاء على قيد الحياة؟. ينتهي الأمر بمسار مصابًا بالإيدز ويرفض أي نوع من العلاج لأنه أراد البقاء مع أدو الصغير الشبيه بأخيه وحمايته لأن العالم الذي لا قلب له كان مستعدًا في يوم من الأيام على التهامه عن طريق إغرائه بشوكولاته ، يحثه طبيبًا على الذهاب إلى المستشفى على الفور. مع العلم أن أدو يعتمد عليه يرفض مسار. ذات يوم يسأل الصبي الصغير بحزن: "هل ستموت أنت أيضًا؟" يؤكد له صديقه المخلص أنه سيبقى معه. في المغرب ، توصل مسار إلى خطة محفوفة بالمخاطر للالتفاف حول السياج الشاهق . يقرران العبور إلى الضفة المقابلة مُستعينين بإطارين مطاطيين مربوطين معا بحبل من القنّب ينقطع قبل الوصول إلى الشاطئ الإسباني "ربط أطارين مطاطين واحد له والاخر للطفل أدو ساحبا له بحبل يربطهما ، و في وسط البحر ، سقط صديقه الطفل أثناء السباحة من المغرب إلى مليلية ولكن سفينة حرس الحدود من أنقذته ، وعبرا الى اسبانيا و لكن حرس الحدود تعيد مسار الى خرج الحدود وسط بكاء وحرقة الطفل عليه. قصة الصبي أدو ليست مبنية على قصة حقيقية ، وشخصياتها في الغالب هي عمل خيالي ومع ذلك ، فإن قصة الفيلم ، مستوحاة من أحداث واقعية أو قريبة منها ، تدور القصة الأولى للفيلم حول شقيقين أفريقيين يحاولان الهروب من قارتهما بمحاولة الاختباء داخل طائرة. جاءت الفكرة وراء هذا الجزء من الفيلم من حادثة حقيقية في عام 2015 حيث تم العثور على صبي يبلغ من العمر 8 سنوات في حقيبة امرأة عند نقطة تفتيش أمنية بالمطار. تم الاستنتاج لاحقًا أن والد الصبي قد دفع للسيدة فعلاً ، والذي أراد لم شمله مع ابنه في جزر الكناري بعد انفصاله عنه في سبتة . في الجانب ألاخر غونزالو القادم من إسبانيا إلى الكاميرون للمساعدة في وقف صيادي الأفيال والمحافظة عليهم وضمن مشروع خيري و تطوعي و غير حكومي . لسوء الحظ ، يبدو أن رئيس المنظمة غير الحكومية ، والذي ينتقد الحراس الأفارقة لفشلهم في حماية الفيل ، يحب الحيوانات أكثر من رجاله. وكادوا أن يتمردوا بسبب استيائهم من معاملته ، وأخبره رئيس الحرس أنهم لايرغبون العمل معه لن يأخذوا الأوامر منه بل وأمروه بمغادرة إفريقيا. يستضيف الأب المطلق ابنته المضطربة ساندرا(آنا كاستيلو) المدمنة والتي تبدو عازمة على ترك المخدرات. إنها ليست على وفاق مع والدها وتستاء منه مثلها مثل الأفارقة. وقد منح الاب دراجة ألي التي عثر عليها سابقا ويعطيها الى ساندرا مقابل تبرعها لمنظمته غير الحكومية . غادر غونزالو الكاميرون مع ابنته - والدراجة - للراحة في مسكنه المغربي الفاخر قبل الانتقال لإجراء مقابلة عمل في بلد آخر . وحين يكتشف الاب إصرار البنت ساندرا على تدمير نفسها من خلال إدمانها وافراطها في الشرب والمخدرات ، لذلك قرر الأب الغاضب إعادتها إلى والدتها. ويعرب عن أسفه في فشله بترميم العلاقة بينهما وكذالك في اصلاحها. في هذه الأثناء يواجه ماتيو ورفاقه التحقيق الذي يذهب لصالحهم كما توقع ميغيل. لكن ماتيو حين يعلم بقصة الضحية اللاجئ( تاتو) يكتشف أنه لاجئ سياسي مطارد في بلده الكونغو بعد مشاركته في مظاهرات من اجل انتخابت نزيهة في بلده ، يشعر بالاسى و الندم ، سيصارع ضميره حتى وأثناء جلسة الاستماع الرسمية في الوفاة ، ممزقًا بالولاء لزملائه الضباط وما يعرفه هو الحقيقة. ميغيل ، يؤكد له أن هذه هي كلمتهم ضد اللاجئين لذلك لا داعي للخوف. إنها القصة القديمة للسلطة التي تفترض أنها تستطيع الإفلات من أي شيء .
ينتهي الفيلم بملاحظة غامضة. تم القبض على ساندرا تقريبًا بتهمة تهريب المخدرات ولكن يتم إنقاذها بفضل بعد نظر والدها ورعايته وحسن تصرفه. الفتى (مسار) ، الذي لم يرتكب أي خطأ محتجز على الحدود ويفصل عن الطفل آدو بعد تأمين العبور إلى مليلية كلاجئين أطفال. كل من ساندرا ومسار في نفس العمر ولكن مصيرهما مختلف تمامًا. ينظر آدو بشكل حزين ومؤثرالى الشمس مرة وأخرى إلى اللاجئين على الجانب الآخر من الحدود التي عبرها بأمان بعد أن فقد أخته ( ألي) وفقد أيضاّ رفيق دربه الفتى مسار في تلك الرحلة الطويلة.
الممثل الطفل ( مصطفى عمرو) الذي يلعب دور البطولة جيد بشكل لا يصدق ، وعيناه البريئة مليئة بالمعاناة وجسده الصغير يظهر ضعفه. يجسد التصوير جمال إفريقيا ، ولكنه يجسد أيضًا القذارة الشديدة للأحياء الفقيرة والبؤس المتفاقم لمخيمات اللاجئين . لا يوجد حل سعيد لقصة أدو ومسار ، مثل قصة اللاجئين السودانيين في الفيلم "الكذبة الطيبة". لا يقصد صانعوا هذه الأفلام جعلنا نشعر بالرضا. يخبرنا الفيلم في النهاية بمعلومات صادمة ، "في عام 2018 ، غادر 70 مليون لاجئ منازلهم بحثًا عن عالم أفضل. نصفهم من الاطفال ". الفيلم المستوحى من قصص حقيقية للمهاجرين هو نظرة كاشفة على الوجه الإنساني لأزمة اللاجئين الأوروبيين التي غالبًا ما تغرقها سياسات اليمين المتطرف التي ترى المهاجرين على أنهم تهديد يتشكل على الحدود. تم تصوير معظم الفيلم في إفريقيا وغالبًا تم تصويره بعد غروب الشمس ، مما يجعل من الصعب رؤية الأحداث وهي تتكشف. الإضاءة الطبيعية المستخدمة لا تكفي ، حتى مع ضبط إعداد الشاشة على أقصى سطوع ، المخرج " سلفادور كالفو" (كان أول ظهور له في عام 2016 الدراما التاريخية 1898: آخر الرجال الفلبين) ، الذي يُظهر بعض الطموح السردي على غرار أليخاندرو غونزاليس إناريتو أو ميزات بول توماس أندرسون، يطلعنا في فيلمه على الكثير من إفريقيا ، من المدن المزدحمة أسفل الصحراء ، طاقم الممثلين كان متميزا، بطل الفيلم الرئيسي هو مصطفى ، صبي يبلغ من العمر 7 سنوات محبوب مثل الشخصية التي يلعبها. تم أكتشافه في مدينة باراكو الواقعة شمال بنين ، حياته لم تعد دراما. لا يزال يعيش في المنزل مع والدته وشقيقين توأمين يبلغان من العمر خمس سنوات. لكن بفضل الفيلم أصبح مشهورًا قليلاً. حتى أنهم قدموه إلى باتريس تالون ، رئيس بلاده. الآن هو في المدرسة وبفضل أموال الفيلم ، وكذالك الممثلة الصغيرة التي مثلت دورالفتاة البالغة من العمر 13 عامًا (زيدية ديسو) التي لعبت دور أخته " ألي" ، هي ألاخرى أكتشفها فريق العمل بالفيلم وهي تلعب في الشارع في كوتونو المدينة الرئيسية في بنين. وكذالك كان أداء الممثل الاسباني" لويس توسار" وكذالك الفتى " أدم نورو" بدور مسار ، أداء مبهر ويستحق المشاهدة. الفيلم أنتاج إسباني وعرض في نهاية شهر يناير من هذا العام . في الختام الفيلم يحكي الرحلةالشاقة للمهاجرين الذين يخاطرون بكل شيء لتحقيق حياة أفضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع