الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق السلام .. رؤية ثورية(6)

محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)

2020 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


أوراق السلام.. رؤية ثورية (6)


إقتسام الثروة والموارد.. هو الوجه الآخر للفقر والتهميش

ظل مبدأ اقتسام الثروة والموارد من أكثر ملفات السلام تعقيدا وخلافا منذ إتفاقية نيفاشا وما سبقها من اتفاقيات وبروتكولات وهذا يعني أن هذا الملف يمثل نصف مشوار السلام لأنه إذا تم الاتفاق عليه فإننا نكون قد قطعنا شوطا مقدرا في اتجاه تحقيق السلام والاستقرار.
ويجب ألا ننسى أن هذا الملف مرتبط بملف آخر أشد تعقيدا منه هو ملف إقتسام السلطة فهو أيضا يمثل عقبة من عقبات ملف السلام والحقيقة أن (الملفين) يمثلان من وجهة نظري تقسيما مبطنا وعمليا لوحدة السودان لذلك أُفضل مبدأ التنمية المتوازنة كمدخل لحل ملف السلام وما يتعلق به من تفاصيل. لأن اقتسام الثروة والموارد يعمل على إضعاف وافقار بعض المناطق وفي الوقت ذاته يعمل على تقوية ثروات المناطق الأخرة وبذلك نكونوا قد كرسنا الفقر والتهميش بطريقة مقننة ومدروسة.
كما أن مبدأ إقتسام الثروة يتنافى مع مركزية الحكم ويكرس لمبدأ اللامركزية بشكل مبطن وأكثر وحشية لأن نظام اللامركزية في بلد كالسودان يعني تقسيم السودان وفصل اجزاءه عن بعضها بحجج مختلفة مثل إعطاء بعض الأقاليم حكم نفسها بنفسها والتمتع بثرواتها التي في الأصل هي ثروات السودان الواحد وحتى لا نخلط الأمور ونخدع البسطاء من أبناء شعبنا أن فكرة اللامركزية لا تشبه اطلاقا التجربة الأمريكية أو السويسرية لأن الوعي السياسي والديمقراطي والإجتماعي مختلف في السودان تماما عن تلك الدول وبالتالي تطبيق هذا المبدأ سيكون معناه الحرفي تقسيم السودان وإفقار وتهميش بعض أقاليمه وذلك لغياب التنمية المتوازنة لعقود طويلة.
فهذه الملفات معقدة وشائكة وتحتاج إلى صبر وعمق في الطرح حتى لا نخسر وطننا عند ممارسة ما اتفقنا عليه في التفاوض لأن هنالك فرق كبير بين الاتفاق ج٠على الورق والاتفاق على أرض الواقع.
ما أراه الآن تصارع وتهافت على الثروة والموارد وسوف يؤدي مستقبلا إلى تقسيم السودان لأن التجربة التفاوضية المآثلة الآن تجربة غير ناضجة وتفتقر إلى الروح الوطنية. أن التفاوض القائم الآن أطرافه لا تملك الحق في صنع مستقبل السودان لأن السلطة الانتقالية هي سلطة امر واقع فرضها واقع الثورة وليست سلطة منتخبة من حقها أن تقرر في مستقبل السودان ومثلها حركات النضال المسلح فهي الاخرى ليس من حقها أن تفرض اجندتها السياسية على شعب لا يستطيع أن يعبر عن مصيره بلده بسبب الظروف القاهرة والمفروضة عليه.
لذلك إذا كنا بالفعل نريد لبلدنا الخير والامان والنماء أن نترك الأنانية وان نضع السلاح كحركات مسلحة ونعود إلى أرض الوطن ونشارك في حل القضايا الإنسانية والاجتماعية وان نتحول إلى احزاب سياسية بلا قيد أو شرط ونضع برنامجنا السياسي ونظرتنا للسلام ونطرحها على شعبنا في الانتخابات العامة وندعه يقرر مصيره ويختار من يراه يحقق طموحاته في السلام والتنمية والديمقراطية والأمن.
لماذا لم نعد ندرك أن الصراع المسلح نفسه قد استهلك واستنزف ثروات و موارد السودان ولم يتبق منها ما نتقاتل ونتصارع عليه ونخسر ضمائرنا ومواقفنا الوطنية. فقد دمرت الحرب وقتلت الحياة وشردت الإنسان وافقرته ولا ينصلح الحال إلا إذا غلبنا المواقف الوطنية على المواقف الشخصية الضيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال