الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة الطوائف والقوميات تعني سلطة الازمات

جلال الصباغ

2020 / 8 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ دخول القوات الامريكية العراق وتسليمها السلطة لاحزاب وقوى الاسلام السياسي ومن معهم من القوميين والليبراليين، والبلاد تعيش حالة من التوازنات القلقة التي دائما ما تختل، لتنتج وضعا متحولا ومتغيرا ، والاختلال امر حتمي شُكل على اساسه النظام. فالامريكيون ومن معهم خلقوا نظاما مسخا اطرافه لا يمكنها العيش دون ازمة.

فالحرب الاهلية التي اعقبت الاحتلال والتي تخللتها الحرب مع تنظيم القاعدة واخواتها من التنظيمات الارهابية، ومن بعدها الحرب ضد جيش المهدي، ومن بعدها التفجيرات الدموية التي اخذت تحصد مئات الضحايا كل شهر، والتصعيد مع السلطات في الاقليم التي مارسته الحكومات المتعاقبة، ثم احتلال داعش الذي حصل بتواطيء الاجهزة الامنية والسياسين في بغداد والتي ترافقت مع ازمة اقتصادية ناتجة عن نهب مئات المليارات من الدولارات وانهاء الصناعة في البلاد وافقار الملايين من المواطنين وجعلهم عرضة للامراض والبطالة وغياب التعليم والخدمات الملائمة. كل هذه الازمات هي نتيجة طبيعة لسلطة الطوائف والمكونات التي لا يمكنها العيش الا بأزمات، وما ان تخرج من واحدة حتى تسعى للدخول في أخرى.

الطائفيون والقوميون بمختلف انتمائاتهم ليسوا قادرين على البقاء في السلطة دون وجود صراعات طائفية وعرقية تبقيهم على خط المواجهة فيما بينهم، فاحزاب الاسلام السياسي سواء الشيعية منها او السنية وكذلك الاحزاب القومية الكردية واحزاب وكتل الاقليات والمكونات وشركاؤهم، يعتاشون على تقسيم المجتمع الى طوائف واعراق واقليات، ويحاولون تصوير هذه المجموعات غير قادرة على الاستمرار دون ان يكونوا هم ممثلين لها.

كل الدعوات الاصلاحية التي تطالب قوى التحاصص بالتنازل عن طائفيتها او قوميتها او نبذها للغة المكونات والحصص، انما هي دعوات خيالية بلهاء ولا معنى واقعي لها، كمن يطلب من الحيتان العيش خارج الماء! فلا يمكن لكل هؤلاء ان يستمروا دون طائفية او قومية، هكذا تشكلوا وهكذا يستمرون وليس هنالك اي قيمة لدعوات الاصلاح الراغبة بتخفيف حدة التجاذبات والصراعات سواء اكان رئيس الوزراء من الكتلة الفلانية او رئيس البرلمان من الحزب العلاني، لان التخلي عن طائفيتهم او فكرهم القومي يعني تخليهم عن وجودهم السياسي وبالنتيجة تخليهم عن السلطة، وهو امر مخالف لابسط قواعد المنطق.

ان وصول الصراع بين الجماهير والنظام قد قطع اشواطا واسعة من التناقض والانفصال بين الطرفين، فمنهج الحكم الطائفي والقومي صار غير فاعل الا في حدود ضيقة مقتصرة على دوائر احزاب وقوى النظام. المُحافظ عليه بدعم امريكي ايراني عن طريق المليشيات والأموال المنهوبة، بينما الوعي السياسي الجماهيري ادرك جيدا ان انهاء هذا الوضع يتطلب اقتلاع هذه المنظومة المسخ من جذورها، والابتعاد عن كل أشكال الترقيع او الاستسلام لمنطق قوى المحاصصة والنهب والقتل، ورعاتها الاقليميين والدوليين.

ان استقرار الاوضاع يتطلب سلطة ممثلة للجماهير نابعة من داخلها، لا تعاني الانقسام والفوضى والعيش على المصائب والازمات وتحاول ارضاء الاطراف التي جائت بها ورعتها، انما سلطة تمثل مصالح وطموحات الشعب بعيدا عن الانتماءات العرقية والطائفية والدينية، وبعيدة عن تمثيل مصالح الدول الامبريالية والبرجوازيات الاقليمية ومؤسساتها المالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا