الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغريب

يوسف الحسيني

2020 / 8 / 24
الادب والفن


أشعر يوميا بدنو أجلي أكثر من اي وقت مضى..
لم أكن أعلم أن حياتي ستتحول إلى رماد..
لقد غلبني الهم والحزن..
الحزن هويتي..
التشاؤم شعاري..
إن كل ما عشته وأعيشه يوشك أن ينهار..
نور الايمان الذي كان يضيء جوهري خفت..
شموع الطمأنينة التي آنست وحدتي مطفاة وموحشة ..
لم أدعي يوما أنني شخص إيجابي ومتفائل ..
كنت دوما رهينة لتفكيري السلبي..
كيف لا أكون كذلك والعالم مظلم..
لا أجد أفضل من اللغة العامية لوصف القذارة التي نعيشها..

............ ............. .............. .............. ............

ها أنا الآن..
لا طفولة أتذكر تفاصيلها..
ولا شباب استمتعت به..
ولا زواج أفكر فيه..
كل ما في الأمر هو أنني تزوجت الحذر..
أحببت الإنتظار..
إنصهرت مع الوحدة..
إرتبطت بالقلم..
كل ما أكتبه، أكتبه بدماء الحزن..
الكتابة كالفضلات تخرج ما لا يمكن أن نحتفظ به..

.......... ............. .............. .............. ..............

لا داعي أن أكتب يوميا عن أحوالي المتقلبة، عن جسدي المتعب، عن الذكريات المبعثرة، عن روحي الهشة...
لا داعي أن أبين لكم لماذا أنا مثير للجدل..
أحب أن أكون مثيرا للجدل دائما، أتلذذ حينما أكون موضوعا لنقاش لا يحسم في أمري..
أفضل أن أكون دائما مثيرا للجدل على أن أكون محط شفقة أو سخرية..
لست مطالب أن أشرح لكم لماذا أعيش بشكل مختلف عنكم..
لا داعي أن أعيش أصلا بينكم..
لا أراقب أحد منكم..

.......... ............. .............. .............. ..............

غبت عنكم لأنني كنت بخير..
عدت إليكم و أنا أكتب و الكتابة منصة الحزن..
لكن أود أن أخبركم:

أننا نعيش مع فئة نطعنها ونحن لاندري، طعناتنا توجعها...
نفعل ذلك بنجاحاتنا، كل نجاح لنا ازعاج لها...
إننا نقتلها بهذه الطريقة، تفوقنا يقسم ظهرها...
وصولنا يؤلمها..
هي تتابع كل خطواتنا نحو النجاح..
نحن تعلمنا طرق النجاح من الناجحين..
بينما تعلمت هذه الفئة تبرير الفشل من أمثالها..
لا عيونها ولا حسدها حال دون تميزنا..
لا ننسى الذين أحبطونا فبفضلهم صممنا وأكدنا إما أن ننجح وإما أن ننجح..

.......... ............. .............. .............. ..............


هذا وتعلمنا أن:
ننشر الحب، بينما هذه الفئة مختصة في إذكاء البغض والحقد..
نؤمن بالحرية ولا نعيش في كنف العبودية..
وجودنا مرتبط بكرامتنا، الذل والعار لمن لا يدافع عنها..
المبادئ بطاقة تعريفنا، بدونها لا هوية لنا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال