الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة التحرير الفلسطينية، والفرص القيادية واجبة التغيير؟

سمير دويكات

2020 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك ان الشعب الفلسطيني همه الوحيد والمتفق مع برنامجه منذ اكثر من مائة عام هو تحرير فلسطين، وقيام دولته المستقلة المستندة الى حقه التاريخي في فلسطين، ولا شك ان كثير من الاحداث وقعت قبل مائة عام واستمرت وكان فيها تحولات تاريخية وان الفلسطينيين وكون فلسطين في مركز العالم والعالم العربي كان فيها التاثيرات الكثيرة وقد تعرضت لاحتلالات مستمرة الى الان، وقد تنازع فلسطين قيادات مختلفه منها فلسطينة ومنها عربية واجنبية (انتداب واحتلال) وكان هدف الاحتلال هو ابعادها عن مشهدها الفلسطيني كون ان الفلسطينيين كانوا وما يزالوا يدركون ان تحرير الارض والانسان هو هدفهم التاريخي والاستراتيجي كأي بلد في العالم احتلت ارضه، وان وجود الصهاينة هو مجرد توقيت مؤقت اصطنعته دول كبيرة استغلت فورزها في الحرب العالمية وفقط.
لكن بقي التمثيل الفلسطيني مثار عبر مراحل التاريخي الفلسطيني فبعد انهاء حكومة عموم فلسطين بفعل المؤامرات العربية، نشات بعد حرب احتلال فلسطين من الصهاينة مجموعات تحكم من دول عربية وتتبع لها واستمرت حتى حرب اكتوبر السبعة والستين، وبعدها رفعت الدول العربية ايديها وتركت فلسطين فريسة للصهيانة وهو امر تحتم على الفلسطينيين ان ينشئوا جماعات سياسية وثورية من اجل مقاومة الاحتلال فنشات حركة فتح الجامعة للكل الفلسطيني وجمع شتات الفلسطينيين في كل بقاع الارض وبعدها نشات مباشرة منظمة التحرير التي تكونت من كافة الحركات والفصائل الفلسطينية وهي حركات اليسار الى جانب حركة فتح الفلسطينية والتي حازت على توجهات معظم الفلسطينيين، وهو ما ظهر لنا جليا في بداية الانتفاظة الاول والتي اشتعلت بهمة عالية من ابنائها ووضعت الامور في نصابها الصحيح، وبدات حركة التحرر الفلسطيني من ارض فلسطين بعد الذي جرى في بيروت من مؤامرات عربية. ومع بداية التسعيينات ظهرت الحركات الاسلامية والتي اصبحت منافس لا يقل اهمية وغيرت مسار اللعبة خلال خمسة عشر عام بفوز حماس في انتخابات تشريعية هي الثانية من نوعها.
ادركت منظمة التحرير وحركة فتح المعادلة وبدات بدعم المقاتلين الفلسطينيين (خاصة بالحجارة) في الارض المحتلة ومدتهم ببعض الدعم وانشات لهم اطار قيادي، وهو امر في نهايته لم تحسن المنظمة استثماره في تهريب قياداتها الى الارض المحتلة الا عبر قنوات ضيقة وكان يمكن لها ان تدخل الارض المحتلة وتقود النضال هناك حتى من داخل السجون كما فعل قياديو الانتفاضة وفق ما سمي القيادة الموحدة انذاك، وهو ما تم من تظافر الجهود الفلسطينية وابعاد المئات الى مرج الزهور، فذلك اعطى القضية الفلسطينية بعدا كبيرا ودعما لم يسبق له مثيل، ولكن مفاوضات اوسلو العبثية قتلت مقدرات الشعب الفلسطيني وابقت الحالة الفلسطينية لثلاثين عام مكبلة باتفاقيات لا يفهم منها شيء سوى حفظ امن الاحتلال فقط.
اليوم نشهد ان منظمة التحرير لم تجدد اطارها القيادي منذ اخر انتخابات حصلت في نهاية ثمانييات القرن الماضي وهو ما يكون مدة مجالسها قد مضى عليه اكثر من ثلاثين عاما وهو امر قد طال في تحديث القيادة واجراء انتخابات قيادية وتشريعية تساعد في النهوض بالقرار الفلسطيني، الامر ادى الى تكدس قيادات بنفس الفكر ونفس القرارات والرهبة من اتخاذ قرارات حاسمة والطمع فقط في المنصب وايراداته وهو ما جعل الاحتلال يستغل ذلك الى ابعد حدود وخاصة في يومنا هذا وقت وقف التنسيق الامني ووقف التعامل مع امريكا ومحاصرة الشعب الفلسطيني، فمن فقد الامر قبل ثلاثين عاما لن يجلبه اليوم.
بالتالي فان القيادة الفلسطينية يجب ان تكون جديدة تماما ومن اعمار الشباب القادرين على المواجهة بكافة السبل المشروعة وطنيا وقانونيا، وان اولى الخطوات اللجوء الى صندوق الاقتراع لاختيار قيادة شعبية يرغبها الشعب الفلسطيني في نزاهة تامة، وغير ذلك لن يكون هناك جديد، وهو امر يسهل ايضا على الجميع قطع خيوط المؤامرة العربية ووضع حد لها تماما.
امام بقاء الامر كما هو لن يكون له سوى احتمالين، والاول هو العودة للمفاوضات بسقف مشروع صفقة القرن والضم فقط، والثاني هو انهاء دور السلطة بفعل اجراءات الاحتلال واستقدام صبي او صبيان ترغبهم امريكيا واسرائيل يكونوا حلقة وصل للادارة المدنية وبالتالي استمرار الاحتلال الى ان يشاء الله.
وعلى الرغم من حجم المصاعب التي نواجهها على كافة الصعد ولكن خطة طوارىء فعالة بقيادة جديدة وبتعزيز صمود الشعب الفلسطيني يمكن الخروج من المازق وذلك بامور ومنها:
1. فورا انتخاب قيادة جديدة وفق احكام القوانين الفلسطينية وبمشاركة ممكنة للجاليات واللاجئين في الخارج. مع اقالت كل القيادات الحالية وحرمانها من المشاركة من جديد.
2. وضع خطة صمود لجميع المؤسسات الفلسطينية ومواءمتها للعمل في ظل حالة مواجهة حتمية مع الاحتلال واستنهاض المواطنين وتعزيز صمودهم.
3. انهاء دور السلطة واستعادة الحق الفلسطيني في دولة مستقلة على ترابه التاريخي ورفع الشرعية عن اسرائيل تماما.
4. استنهاض الشعوب العربية ورفع الغطاء عن الرسمية العربية والتي لا تدعم جهود ونضال الفلسطينيين وكذلك الاحرار في العالم.
5. اعادة صياغة العمل الفلسطيني في اطار قانوني وتشريعي فلسطيني واحد وموحد.
6. التمسك بهدف واحد فقط وهو انهاء الاحتلال كاملا وقيام دولة فلسطين التاريخية فوق ارض فلسطين.
7. توظيف القيادات الميدانية في مكانها الصحيح والتي تقوم على الكفاءات والرجل المناسب في المكان المناسب.
8. اقالة ومحاسبة الفاسدين ومنهم رؤساء مؤسسات، وكل من يثبت تورطه في ادارة سيئة او سرقة اي اموال مهما كانت قليلة، وتشريع قانون من اين لك هذا؟ على ان يكون على اسس موضوعية.
هي امور يجب النظر اليها، وقد كتبنا عنها مرارا وتكرارا ولا احد يسمع وكل مرة يغرق بنا القارب دون الاستفادة من تجاربنا السابقة، والجميع سوف يصمت او يرد بان هذا ليس كلام منطقي، او ليس وقته، ولكن حان الوقت ان يكون لشعبنا الفلسطيني كلمته الحرة في صناعة مستقبله وتاريخه وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل