الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادوا قبل ان يناموا: اغلقوا غوانتنامو

وداد عقراوي

2006 / 7 / 2
حقوق الانسان


وهكذا انتهت رحلة حياتهما... عانا معاً لسنين في نفس المكان: غوانتنامو، حيث توفيا.... بينما دفن احدهما: مانع بن شامان العتيبي في مقبرة النسيم بالرياض، اما ياسر بن طلال الزهراني فتم دفنه في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة.

كانت جريدة اليوم في الرياض قد ذكرت بان الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان "بصدد استقبال التقرير الطبي عقب إعادة تشريح الجثتين والذي سيوضح حقيقة الادعاء الأمريكي بانتحارهما داخل المعتقل من عدمه."

ما يجري في غوانتنامو وباقي المعتقلات السرية والعلنية في انحاء العالم هي حقاً مأساة وما حدث كان للاسف امراً متوقعاً... وكأن المعتقلون يصرخون باعلى الاصوات: كيف السبيل الى الخلاص من هذا العذاب... ياايتها الارواح الممزقة... انتظروا لبرهة قبل ان تغادروا لتناموا: نادوا باغلاق غوانتنامو... ولا تناموا عن غوانتنامو!

اتقدم بتعازي القلبية لعوائل المرحومين السعوديين والى الشعب السعودي الكريم بكافة فئاته وكذلك لعائلة المرحوم اليمني ـ الشخص الثالث الذي توفي في معتقل خليج غوانتنامو ـ والشعب اليمني قاطبة... للجميع الصبر والسلوان...

* ارجو من الحكومة السعودية ان تضم صوتها الى صوت منظمتنا، منظمة العفو الدولية، وتطالب الولايات المتحدة الأمريكية باجراء تحقيق مستقل بقيادة محققين مدنيين في الحادثين... وارجو ان تقدم الحكومة اليمنية على نفس الخطوة ...
* كما ينبغي المطالبة بالسماح لخبراء الأمم المتحدة بزيارة ودخول غوانتنامو فوراً وتفتيش كافة مرافق المعتقل بكامل الحرية لانها مسألة ضرورية، ويجب السماح لهم بشكل خاص باجراء مقابلات مع المعتقلين على انفراد...
من الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة كانت قد سمحت للامم المتحدة بزيارة المعتقل في العام الماضي بعد العديد من الطالبات، ولكنها لم تسمح للمحققين بالتحدث مع المعتقلين على انفراد، حيث تقول وزارة الدفاع الامريكية إن الصليب الاحمر هو الجهة الوحيدة المسموح لها بالتحدث بحرية والاختلاء بالمعتقلين.

رأي هاري لي بما جرى
هناك قلق عميق من تصريح قائد قوة المهمات المشتركة في غوانتنامو، ضابط البحرية هاري لي هاريس، الذي قال فيه "إن انتحار المعتقلين الثلاثة لم يكن نابعاً من شعورهم باليأس وإنما كان عملاً من أعمال الحرب غير المتناظرة". فكيف يصرح شخص مثله بهذا القول في حق اناس لم يُمنحوا اية فرصة للطعن في اعتقالهم امام محاكم قانونية وشرعية وعادلة؟

الوضع النفسي للمعتقلين
من ناحية ثانية فحالة اللامبالاة بشأن الوضع النفسي للمعتقلين كانت واضحة تماماً ولا زالت هي السائدة. فالعزل والسجن الى امد غير محدد والمعاملة اللانسانية والمهينة تعتبر جزءاً مما يمر به المعتقلون يومياً.
* مأساة اخرى تجلت حينما صنّف الاطباء النفسيون العسكريون محاولات الانتحار على أنها "سلوك متلاعب بإيذاء الذات"، وهذا بدوره نتج عنه عدم تسجيل ما كان يمر به السجناء.

قبل ثلاث سنوات وفي خطوة غير عادية عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر- وهي المنظمة الخارجية الوحيدة التي يمكنها زيارة المعتقلين - عن قلقها بشكل علني من أن نظام احتجاز المعتقلين في غوانتنامو الى ما لا نهاية دون ان تتاح لهم فرصة المثول امام المحاكم قد سبّب للمعتقلين انتكاسات نفسية.

امتناع السلطات الامريكية عن التحقيق في الادعاءات باستخدام القوة في اطعام المعتقلين الذين يضربون عن الطعام، والذي يرقى الى التعذيب، يعتبر اخلالاً باتفاقية مناهضة التعذيب.

اغلاق غوانتنامو
الاحتجاز لسنوات عديدة دون توجيه تهم يعتبر نوعاً من الاعتقال التعسفي، وهذه الظاهرة ازدادت وانتشرت اكثر تحت ذريعة محاربة الارهاب، ليس من قبل امريكا فحسب وانما من قبل انظمة مستبدة اخرى ايضاً.
يجب على المجتمع العالمي ان يذكر الرئيس جورج بوش بان لديه كامل الصلاحية لإصدار اوامره باغلاق غوانتنامو ووضع حد فوري لهذه الوصمة واغلاق ملف انتهاكات حقوق الإنسان، والاجدر به ان يستخدم تلك الصلاحيات فقد آن الاوان لذلك منذ سنين. كما يجب ضمان منح المعتقلين فرصة الوقوف في محاكم عادلة أو اطلاق سراحهم.
في الشهر الماضي ضمت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب صوتها إلى الأصوات الاخرى التي تدعو إلى اغلاق معتقل خليج غوانتنامو، وتوصلت إلى النتيجة التالية: "الاعتقال الى أجل غير مسمى من دون توجيه تهمة يعتبر بحد ذاته انتهاكاً لاتفاقية مناهضة التعذيب."

تكرر منظمة العفو الدولية دعوتها السنة تلو الاخرى إلى اغلاق معتقل غوانتنامو، ولكن يجب ان يتم ذلك بدون نقل حالة انعدام القانون الى اي مكان آخر، اي ان يُفتح مثلاً معتقل اخر باسم اخر وفي مكان اخر ويتم فيه القيام بنفس الاعمال المشينة ويصبح ساحة مستترة لنفس الاحداث الشنيعة. بل يتوجب اغلاق جميع مراكز الاعتقال المرتبطة بـ "الحرب على الإرهاب"، ويجب ان تعطى الاولوية الى الاحترام التام للقانون الدولي. ويتعين على الولايات المتحدة أن توفر الحماية للمعقلين الذين يُطلق سراحهم ويتعذر عليهم الرجوع الى بلدانهم لانهم يواجهون خطر التعرض للتعذيب وانـتهاكات اخرى لحقوقهم السياسية والمدنية والإنسانية. كما يجدر بالبلدان ان تمد يد المساعدة لمواطنيها وليس العكس.

لجنة تحقيق مستقلة والغاء اللجان العسكرية
الحاجة ملحة جداً لانشاء لجنة تحقيق مستقلة وحيادية لاجراء تحقيق في جميع الجوانب المتعلقة بسياسات وممارسات الولايات المتحدة الخاصة بالاعتقال والاستجواب ونقل المعتقلين إلى بلدان أخرى بشكل غير قانوني، ووجود مراكز اعتقال سرية وما يجري فيها باسم " الحرب على الإرهاب".

كما تعارض منظمة العفو الدولية المحاكمات التي تجريها اللجنة العسكرية، تلك المحاكمات التي لا تتوفر فيها شروط المحاكم العادلة وبعيدة كل البعد عن مبادئ حقوق الإنسان التي تنص عليها المواثيق والصكوك والمعاهدات الدولية . لذلك ستستمر المنظمة بدعوة الرئيس بوش الى إلغاء الأمر العسكري الذي أصدره في 13 نوفمبر2001، والذي أنشأ بموجبه اللجان العسكرية، ولم ينتظر قرار المحكمة العليا بهذا الشأن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين