الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم على الحافة

شيماء نشيط

2020 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


سبق و أن أخبرنا أن نهاية العالم ستكون في الثاني عشر من ديسمبر لسنة ألفين و إثنى عشر، لكننا تلقينا الخبر مثل كذبة أبريل،لم نكلف نفسنا حتى عناء الإنتظار ما قد يقع في ذلك اليوم بالضبط.قد يعني هذا أن لا أحد ينتظر يوما نهاية لهذا العالم فالحياة تسير، و بهذا يبدو أننا لا نعرف قيمة الحياة على حد قول دوستويفسكي حين قال:"لا يعرف معنى الحياة، إلا من فقدها أو أوشك على فقدانها."
في ديسمبر ألفين و تسعة عشر ظهر فيروس كورونا في مدينة وهان الصينية،الشيء الذي سبب ربكةالعالم.الذي لم يكن مستعدا لهذه الأزمة،بل و تم إعتبارها من الأمراض الموسمية، نحن كمغاربة لم نعطي للأمر أهمية ،فالوباء آن ذاك حسب مخيلتنا يتكرر في كل سنة ، عند الأوروبيين و الآسيويين فقط ، و أن تلك الأوبئة الموسمية من أفلوانزا الخنازير و غيرها تتغير فقط أسماءها في كل سنة و الآن لقبت بكورونا أو الكوفيد 19 .ظنا منا أننا كمغاربة أو كدول إفريقية أو حتى كدولة تنتمي لدول العالم الثالث ،تكفيها أوبئة الفقر و البطالة و غيرها من المشاكل الإقتصادية، و أننا نمتلك كامل المناعة لمواجهة وباء مثل كورونا ،بدعوى أننا وطن لا تنال منه الأوبئة المجهرية يكفينا وباء المسؤولين.

في الثالث من مارس لسنة 2020،ثم تسجيل أول إصابة كورونا في المغرب،إستمر تسجيل الحالات ،و بجانبها هلع و خوف الشعوب و خاصة أن الدول الأوروبية سجلت أعداد مخيفة من الموتى، ثم ينقلب العالم بأسره لمكافحة الوباء ،كأنها اللحظة المؤجلة،و كأن كوكب الأرض إصطدم إصطداما مروعا،ليغرق الكون في سواد لا أحد يعلم هل سينقشع فيه النور مجددا ،أم أنه سيدوم، لعلها النهاية،أو ربما هي بداية عصرجديد،فقط الناجون هم الذين بوسعهم معرفة ذلك ،لكن هل سينجو احدهم؟.

يقول باولو كويلهو:"إذا كنت تظن أن المغامرة خطرة ،فجرب الروتين فهو قاتل".تأخذنا هذه القولة إلى ما نحن عليه اليوم ،حيث أن الأكيد أنه لم يكن هناك من هو سعيد بحياته الكل يطمح للأفضل، و غاضبا عن حياته الراهنة، بل و هناك من كانت أعظم أمنياته أن يصبح نائما و يستريح من تعب الإستيقاظ فجرا و لو ليوم واحد، في حين أصبحت مجمل دعواتنا و أمنياتنا تقتصر على عودة الحياة لماكانت عليه،أصبحنا فجأة لا نريد شيئا سوى حياتنا التي كنا عليها دون فزع و رعب.و يطرح السؤال هل يمكن إعتبار الجائحة هبة ربانية، حتى نحمد الله و نشكره على حياتنا العادية؟.

ما يزيد الطين بلة و خاصة بعد تجرعنا مرارة الحجر الصحي،هو الشعور بالوحدة أمام المصير، و انقطاع كل حبائل الرجاء شيء رهيب حقا،الإنعزال عن الناس يجعل الإنسان مهموما بذاته، و غارقا في شؤونها، ما قد يجلب له الشقاء ،فالعلاقات الإنسانية ليست متينة كفاية ،حتى داخل الأسرة ذاتها عندما يصير الموت قريبا كل واحد يختار لنفسه مصيرا ،حتى يضمن لنفسه حلم البقاء و العيش أكثر.
في النهاية، حتى لا نرى كل الأفق غائمة و مسدودة ،هذا لا يعني الدعوة إلى اليأس بل ربما العكس هو الصحيح،حيث قد يعني الدعوة إلى إحياء الضمائر ،مما يستوجب العمل على تغيير الطريق الذي بدأنا في سلكه منذ بزوغ عصر الحداثة ،ورسم طريق مختلفة تقود الناس إلى حياة مستقرة و آمنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية