الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لـ قمة الأردن الثلاثية !

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


عقد يوم أمس 25 / 8 / 2020 في الأردن اجتماع ثلاثي ضم كل من عبدالله الثاني ملك الأردن و عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق، وجاء في البيان الختامي للاجتماع ( اعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية منها، كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة، والاستفادة من الإمكانات الوطنية والسعي لتكامل الموارد بين البلدان الثلاثة)
يأتي هذا الاجتماع في وقت يزور فيه وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو المنطقة لحث دولها كي تخطو نفس خطوة الامارات باتجاه إسرائيل، وكذلك وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي يزور إسرائيل و رام الله لحث الطرفين على احياء المفاوضات بينهما وفق مقترح حل الدولتين، هذه التحركات تشير الى أن المنطقة عادت الى دائرة الضوء بالنسبة لامريكا وحلفاءها الغربيين حيث من المؤمل ان يبدا الرئيس الفرنسي كذلك زيارة للمنطقة أوائل الشهر المقبل .

هذا الاجتماع، جاء وسط هذه الظروف الإقليمية والدولية، خصوصا بعد الاتفاق الحاصل بين إسرائيل والامارات، والذي أثبت بان القضية الفلسطينية لم تعد تحتل الأولوية بالنسبة لدول المنطقة، وان التصدي لسياسات إيران في المنطقة بات يشكل الهاجس الأكبر والأساسي بالنسبة لها ، كل هذه الأوضاع استوجبت إعادة تنشيط سياسة المحاور ومحاولة ضم العراق الى المحور الخليجي المصري خصوصا بعد تولى مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة في العراق حيث الوقائع تثبت تمايله الى المحور المدعوم أمريكيا بدلا من التقارب مع الطرف الآخر. هذا الموقف استوجب من رؤساء هذه الدول مساعدة الكاظمي والوقوف الى جانبه وابرازه كشخصية قوية ودعمه بوجه خصومه في الداخل أملاً في بسط سيطرته وفرض سياساته .
ان العمل على سطوع نجم الكاظمي محليا ، إقليميا ودوليا من خلال زياراته واشراكه في " قمم " كهذه، هي رسالة واضحة من دول هذا المحور الى من يهمه الامر من دول المحور المقابل ، ايران أولا، بان العراق، وفي ضل تولي الكاظمي مسؤولية حكومته ، لم يعد ذلك العراق الذي كان لإيران اليد الطولى فيه عبر ميليشياتها التي تعيث فيها فسادا، ثم تركيا وقطر، بأن صبر هذه الدول إزاء سياسات اردوغان الإقليمية بدأ ينفذ، فالمستنقع التركي المزروع في كل من كوردستان العراق وشمال سوريا وشمال غرب ليبيا ليس بالأمر الهين، وان خطره بات يهدد مصالح دول هذا المحور ويجب الوقوف بوجهه كما حصل في ليبيا عندما هددت مصر بالتدخل العسكري فيها ووضعت حدا لأطماع اردوغان العثمانية هناك.
الغريب في الامر هو ان بعض الكتاب والمحللين اعتبروا هذا الاجتماع بداية " لبعث الروح في العروبة " وإعادة العراق الى " حاضنته العربية " ناسين أو متناسين بان تهميش القضية الفلسطينية وهرولة دول المنطقة لعقد اتفاقيات مع إسرائيل كلها مسامير تُدق في نعش هذه " العروبة "!
هذه المحاولات من قبل هذا الاخطبوط البرجوازي، وهذه المحاور والتحالفات الرجعية، جميعها تأتي ضمن سياسة قذرة تمارسها هذه الحكومات وهي بعيدة كل البعد عن مصالح الجماهير في المنطقة ككل ، لابل وبالضد منها وتهدف ، في التحليل الأخير، الى جعل المنطقة ساحة للنزاعات والحروب وبالتالي مرتعا خصبا لتراكم الرأسمال على حساب افقار واضطهاد جماهير العمال والكادحين فيها .
ان الطبقة العاملة والكادحين ومعهم جميع دعاة الحرية في المنطقة مدعوون اليوم للوقوف ضد هذه السياسات وفضحها وافشالها، كل من خلال النضال داخل بلده، ومن ثم التآزر والتكاتف مع بعض والدعوة لأحرار العالم بالوقوف معهم في نضالهم هذا .
26 / 8 / 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -