الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-مشروع الشام الجديد- مضحك جغرافيا ومشبوه جيوسياسيا

علاء اللامي

2020 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


إنَّ ما كشف حتى الآن عما سمي "مشروع الشام الجديد" يشي بالكثير. فهو مثير للسخرية، لأنه يستثني من عضويته وخريطته قلب الشام الحقيقي المقاوم للكيان الصهيوني والرافض للاعتراف به والتطبيع معه أي سوريا ولبنان، ويقفز إلى أفريقيا ليضم مصر إلى عضويته! هو مثير للشكوك والشبهة لأنه يضم إضافة الى العراق الدولتين العربيتين الوحيدتين - حتى الآن - اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع الكيان الصهيوني، بهدف دفعه إلى التطبيع التدريجي والاعتراف، أو في الحد الأدنى القبول بالتعامل الاقتصادي ومن ثم السياسي مع دولة العدو؟
لنترك جانبا ما أشار إليه صحافيون إسرائيليون من أن أحد أهداف هذا المشروع هو تطويق إيران وسحب بطاقة تهديدها بإغلاق مضيق هرمز من يدها، من خلال نقل النفط العراقي وبعده النفط السعودي إلى البحر الأحمر عبر ميناء العقبة بالنسبة للعراق، وميناء ينبع بالنسبة للنفط السعودي لاحقا، والاستغناء عن المرور بالخليج العربي. ومع ذلك، لنترك الآن هذه الإشارات الصحافية جانبا رغم أنها لا تخلو من الصحة بانتظار أن تنضج إعلاميا أكثر.
بخصوص هذا المشروع، قال أحد مروجيه، هو النائب العراقي عقيل الرديني من تحالف "النصر" بزعامة حيدر العبادي المعروف بقربه من واشنطن والمحسوب على أصدقائها في حكم المحاصصة الطائفية، إن هذا المشروع وضعت أسسه من قبل العبادي نفسه. ويضيف الرديني أن (المشروع قائما على أساس أن مصر تمثل كتلة بشرية والعراق كتلة نفطية، والأردن دخلت على الخط للاستفادة من خدمات كليهما ... خصوصا وأن الأردن ومصر تعتمدان السياسية المعتدلة)! ونضيف نحن أن عبد المهدي شارك أيضا وحاول مد أنبوب نفط ضخم وعبثي ومكشوف الهدف من البصرة إلى العقبة ثم سكتوا عن هذا المشروع مؤقتا ربما. أما النواب الآخرون والمحللون السياسيون فقال بعضهم أنهم لا يعلمون شيئا عن هذا المشروع وإنهم سمعوا به عن طريق الإعلام وإنه ربما لا يتعدى التسريبات الإعلامية وإن الكاظمي إذا وافق عليه يكون قد خرق سياسة النظام المحاصصاتي القائم منذ 2005 والرافض لزج العراق في سياسة المحاور الإقليمية، كما قال مثلا الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي ياسين البكري!
إن وصف النائب الرديني لنظامي مصر والأردن "بالمعتدلَين" يعني في لغة الإعلام الأميركي والصهيوني أنهما معترفان بالكيان الصهيوني وقد عقدا معاهدتي سلام التطبيع معه. ومعلوم أن الولايات المتحدة تعتبر أية دولة ترفض التطبيع والاعتراف بإسرائيل معادية لها وتوضع في قائمة الدول الإرهابية أو الداعمة للإرهاب. والمثال السوداني ما يزال طازجا حيث رفض رئيس وزرائه حمدوك بالأمس هذا الابتزاز الأميركي علنا وفي حضور سمسار التطبيع بومبيو.
بهذا المشروع سيكون كل شيء قد اتضح، فالمطلوب الأول هو زج العراق في عملية تطبيع تدريجية، تبدأ المرحلة الأولى منها بالدخول في هذا الثلاثي لدولتين "معتدلتين" أي معترفتين بإسرائيل وعقد اتفاقات نفطية وتوحيد لشبكة كهرباء دولية تكون دولة العدو جزءا منها، ثم تكون طرفا مباشرا في تصدير النفط العراقي عن طريق الأردن ومينائه في العقبة المقابل لميناء إيلات الإسرائيلي وخزانات النفط الضخمة في إسرائيل، ليتحول هذا التطبيع الأولي وغير المعلن بمرور الوقت والتعامل الاقتصادي إلى تطبيع كامل واعتراف علني من قبل نظام الحكم في العراق بعد سيطرة أصدقاء أميركا الذين يمثلهم العبادي بالأمس والكاظمي اليوم وربما الزرفي غدا بعد الانتخابات المبكرة الموعودة ووفق خطة ذكية وشيطانية يساهم بها الحمقى والأغبياء من حلفاء إيران بنشاط أحيانا وبالسكوت وغض الطرف أحيانا اخرى!
*كل ما تقدم يعني أن المشاريع التي تحقق للعراق استقلاله ونهوضه من مستنقع الفوضى والتبعية وتنجز تكامله الاقتصادي الندي مع جيرانه كلهم، كمشروع ميناء الفاء الكبير، ومشروع القناة العراقية الجافة نحو أوروبا عبر تركيا وسوريا، وخط النفط العراقي السوري إلى بانياس، وخط النفط العراقي عبر السعودية "البصرة ينبع"، وهي مشاريع شبه جاهزة ولا تتطلب سوى القرار السياسي بالبدء بالتنفيذ وإعادة التأهيل والتشغيل، أقول إنَّ كل هذه المشاريع ستبقى معطلة ومهملة بقرار أميركي ينفذه الأتباع الحاكمون في المنطقة الخضراء رغم أنوفهم مقابل بقائهم في حكم النهب والسرقة وقتل الرافضين لحكمهم.. ولكن ليس إلى الأبد، ولنا في "انتفاضة تشرين السلمية" دروس وعِبَر غنية وطازجة!*1-رابط : رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "الشام الجديد"... الكشف عن تفاصيل المشروع العملاق بين مصر والعراق والأردن
https://arabic.sputniknews.com/arab_world/202008241046338109-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86/
2-رابط يحيل إلى مقالة ذات صلة نشرت قبل القمة الثلاثية المشار إليها بقلم زياد غصن: مرفآ طرطوس وبيروت وسكة بغداد: تجارة شرق المتوسط إلى حضن إسرائيل؟ وجود رغبة أردنية، تجلت بوضوح في الطلب الذي تقدّم به وزير النقل الأردني في اجتماع ضمّه إلى وزيري النقل السوري والسعودي قبل نحو 11 عاماً للحصول على موافقة البلدين لإدراج مشروع يهدف إلى إنشاء خط للسكك الحديدية يربط مرفأ حيفا بالأردن، على اعتبار أن مشاريع ربط السكك الحديدية بين البلدان العربية هي مشاريع متضمنة ضمن اتفاقية "الأسكوا" حول السكك الحديدية الدولية بين الدول العربية، وإدراج أي مشروع ضمنها يحتاج إلى موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء في "الأسكوا"، وهو ما قوبل آنذاك، ، بالرفض من الوزيرين السوري والسعودي، ما دفع بمؤيدي المشروع داخل الأردن إلى التفكير في خيارات أخرى...
http://www.albadeeliraq.com/ar/node/3255








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر