الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعلوماتية في العراق المعاصربين ضرورة تعزيز النهج الديمقراطي و هيمنة الادلجة والحزبية

جاسم الصغير

2006 / 7 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعد المعلوماتية احدى الوسائل الفعالة في المجتمع الذي يبغي السير في اتجاه ديمقراطي ولأن الديمقراطية بما تتيحه من أنفتاح على الغير وحق المشاركة السياسية وغيرها وامكانية التعبير السياسي للأفراد والجماعات فأن سيمائيات هذا الوضع تحتاج الى ممارسة المعلوماتية في المجتمع بشكل حر ومن غير أي تعقيد او تدخل من قبل أي جهة كانت حكومية او خارج تركيبة الحكومة لأن هذا يتناقض مع مبدأ ممارسة هذه المعلوماتية ولأن عالمنا المعاصر المعروف بأنه عصر التكنولوجياوالمعرفة لهذا لا يمكن لاي مجتمع يخلو من ادوات هذه التكنولوجيا والمعرفة ومنها المعلوماتية لهذا يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو بأن المعرفة قوة فأنه يعني ان القوة هي المعرفة من خلال ادراك السلطات الحاكمة ان الخطاب يحتاج الى تقنيات معرفية حتى يمكن ان يصل الى المجتمع ككل بالصورة التي تدركها وتتلائم مع اغراضها ومن هنا نرى المجتمعات التي تسير في مسيرتها السياسية في ظل انفتاح سياسي واجتماعي بكل السبل لذلك حتى تتمكن ان تتواصل مع سياق العصر اسوة بباقي دول العالم التي تسير في ذات الطريق ولنفس الهدف ، ومن هذا المنطلق أعلاه نرى في التجربة العراقية المعاصرة ومنذ ثلاث سنوات وبعد الشروع في بناء نظام سياسي يتسم بالتعددية السياسية وتداول السلمي للسلطة والانفتاح على الآخر وتدشين خطاب إعلامي منفتح على سمات العصر ، ولقد ساهم هذا الانفتاح على المباشرة بحرية ممارسة العمل الإعلامي من قبل الكثيرين من ذوي الشأن الذين يرغبون في إيجاد نوع من التقاليد الإعلامية وممارسة المعلوماتية سواء كان ذلك الافراد أو هيئات مستقلة او حكومية بالرغم من أن الواقع الموضوعي في العراق يشخص على وجود فقر كبير في حرفية ممارسة هذه المعلوماتية وذلك لأن البلاد لم تباشر فيها منذ عقود وعهود طويلة نوعاً من الممارسة المعلوماتية الحرة والبناءة لأن ذلك كان يصطدم دائماً بجدار الأنظمة التسلطية التي تستأثر وتهيمن على القرار السياسي والإعلامي في العراق ولأن أي انفتاح وممارسة معلوماتية حرة وحقيقية تساهم في فضح سلوكيات السلطة وهذا ما لا تسمح به أبداً ، أما بعد سقوط هذه الأنظمة الشمولية والشروع في بناء تجربة عراقية فيها انفتاح وممارسة للمعلوماتية بشكل حر وعصري رغم قلة الإمكانيات وشحة الخبرات او لنقل بصورة ادق تخلفها عن الركب الحضاري في هذا المجال بفعل تخلف السلطة السياسي وحماقاتها في الماضي والتي انعكست سلبيا على مجمل الاوضاع ومنها الوضع الاعلامي في القطر في هذا الجانب إلا أن المجتمع أفراداً وهيئات باشرت العمل بهذا النهج وبدأت تقرب بوادر بناء رصيد من الممارسة المعلوماتية في البلاد وبشكل لم يتعوده العراقي لأنه كان مقطوعاً عن العالم الخارجي وغريب على بيئة الاتصالات الإلكترونية وشبكات الإنترنيت لأنها وتقنية المعلومة بشكلها الحداثي جدا كانت ممنوعة أصلاً ، أما الآن ورغم قصر الفترة التي تم المباشرة فيها ببناء شبكات اتصالات ومقطوعات إنترنيت إلا أنه لم يحصل بناء خبرات عميقة في هذا الشأن بحيث يحصل تراكم معرفي وعلمي للارتقاء إلى خطوة أكثر تطوراً ، وثمة أمر آخر يتمثل في أن التجربة السياسية العراقية المعاصرةوالوليدة شهدت بعض الانكفاءات والتوترات والانتقاء عن النهج الديمقراطي في بعض مفاصلها أدى بدوره تأثيره السلبي على الممارسة المعلوماتية في البلاد ، وبفعل ان النهج الذي كان مقصوداً سابقاً في احتكار الخطاب الإعلامي أو تحويله إلى صالح السلطة انتقل هذا الداء إلى بعض الحركات السياسية الموجودة في البلاد صاحبة الإمكانيات الكبيرة وبعض الشخصيات السياسية التي اصبحت تمثل سلطات جديدة ورثت بعض امراض الانظمة الشمولية السابقة وهو عيب ثقافي وسياسي خطير والتي لا تختلف في أطرها الذهنية عن أطر السلطات السابقة وأصبحت تفرض رؤيتها ونسقها السياسي والفكري على الأحداث وفرض رؤيتها وقراءتها للاحداث كموجه مركزي للاحداث تعكس الحقيقة التي تؤمن بها وبعيدا عن الواقع الموضوعي ومايفرزه ويتجلى ذلك في أوقات التوترات السياسية والاحتقانات وحتى في الخطاب السياسي والإعلامي من خلال صحف أو فضائيات يملكونها وتعبر عن آرائهم يقول الإعلامي الأستاذ سعد البزاز في هذا الشأن ما يلي ((إن درجة المعلوماتية في الإعلام العراقي تتراجع لصالح الأدلجة وهو أمر يسيء إلى معايير المهنة الصحفية التي تقوم على السعي لبلوغ الحقيقة وتأمين تدقيق المعلومات من دون قيود مبينة أو مسبقة)) وهو تشخيص دقيق لما آلت إليه الأوضاع الإعلامية في البلاد الأمر الذي يستدعي التنبه لذلك من قبل القائمين على الوضع الاعلامي ووضع الحلول المناسبة لذلك لأن ذلك إن استمر يسبب أضراراً خطيرة ولا سيما أننا أمة ومجتمع في بداية الطريق ولا نمتلك رصيداً عالياً بمكننا تجنب هذه المخاطر ومن هنا التنبيه لمخاطره وذلك أن الحرص على بناء تجربة إعلامية ناجحة تكون رافداً للتجربة السياسية في العراق هو الذي يجعلنا نكتب عن بعض ملامح الأخطاء والسلبيات عندما تحصل وهذا يحصل في أي تجربة في بلاد العالم المتقدم فكيف بتجربتنا الوليدة ومن هنا نكتب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟