الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كبوة جواد

نعمى شريف
دكتورة مهندسة مدنية باحثة وكاتبة

(Noama Shareef)

2020 / 8 / 27
الادب والفن


عندما نبدأ يكون هاجسنا الوصول الى النهايه... وعندما نصل نتاجج حماسا لنبدأ من جديد... !!!

كيف لهذا القطار ان يتجه الى محطته النهائيه مرورا بمحطاته الفرعية دون ان يخطئ الطريق والاتجاه.
الم نحزم الامتعه ...الم نستعد للوجهة التي رسمناها واطلقنا عليها المستقبل
الم نختر التذكرة المناسبة للوجهة التي عزمنا عليها..
الم ندفع ثمن التذكره من اغلى مانملك....
الم نحتمل اعباء واوزار السفر والغربة والسهر والعناء.....

هل اضل القطار طريقة ام ان خياراتنا هي من اضلت الطريق.....
كيف لك ان اتجد نفسك وحيدا في محطة فارغة الا منك, متعددة الاتجاهات, حيث تصبح الخيارات الكثيرة لا خيار...والاتجاهات الكثيره متاهه لا دليل.
كيف لك ان تصدق انها هي ذلك المستقبل الذي تكبدت من اجله كل هذا العناء ودفعت كل هذا الثمن..
هل كان مستقبلا... مانعيشه الان وهل كان يوما يستحق كل هذه التضحيات ....

هل وقفت على عتبة المحطة لتلقي نظرة الى الوراء لتدرك ان الحرية كانت قفص كبير وان النبل كان خطا دفعت ثمنه اكثر من الاخطاء التي ارتكبتها..... وان من تمسكت بهم وتوقفت بمحطاتهم الكاذبة طويلا كانوا عبئا عليك.....وأن من نهش من وقتك وقلبك لم يكن عدوا ....وان القدر وضع في طريقك اناسا غرباء لا تدري لاي سبب من الاسباب.... ليكونوا سندا لك وقوه....
ولكن كيف لك ان تولد من جديد ...
هل تومن بطريق العودة الى الوراء لتصحيح الاتجاه....بالطبع لا...... لان عقارب الساعة مستمرة الى الامام و لا تعود الى الوراء...ولان تصحيح الاتجاه قد يكون ممكنا في محطات قادمة .... .

كيف لك ان تكمل طريقك حين تشعر انك مجرد رقم في مطار او في طابور طويل وعندما يقترب دورك ينادوك برقمك الذي تكاد تصدق انك هو....
حين تسابق عقارب الساعة لتنجز مايجب انجازه قبل ان ينتهي يومك ويبدا يوم جديد......
حين تخاف ان تبدو عليك السعادة فتتهم بالتضليل ... او ان يبدو عليك الحزن فتتهم بالتشاووم ..........
حين يصبح يومك مثل امسك مثل غدك وربما مثل بعد غدك.......
حين تشعر بغربة في بلدك اكبر من الغربة التي تعيشها في بلد غريب...
حين تبتلع وجع مدينه بابتسامة عريضة على وجهك لتظهر قوة من ضعف واملا من ياس........
حين تدرك ان متعة العطاء هي اجمل متعة.....وأن هناك يد خفيه تنتشلك دائما قبل السقوط بخطوة.....
.وانك تعيش لحاضرك ليس لمستقبلك او ماضيك.....وان ايمانك ينير سراديب عقلك وقلبك....
عندها فقط تدرك انك وحدك من يقدر على تضميد جراحك..... وانك بعد كل ما تجاوزته من عقبات وحواجز وانكسارات وكبوات تستطيع ان تنفض عنك غبار التعب لينهض الجواد من كبوته من جديد... .....

أنت لست اسير وطن.........وانما تستطيع ان تبني لنفسك اوطانا في القلوب....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو