الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ليلى

حكمة اقبال

2020 / 8 / 27
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


هو اسم الرواية الأولى باللغة السويدية للشابة دُنيا صالح النداف ، وجرى الإحتفاء بصدورها في مدينة غوتنبيرغ ( يوتبوري ) السويدية ، وصادف الإحتفاء بحصول الكاتبة دُنيا على شهادة الماجستير في الأدب . تدور الرواية حول فتاتين تعيشان بين ثقافتين ، ثقافة الماضي الموروث وثقافة الحاضر في مجتمع كالسويد ، ذو مفاهيم لا تعود بصلة الى اصولهما ومن هنا يبدأ الصراع النفسي والمرير بين صديقتين متحابتيين .
ليلى واميلآ متآخيتين بصداقتهما كجسدين في تفكير واحد ، متعايشتان بعمق الحياة ، خائفتان خوف ابدي من تلوث علاقتهما بجراثيم العصر ومغرياته ، وفي عامهن الأخير من المرحلة الثانوية ، أدركتا فجأة أن سن الرشد ينتظرهما ، قاب قوسين أو أدنى ، لكن كيف يمكن أن تكبُر دون أن تخون نفسك ومثلك العليا ؟ وكيف يمكنك أن تصبح جزأً من سياق أكبر في الحياة ؟
على حين غرة تهتز هذه العلاقة الحميمة حينما تسقط ليلى فجأة في مغريات عالم يلهث وراء الاغراء والاحلام الوردية ، الحلم بجدران مكسوة بطلاء ابيض وستائر مخملية يحركها الريح الداخل الى الغرفة كمروحة ، عالم ينتزع منك حتى نفسك ، انه عالم رأسمالي تكون فيه كل الاشياء سلعة .

تقول دُنيا : كونك مراهقًا ووجودك على الحدود بين الطفولة والبلوغ غالبًا ما يكون بمثابة جحيم خالص ، تذبذب بين النشوة والاكتئاب ، والغطرسة وكراهية الذات .

نالت الرواية إهتمام وإعجاب نقاد متخصصين واخذت حيزاً في الصحافة السويدية المعروفة ، فتحتَ عنوان (عندما تختبر الصداقة النسوية ) وجد الناقد دانيال سيولين ان هناك دراما عالمية في رواية دُنيا صالح وكتب في صحيفة ( الأكسبرس ) : مراجعة. السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية تهز الأرض ، تتبلور الاختلافات الثقافية والاقتصادية ، وتظهر الشخصيات والإثارة الجنسية أمر أساسي مثل الرموز التعبيرية ، وبقدر سهولة صنع رواية من هذه الاختلافات ، من الصعب صنع رواية جيدة ، كما فعلت دُنيا صالح .
ليلى ، هي شابة مترددة في تدمير الذات من خلال النظرة المزدوجة الكلاسيكية بالنسبة للمراهق الذي يعيش في وسط الثقافة السويدية ، ليلى تريد (بسخرية) أن "تعاود الظهور في رحم أم سويدية". إنها تريد (بسخرية) أن "تُطرد" من ثقافتها الخاصة ، أنها ليست سوى ضحية غير واعية لضعف احترام الذات .
انا استمتعت بهذذه الرواية لأنها مكتوبة بالتوقيت والفكاهة والدقة ، بالإضافة إلى الرعونة والحساسية البديهية والتأمل الواضح والرحمة القوية ، بكلمة أخرى وأوضح ان دُنيا صالح ، موهبة .
وفي صحيفة ( سيفنسكه داوبلاذ ) كتبت الناقدة يكيكو دوكا : تعيش ليلى وأميلة بين ثقافتين ولغتين ، وهو ما تظهره دُنيا صالح بأناقة من خلال إعطائها ، وكذلك الرواية ككل ، لغة مكثفة وتصويرية ، وأحيانًا شعرية للغاية . تذكرنا متعة اللغة المبتكرة بما تقدمه توف فولكيسون في ثلاثية صياد كالمار ، لكنها مضحكة بما فيه الكفاية لإميل أجارز (الاسم المستعار لرومان غاري) في الفيلم الكلاسيكي "مع الحياة أمامها" .

وُلدت دُنيا صالح النداف عام 1996 في مدينة اوبسالا شمال ستوكهولم ، من ابوين عراقيين ، وأنهت درجة الماجستير في الأدب من أكاديمية ( فالاند ) ، وتعود الآن لإستكمال دراستها في العلوم السياسية ، وتفكر بكتابة رواية جديدة في المستقبل .

الرواية موجودة في المكتبات العامة في مدن السويد في اعلى رف الإصدارات الجديدة والمفضلة .

27 آب 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا