الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة الثلاثية في عمان: هل هي تطبيع عراقي غير مباشر؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2020 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عقدت يوم الثلاثاء 2020-8-25 آب/أغسطس في عمان قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي ، بالإضافة إلى مضيفهم عبد الله الثاني ملك الأردن!

وكما جرت العادة فإن المعلن من هذه القمة هو: أن الزعماء الثلاثة سيناقشون ((أوجه التعاون والاستثمار والاقتصاد بين دولهم، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية ـ اصبحت قضايا إقليمية ولم تعد عربية ـ في مقدمتها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والملفين السوري والليبي))

وقال الكاظمي في حوار مع صحيفة " واشنطن بوست" :
((إنه "سيطرح مشروع (بلاد الشام الجديدة) وفق النسق الأوروبي، على قادة مصر والأردن، والذي من خلاله ستكون تدفقات رأس المال والتكنولوجيا، أكثر حرية"، مضيفا أنه "سيسافر إلى السعودية قريبا للقاء المسؤولين فيها وبحث تطوير العلاقات الثنائية".))
يذكر أن قمة عمان الثلاثية هذه هي ثالث قمة تعقد بين هذه الاطراف الثلاثة ، فقد عقدت القمة الأولى في القاهرة في آذار/ مارس 2019 ، تلتها قمة ثلاثية عقدت في نيويورك في أيلول / سبتمبر من العام الماضي".

وتبدو هذه القمم الثلاثية بين هذه الاطراف العربية الثلاثة ، وكأنها إحياءٌ لمشروع "مجلس التعاون العربي" بين هذه الاطراف الثلاثة نفس ناقصاً (اليمن ضلعها الرابع) ، والذي اعلن عن قيامه في العاصمة العراقية بغداد في 16 شباط / فبراير عام 1989 بعد انتهاء حرب الخليج الأولى مباشرة ، لكن هذا المجلس مات بعد أشهر قليلة (بالسكتة السياسية) عندما أمر صدام حسين قواته بدخول الكويت عام !!1990
*****
وإذا كان المعلن عن قمة عمان هو: مناقشة ((أوجه التعاون والاستثمار والاقتصاد بين دولهم، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية ـ التي اصبحت قضايا إقليمية ولم تعد عربية ـ في مقدمتها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والملفين السوري والليبي))
لكن غير المعلن في هذه القمة هو الأهم ، وهو الذي تتم تغطيته دائماً بهذا الذي يعلن على الملأ ، والذي يراد له أن تعتقده أو تفهمه شعوبهم من هذه القمم ومن غيرها من الأمور والمواضيع السياسية والأمنية الأخرى ، وحتى القضايا الاقتصادية منها !
أما غير المعلن في هذه القمة والقمم الثلاثية التي سبقتها ، فيمكن فهمها وفق الاطار السياسي الواقعي التالي والقائم على أرض الوقع العربي فعلاً .. وهو:
أولاً: أن الاقطار العربية الثلاث مصر/ العراق / الأردن تقع ضمن دائرة النفوذ الأمريكي المباشر ، كحلفاء وتوابع للسياسة الأمريكية وأجندتها في المنطقة!
ثانياً: إن هذه الاقطار الثلاث لا تستطيع أن تخطوا خطوة واحدة فيما بينها أو مع العالم الخارجي إلا إذا نالت موافقة أميركا ورضاها ومباركتها ، شرط أن تكون خطواتها هذه وغيرها ، ضمن دائرة خدمات سياسة واستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة العربية!
ثالثاً: إن مصر والأردن تقيمان علاقات دبلوماسية كاملة مع الكيان الصهيوني ، ولهما علاقات سياسية واقتصادية وأمنية ومتشعبة ، بالإضافة إلى تحالفات ومناورات عسكرية سنوية مشتركة معه ، بينما العراق لا يقيم مثل هذه العلاقات مع الكيان الصهيوني ـ في الظاهر على الأقل ـ لكن ما خفي معه من علاقات سرية كان أعظم!
رابعاً: إن الولايات المتحدة تشتغل (في هذه المرحلة الترامبية) في منطقتنا العربية ، ووفق أجندة "صفقة القرن" ومستلزماتها السياسية والدبلوماسية والتطبيعية ، وكإنجاز شخصي لــ "دونالد ترامب" يضاف إلى انجازاته لخدمة الكيان الصهيوني ، كاعترافه بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها ، كي يستخدمها جميعها في الانتخابات الأمريكية القادمة بعد أشهر قليلة !
خامساً: إن أهم مستلزمات تثبيت أسس بقاء الكيان الصهيوني وهيمنته في المنطقة العربية .. هي: اعتراف الأنظمة العربية به والتطبيع معه ، أو فرضه عليهم بالقوة الأمريكية إذا لزم الأمر ، وهو ما تقوم به إدارة ترامب بكل همة ونشاط منذ كارثة فوزه برئاسة الولايات المتحدة إلى اليوم ، وما يقوم به وزير خارجيته في هذه الأيام بالذات ، والذي اثمر لحد الآن إقامة علاقات كاملة مع الامارات (اللاعربية) وعلاقات سرية مماثلة مع السعودية ودول الخليج العربي الأخرى ، ووعد سوداني بإقامة علاقات كاملة مع الصهاينة في الاسابيع القليلة القادمة!
*****
فوسط كل هذا الواقع السياسي بإطاره الأمريكي الشامل للمنطقة العربية كلها ، والمفروض أمريكيا على العرب جميعهم ـ سواءً برضاهم أو بدونه ـ فهل يعقل أن يكون العراق ـ وهو المحتل من قبل الأمريكان ـ خارج اطار عملية التطبيع الشاملة مع الصهاينة الجارية الآن ، وهو في موقع القلب من هذا التحالف الأمريكي وهذه الدائرة العربية المغلقة ، والمحجوزة للنفوذ الأمريكي والمهيمن وحده على المنطقة العربية كلها ؟

نكرر مرة أخرى: هل يعقل أن يبقى العراق وحده ، وهو الضلع الثالث لمحور يتشكل الآن من ضلعين ونظامين عربيين ـ مصر والأردن ـ واللذين يقيمان علاقات كاملة ومتشعبة ـ سرية وعلنية ـ مع الصهاينة ، ويبقى هو وحده خارج دائرة التطبيع الجارية في المنطقة العربية بكل همة ونشاط اليوم؟!
أم هو (تطبيع عراقي غير مباشر) ومن تحت العباءة ، ولا يمكن الكشف عنه للملأ الآن ، لأسباب تختص بالشعب العراقي الرافض رفضاً مطلقاً لوجود هذا الكيان في وسط المنطقة لعربية ، ولأسباب وطنية وقومية ودينية وعقائدية لا يمكن تجاوزها من أية جهة كانت؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا