الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو جو بايدن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية 2020

احمد كامل
كاتب ، مهتم بالشأن السياسي

(Ahmed)

2020 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في هذه الانتخابات لدينا مرشح يسعى إلى ولاية ثانية وهو المرشح الجمهوري ترامب، اما الحزب الديمقراطي فقد بداء السباق الانتخابي داخل الحزب الديمقراطي في وقت مبكر لتنافس ما يقرب من 30 مرشحاً ، وكانت اولى الحملات الانتخابية لعضو الكونغرس السابق جون ديلاني الذي بداء حملته في صيف عام 2017 وانضم إليه أندرو يانغ بعد ذلك بشهرين، لكن بعد عامين ونصف من الحملة الانتخابية اعترف ديلاني بالهزيمة وانسحب في يناير 2019 بعد حصوله على 1 ٪ فقط من الأصوات في ولاية ايوا و 3 ٪ في نيو هامبشاير، اما عن اخر الحملات الانتخابية او التي بدأت بوقت متأخر عن باقي حملات المتنافسين هي حمل المرشح مايكل بلومبرج اذ كانت استراتيجيته تتمثل في التركيز على الولايات التي صوتت يوم الثلاثاء الكبير لحجم الاصوات الكبير التي يمكن كسبها في ذلك اليوم، وإنفاق مايكل مبالغ ضخمة من ثروته الشخصية على الحملات الإعلانية ، وفي النهاية خرج كل المتسابقين في يوم الثلاثاء الكبير ولم يبقى إلى جون بايدن الذي فاز في 8 ولايات من بين 11 ولاية التي تصوت في ذلك اليوم، ومن ثم اصبح هو المرشح الديمقراطي الانتخابات التالية 2020.

يطرح بايدن نفسه كاليبرالي تقليدي او يمثل الجناح الوسط في الحزب الديمقراطي، ويظهر ذلك واضحاً في سياق السباق الانتخابي الديمقراطي الذي فاز به كمرشح للحزب، فظهر الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الذي مثله بيرني ساندرس إليزابيث وارن ، وظهر الجناح المحافظ في الحزب الديمقراطي الذي سيث مولتون ، وإريك سوالويل ، وجون ديلاني ، وتيم رايان واخرون، ومن ثم كان بايدن هو ممثل الجناح التقليدي او الوسط في الحزب الديمقراطي ،لكن تبقى الاشار الى ان هناك قراءات اخرى في انتماء بايدن لاحد الاجنح الحزب الديمقراطي وهذه القراءات ناتجة عن امرين الاول: هي قراءات مختلفة ناتجة عن التنوع الفكري والاختلاف في تقيم البرنامج الانتخابي والوعود التي طرحها جون بايدن، والامر الثاني: يمتلك بايدن تاريخ طويل في السياسي ولديه الكثير من التصريحات والتصرفات المتظاربة في بعض الاحيان على طول مسيرته السياسية، وهذا التضارب او الاختلاف مرتبط بالظروف الانية لتلك المواقف، ومن ثم جعل الكتاب والمفكرين ينظرون الى جون بايدن من الناحية الفكرية باكثر من زاوية، ومن جهة اخرى هناك اكثر من تصنيف كما اشرنا لأجنحة الحزب الديمقراطي، وبالتالي قد تتداخل الانتمائات والتوجهات.
نبذة عن حياة جو بايدن وانجازاته السياسية .
ولد جوزيف (جو) بايدن في ولاية بنسلفانيا سنة 1942 من عائلة كاثوليكية من أصل إيرلندي. ومنذ أن كان طالبا شابا في الحقوق، كان لديه أفكارا واضحة في ان يخوض غمار السياسية وفي أول مواعيده مع نيليا هانتر، التي أصبحت فيما بعد زوجته، اعترف برغبته في أن يُنتخب سيناتوراً، وسنحت له الفرصة لتحويل الحلم إلى واقع ملموس بعد ثماني سنوات، عندما لم يظهر منافس في انتخابات أحد أعضاء مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير أمام كاليب بوغز المنتهية ولايته، وهو جمهوري قريب من التقاعد لكن أقنعه الرئيس ريتشارد نيكسون آنذاك بالترشح لفترة ثالثة.
عمل جو بايدن كمحامٍ متدربٍ في ويلمنجتون، وديلاوير، ثم انتُخب ليكون قنصل مجلس مقاطعة نيو كاسل من 1970 وحتى 1972، حيث قرر الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب موائمة الفرصة لبايدن نتيجة تنحي جايمس بوجز الجمهوري المرشح للفوز، ففاز بايدن بالانتخابات على الرغم من إعادة ترشيح بوجز لنفسه بدعوة من الرئيس الأمريكي آنذاك (ريتشارد نيكسون)، كما ساعدته حملته الانتخابية التي تركز على حماية البيئة، ومعالجة قضايا الهجرة، والتأمين الصحي، والحقوق المدنية، والانسحاب من الفييتنام، وغيرها من القضايا التي جعلته أقرب وأكثر قدرة على التواصل مع الناخبين، تسلم مكتبه ولقبه كسيناتور عام 1973 حيث كان في الثلاثين من عمره، وبالتالي سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، وأكثرهم استمراريةً في المجلس عبر إعادة انتخابه 6 مراتٍ متتالية، منتصرًا على جايمس باكستر عام 1987، وجون بوريس عام 1984، ثم جاين برادي في 1990، ورايموند كلاتورثي عام 1996، وبأغلبية 60% من الأصوات في 2000، وأُعيد انتخابه بعدها لآخر مرة في 2008 حيث كان رابع أكبر عضو في المجلس.
خلال جميع دوراته كسيناتور كان جو بايدن رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، اختاره الكونغرس كأحد الشخصيات الاثني عشر الذين أحدثوا فرقًا في السياسات الخارجية الأمريكية، إضافةً لتسلمه عدة مهامٍ في اللجنة القضائية التي ترأسها مرةً وحيدة، حيث شارك خلالها بصياغة العديد من قوانين الجريمة الفيدرالية، بما فيها التركيز على قضايا الحد من التسلح، والتحكم في جريمة العنف وإجراءات تطبيق القانون لعام 1994 المعروف بـ(قانون بايدن للجريمة)،أما القانون الأبرز الذي عمل عليه بايدن هو قانون العنف ضد المرأة التاريخي الصادر في 1994 أيضًا، والذي يتضمن العديد من الإجراءات للحد من العنف المنزلي، مزودًا مليارات الدولارات للأموال الفيدرالية من أجل التوصل للجرائم المبنية على الجنس وحلها، كم أصدر تشريع (أطفال 2000) الذي يضمن تأمين الحاسب، والمدرس، والإنترنت، ودورات التقوية وغيرها مما قد يحتاجه طلاب المدارس في القطاعين العام والخاص والمشترك.
رشح جو بايدن نفسه في العام 1991 للانتخابات الرئاسية سعيًا منه ليصبح أصغر رئيس للولايات المتحدة منذ جون كينيدي، لكنه تعرّض لعارضٍ صحيٍ أوقف حملته الانتخابية على إثره،استأنف عمله في الكونغرس بعد سبعة أشهر من إصابته الدماغية حتى استقالته عام 2009، حيث عين نائبًا للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، بدأ بايدن عمله في منصبه الجديد كنائب للرئيس الـ 47 للولايات المتحدة باراك أوباما، بعد أن كان قد ترشح ضده في الانتخابات الرئاسية عام 2008، لكنه قام بالانسحاب نظرًا لمنافسيه البارزين هيلاري كلينتون وباراك أوباما، وفشله في حشد الناخبين إلى جانب بضع تعليقاتٍ أدلى بها أدت لإيذاء حملته، وتركيز الإعلام بشكلٍ رئيسي على المرشحة الألاسكية سارة بالين،تلاها اجتماعه بشكلٍ سري مع باراك أوباما إثر انتخابه رئيسًا رغبةً من الأخير أن يشغل بايدن منصب نائبه، رغم ضعف العلاقات بينهما أثناء عملهما معًا في لجنة السياسات الخارجية في الكونغرس، فتم انتخاب بايدن نائبًا للرئيس ليكون السيناتور الوحيد بتاريخ ديلاوير الذي يحتل هذا المنصب.
تولى بايدن دور مستشارٍ مهمٍ وراء الكواليس، منها فصل النزاعات مع منافسي أوباما، والحصول على دعم مجلس الشيوخ في العديد من تشريعات أوباما، منها (حزمة التحفيز) التي واجهت بشكل فعال الركود المستمر وخلقت فرصًا عديدة للعمل، وقانون حماية المرضى والرعاية الصحية وغيرها،فحققت وجهات نظره أهميةً كبيرة في البيت الأبيض جعلت الجميع داخله يعيد النظر باستراتيجياته، وحظي بثقةٍ كبيرةٍ على الرغم من زلات اللسان والتصريحات المتهورة التي كان يدليها أحيانًا، كما قاد جهودًا ناجحةً للحصول على موافقة الكونغرس على معاهدة (ستارت) الجديدة، التي تنص على خفض التسليح النووي بين روسيا وأمريكا بدءًا من عام 2010.
انتُخب لولايةٍ ثانية في منصب نائب الرئيس الأمريكي وفق تذكرة (أوباما- بايدن) في نوفمبر عام 2012 متغلبةً على تذكرة (رومني- ريان)، سبقتها نيته في الترشح للانتخابات الرئيسية، لكنه تراجع عنها لصالح أوباما الذي عينه رئيسًا لمنظمة (ضد العنف)، التي أنشأت لمعالجة ظاهر العنف المسلح المتفاقمة في البلاد، كما قام بتمرير قانون الإعفاء لدافعي الضرائب الأمريكي لعام 2012 لمنع سقوط البلاد في هاويةٍ ماليةٍ وفق صفقة مع ميتش ماكونيل زعيم للجمهوريين بمجلس الشيوخ، ما رفع معدلات الدخل وجعل الكثير من التخفيضات الضريبية دائمة، لكنه فشل في تمرير تشريع خفض التسليح، وتم عزله أثناء مناقشات الكونغرس لأزمة سقف الدين لعام 2013، وقانون المخصصات المستمرة لعام2014.
قام خلال فترة ولايته الثانية كنائبٍ للرئيس بالاستعداد للحملة الرئاسية لعام 2016 حيث كان من الممكن أن يكون أكبر رئيس في تاريخ التنصيب، مقابل انخفاض شعبية هيلاري كلينتون بدا الأمر، ليتراجع لاحقًا، ويُعلن دعمه لكلينتون التي كانت تواجه دونالد ترامب في الانتخابات التي ربحها الأخير، وانتهت معها ولاية بايدن الذي يعد أبرز معارضي سياسات ترامب، تسلم في الأيام الأخيرة لولاية أوباما في 2017 أعلى وسام مدني في البلاد وسام الحرية، الذي منحه إياه أوباما خلال حفلٍ أقيم في البيت الأبيض، عمل بعدها أستاذًا في جامعة بنسلفانيا.
أعلن في منتصف عام 2019 ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجرائها في نوفمبر عام 2020 عن الحزب الديمقراطي في مواجهة ترامب، وعلى الرغم من انضمام بايدن المتأخر للسباق الرئاسي إلا أنه يعد من أقوى المرشحين ويتخذ جو من شعار (الولايات المتحدة في حالة حرب لإنقاذ روح الأمة) كرسالة حملة الانتخابية، وإذا حقق الفوز فسيبلغ عمره يوم تنصيبه 78 سنة وسيكون أكبر رئيس على الإطلاق يستقر في البيت الأبيض (وهو ما ينطبق أيضا على ترامب، الذي إذا أعيد انتخابه سيبلغ 74 سنة).
المنطلقات الفكرية للسياسية الخارجية لجو بايدن.
ان الكاتب الامريكي والتر راسل ميد في كتابه تقاليد (السياسة الخارجية الأميركية وكيف غيرت العالم) صنف السياسية الخارجية الامريكية الى اربع مدارس او مذاهب فكرية أمريكية، وهي المدرسة الهاملتونية، والمدرسة الجيفرسونية، والمدرسة الجاكسونية، والمدرسة الويلسونية،وبايدن من الطبيعي يستق افكاره او تتطابق مع احد هذه المداس، ومن اجل معرفة الى اي مداس السياسية الخارجية الامريكية يتنمي بايدن سنعتمد في تصنيفة على عدة ركائز منها رؤى وافكار الحزب الديمقراطي في شأن السياسة الخارجية، و تاريخ بايدن ومواقفه السياسية، و افكاره التي يطرحها في السباق الانتخابي 2020.
فالحزب الديمقراطي عموما وبمختلف اتجاهاته اليسارية واليمينية يتخذ من افكار المدرسة الويلسونية (المثالية) ممزوجة بفكار بالمدرسة الهاميلتونية (الواقعية) اساس لافكاره في السياسة الخارجية، فهو يؤمن بالعمل ضمن المؤسسات الدولية والشراكات الدولية وايمانه بالتجاره الحرة المفتوحة بين جميع دول العالم، وتفضيل الدبلوماسية كادة في السياسة الخارجية على القوة العسكرية، وكذلك يؤمن بنشر الديمقراطية من الداخل-اي من دخل الدول نفسها- ودون اي تدخل عسكري، اما مواقف وافكار بايدن في السياسية الخارجية الامريكية كونه عضو في الحزب الديمقراطي منذ بديات مسيرته السياسية، فلبايدن سجل كبير من المواقف والتصريحات والتشريعات في السياسية الخارجية الامريكية نتيجة مسيرته الطويلة كعضو كونه عمل في اكثر من موقع و في مجال صنع او اتخاذ قرار في السياسية الخارجية كعضو في الكونغرس في لجنة العلاقات الخارجية او منصب نائب الرئيس في حقبة الرئيس اوباما الاولى، ومسؤول عن ملفات خارجية كثيرة منها العراق اوكرانيا الصين وغيرها من الملفات، ففي بداية حياته السياسية في مجلس الشيوخ عام 1973 عبر عن مواقف مناهضة لحرب فيتنام (1955 ـ 1975) كجزء من فصيل في الحزب الديمقراطي مناهض لتلك الحرب ليس بدافع اخلاقي بل راى انها غلط سياسي فامريكا ليست شرطي العالم، كما اعترض على حرب الخليج عام 1991، إثر اجتياح العراق للكويت عام 1990، ثم بدء عملية غربية وعربية مشتركة لتحريرها، أي عبر الشركة الدولية، لكن في المقابل دعم بايدن تدخل الحلف الأطلسي في البوسنة عامي 1994-1995، وهذا التفويض يعبر عن رؤية واقعية لبايدن اذ يرى يمكن دعم التدخل الإنساني في البلقان لأن الفوضى والعنف في أوروبا يهددان الأمن القومي الأمريكي، ولأننا لدينا القدرة على التدخل وتحديد النتيجة، وصوّت في الكونغرس لصالح إعطاء تفويض للرئيس جورج بوش الابن بغزو العراق عام 2003، لكنه كان يرى يشكك من الإيمان الساذج بقدرة أمريكا على تثبيت الديمقراطية في أماكن استبدادية، و في عام 2006 عندما غرق العراق في حرب وطائفية، وعودة الاضطرابات إلى أفغانستان، أصبح بايدن اكثراحبطًا من قدرة امريكا على بناء الدول بعد الحرب وكان يرى انها مهمة تجاوزت صبر أمريكا ومواردها ومصالحها وفي تلك الفترة ظهر راي بايدن في صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2006 بتقسيم العراق لا ثلاث دول حسب التوجهات الطائفية الذي تراجع عنه في ما بعد، وعندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وأرسلت قوات خاصة إلى شرق أوكرانيا دعا بايدن الى شحن صواريخ مضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة الدفاعية الفتاكة الى اوكرانيا على الرغم من أنه عارض إرسال أسلحة أثقل او نقل اي قوات امريكة لاوكرانيا، ورى أن الأوكرانيين لم لا يمتلكون القدرة من الفوز في معركة مع روسيا إلا أنهم يمكن ان يصبوا القوات الخاصة الروسية بضر كبير وترفع بين صفوفهم عدد القتلى، وهو مشهد قد يقوض الدعم المحلي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالتالي يمنعه من إرسال المزيد من القوات، وكان معارض للتدخل الامريكي في ليبيا عام 2011، لانه كان يرى بان امريكا ليس لديها مصالح قومية ذات أولوية مهم وبالتالي يجب أن نبقى خارج ليبيا، كذلك اعترض على رفع عديد القوات الأميركية في العراق عام 2007 وفي أفغانستان عام 2011، لانه كان يرى بان لافائدة من حماية حكومة في افغانستان ترعا الفساد وغير جادة بمحاربة الفاسدين الذين هم جزء من الدولة الضعيفة، وبالتالي أي جهد للولايات المتحدة لمحاربة القادة في افغانستان سيذهب سودى وكذلك لابد من استكمال الصراع مع القاعدة في باكستان ولا فان جهود امريكا لا تنتج عن تغير وهي تبذير للاموال ولارواح وهذا الموقف يمثل المدرسة المثالية ايضاً، ونصح أوباما عام 2011 بعدم الموافقة على عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لأن فرصة النجاح كانت منخفضة جدًا بسبب عدم اليقين المطلق بوجود بن لادن في الموقع ، كذلك دعم بايدن قصف سوريا عام 2013 ، بعد أن استخدم رئيسها بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، لانه كان يرى ان بشار الاسد قد تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه أوباما ولابد من حماية المجتمع السوري الاعزل وهو موقف قريب من توجهات الاتجاه المثالي ايضا، لكن فوض أوباما قرار قصف النظام السوري إلى الكونجرس الذي رفض منحه السلطة.
اما جوهر برنامجه الانتخابي لعام 2020، يتمثل في دعوته الى اعادة القيادة الامريكية للعالم، ويدعو الى نشر القيم الليبرالية الديمقراطية الامريكية عبر عقد مؤتمر دولي يروج للقيم الديمقراطية، و اتخاذ من المثل والقيم الامريكية اساس لقوة امريكا عبر شعاره الذي يطلب من الامريكين الايمان بقوة المثل والقيم الامريكية، وان تعيد امريكا نفسها قائدة للدول الديمقراطية وتعمل لاصلاح الديمقراطيات العالمية والدفاع عنها، وتجيد التزام الولايات المتحدة بالاتفاقيات الدولية ومنها تفاق امريكا مع ايران الذي انسحب منه الرئيس ترامب والعودة ايضا الى اتفاق باريس بشأن المناخ، والعودة كذلك الى المنظمات الدولية والعمل الجماعي من اجل مواجهة المشاكل الدولية والدعوة الى التجارة الحرة المفتوحة بين جميع دول العالم، وعطاء الدبلوماسية الامريكية الاولوية في ادوات السياسية الخارجية، ولا يستخدم القوة العسكرية الى للدفاع عن المصالح الاميكية.
اذن بايدن وفق توجهات الحزب الديمقراطي وممارساته السياسية، وافكاره التي طرحها في البرنامج الانتخابي، يمكن تصنف افكاره ضمن توجهات او افكار المدرسة الويلسونية المثالية، و التي تؤمن بضرورة وجود سياسة خارجية أمريكية نشطة تسعى إلى نشر وترسيخ المبادئ الليبرالية الديمقراطية في العالم، والدفاع عن حقوق الإنسان، والتعاون مع المجتمع الدولي من خلال تفعيل دور المؤسسات الدولية، وترى أن على الولايات المتحدة الأمريكية التزام أخلاقي لنشر القيم الأمريكية في أنحاء العالم، وذلك عبر تدعيم أسلوب الإرساليات المثالية التي تبشر بعالم ديمقراطي ومجتمع دولي مسالم، وترى أن الدول كلها متساوية فيما بينها أمام القانون الدولي، وتتفق هذه المدرسة مع المدرسة الهاملتونية الواقعية من ناحية ضرورة وجود سياسة خارجية نشطة وشاملة تهدف إلى نشر وترسيخ المبادئ الديمقراطية في كل أنحاء العالم، عوضاً عن تنمية المصالح الذاتية وجيش امريكي قوي والنظر بواقعية الى الى مهددات الامن الوطني الامريكي وكيفية التعامل معها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ