الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معسكر الانبطاح العربي وبطولات السلام الوهمية

عبدالقادربشيربيرداود

2020 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أعلن مهندس صفقة العصر الخيانية (ترامب) الاتفاق المشؤوم بين دولة الإمارات العربية والكيان الصهيوني، يوم الأربعاء 13 آب 2020 على إقامة علاقات رسمية بينهما، مقابل ادعاء كاذب وواهم من قبل الإمارات وهو (تعليق مخطط ضم أراضي فلسطينية، وبسط السيادة الإسرائيلية عليها)؛ لأن حقيقة الأمر غير ذلك تماماً، فتلك المخططات لا تزال مطروحة على الطاولة، وعلى (نتن - ياهو) إنجازها عاجلاً ام آجلاً، لكونها مطلب إسرائيلي أقره الكنيست. هنا استذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (ولاتناجشوا....) وهو الخداع والاحتيال الذي لجأ اليه حكام الإمارات لتمرير الاتفاق الشيطاني على السذج من الناس.
فأمام هذا التعنت الإسرائيلي فإن الاتفاق يشكل سابقة خطيرة لأنه يعكس خروج الإمارات عن الإجماع العربي والإسلامي مقابل لا شيء على أرض الواقع، فيكون من تداعيات هذا الاتفاق الخطير إشعال الضوء الأخضر لإسرائيل في استمرار بناء المستعمرات، وسرقة الأراضي الفلسطينية في وضح النهار، والمضي قـُدماً لتهويد القدس، والمساس بالمسجد الأقصى المقدسات الإسلامية والمسيحية جميعها، وفرصة لا تعوض لإسرائيل لتحقيق الحلم التاريخي لـ(بن غوريون)؛ لأن الإمارات، ووفق القصص الإخبارية حول الاتفاق، ليست لديها ضمانات مؤكدة بأن إسرائيل لن تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة في المستقبل. بل لا توجد أمور ثابتة أو منقوشة على الحجر - كما يقولون - بأنه إذا ما تخلت إسرائيل عن وعودها ستواجه عقوبات وصداً وردعاً دولياً من الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي ؛ لأن هذا الكيان المسخ وعبر التاريخ موصوفٌ بالخيانة للعهد. فهو من سلالة بني قريظة الذين نكثوا العهد وتنكروا للمواثيق المبرمة بينهم وبين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، في (غزوة الخندق) أثناء محاولتهم فتح ثغرة لتمر الأحزاب منها إلى داخل المدينة المنورة، ويغدروا بالمسلمين.
بينما أتذكر هذه الواقعة أسعفتني الذاكرة بحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، في فصل التشبيه في المتابعة والمقصود بهم اليهود: "شبراً بشبر، وذراعاً بذراع" وهو كناية عن شدة الموافقة لهم (اليهود) حتى في المخالفات الإنسانية. ويكمل الحبيب صلى الله عليه وسلم الحديث: "حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، وهذا حال معسكر الانبطاح العربي في مواقفهم الموافقة لمخططات بن غوريون (من البحر إلى البحر) كما جاء في (بروتوكولات بني صهيون).
من هذا المنطلق فإن هذا الاتفاق الخياني هو موافقة على جرائم إسرائيل بحق شعبنا في فلسطين المحتلة، ومكافأة تاريخية لتحقيق كامل أهداف بني صهيون، ولن يكون لهذا الاتفاق المبني على حجج واهية؛ لا ترقى إلى الواقع قيد أنملة، شيء سوى الاحباط والهزيمة والانكسار، لأن العالم كله يعرف أن هذا التجميد لا علاقة له ببطولات حكام الإمارات الوهمية، بل ما فعلوه هو امتداد لسياسة تطبيعية تنتهجها بعض أنظمة الخليج مع العدو الإسرائيلي؛ بهدف تطويق الشعب الفلسطيني، ومن ثم وضعه أمام خيارالتكيف مع استمرار الاحتلال، وإضفاء الشرعية عليه.
بذلك يكون هذا الاتفاق طعنة في الظهر، بل ينحط إلى مستوى الخيانة الكبرى بحق القضية الفلسطينية، ومشروع استسلام وخنوع لأنه لن يغير شيئاً من حقائق الصراع (العربي - الإسرائيلي)، حيث سيجعل العدو أكثر إرهاباً ووحشية.
نلخص إلى ان هذا المشهد السياسي الخطير في منطقة الشرق الأوسط لمعسكر الانبطاح العربي أمام التعنت الإسرائيلي، يمثل خطوة بعيدة كل البعد عن خطة السلام الشاملة لحل القضية الفلسطينية، ولكن يبقى الأمل يحدونا في قوة عربية إسلامية في كل مكان من الأرض المعمورة، تدافع ببسالة عن قضية الإسلام المركزية (فلسطين) الحبيبة، حتى تستعيدها من براثن الصهاينة حفدة القردة والخنازير.
(...إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من هوالخآئن الاول؟؟؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 8 / 29 - 06:08 )
الخآئن الاول هم الفلسطينيون الذين اعترفوا بشرعية وجود اسرآئيل في معاهدة الصلح المشؤومة في اوسلو ولا زالوا متقيدون بها مع اعترافهم بان اسرآئبل لم تنفذ 1% مما اتفق عليه. اما الخيانة الثانية هي انفصال غزة عن الضفة الغربية واطماع حركة حماس بانشاء دولة مستقلة في غزة عندما تسمح الظروف. اصلاح البيت من الداخل اولا وانهاء التشرذم القآئم ولا لوم على الامارات لانها ادرى بمصالحها. لماذا تتجاهلون اتفاقيات مصر والاردن وتصبون نار غضبكم على الامارات او على اي دولة ترغب بتبني علاقات مع اسرآئيل.هذا يذكرني بعلاقات رجب طيب اردوغان الاخواني الذي تربطه علاقة وثيقة بمنظمة حماس وعلم اسرآئيل يرفرف في بلده وهو يدعي الدفاع عن فلسطين لكسب السيطرة على الامة المتاسلمة واعادة امجاد آل عثمان علما بانه العدو الاول للعرب و ما فعله في سوريا لا يحتاج الى تحليل. الخلاصة يجب على الفلسطينيين توجيد كلمنهم قبل تعليق اللوم على الآخرين.

اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ