الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السنوات تمر

صباح سعيد الزبيدي

2020 / 8 / 29
الادب والفن


شعر: صباح سعيد الزبيدي
تَمرُ الَسنواتُ ، وتَمرُ الأيامُ
مثل اسراب الطيور المهاجرة
أو أضغاث أحلام
يَمضي العُمرُ سَريعاً
وتَبقى الذكرياتُ
تَنقضي سنواتُ البعد واحدةٌ تلو أخرى
وها أنا أتصفح ُ أوراقاً قديمة
لقد نَزَلَتْ بِيّ المصائب
واشتعلَ الرأسُ شيباً.
ثلاثةٌ وأربعونَ عاماً *مضت
وأنا على أبوابِ الغربة
أضمدُ جراحَ الماضي
ونزف مشاعري وأفكاري
وعلى جدرانها أرسمُ
وجهَ وطني الجريح والممزق.
ثلاثةٌ وأربعونَ عاماً مضت
يَشُدُني الحنين إلى وطني الحزين
المُستباح وشعبه المذبوح
وطن الشهداء وقلعة التحدي
ارض المعجزات ووطن الانبياء
بلد الرافدين ومهد الحضارات.
آهٍ يا عراق...
كم سالت فيك الدماء
لقد خانك أحفاد أبا رِغَال*
جَارَ عَلَيك أبْناءُ الدَّهاليز*
غدَر بك أَبْنَاءُ الشَّوَارِع
والدّيُّوثُ* من الرِّجال.
سلاما يا عراق...
ستبقى شعاعاً لشمسٍ لا تغيب
وقمراً منيراً في دجى ليالي الغربة
أنا بدونكَ كالجسدِ بلاروح
اسمك محفور في قلبي
وملامحكَ لا تتلاشى من عيني.
ها أنا الآن أعيش بسلام
في وطني الثاني صربيا
لا أعرف كم سأبقى حياً!
ولا أدري في أي بلد سأموت.
فصبراً يا عراق...
زمنُ غربانُ الخراب سيزول
ستُغردُ البلابلَ من جديد
وستزقزقُ العصافيرَ كُلَّ صباح
فالأيامُ تدورُ دوائرها
وكَمْ مِن جوارحٍ ارتقتْ ،
ثم سقطت من السماء على الأرض
ونَفَقَتْ،
وأضحت ْ غِذاءً لِذُباب ِ الفَطائس !
*****
* بمناسبة مرور 43 عاماً من الغربة لأنني يوم السبت المصادف 27.08.1977 غادرت العراق.
* أبو رغال شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبي رغال..
يطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة
* أبْنَاءُ الدَّهاليزِ : أبناء الأطفال اللقطاء، الزنا
* أَبْنَاءُ الشَّوَارِعِ أَي الأَوْلاَدُ الُّلقَطَاءُ وَالْمُشَرَّدُونَ.
* الدَّيُّوْث هو «القُنْذُعُ، وهو الذي لا غَيرةَ له».
*****
بلغراد – صربيا
27.08.2020.
*****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل