الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين المذاهب الفردانية الليبرالية والمذاهب الجماعنية الشمولية !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2020 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


(محاولة للفهم!!))
************************
1- الفردانية المتطرفة، أو الليبرالية المتطرفة، تقوم على مبدأ اعلاء قيمة الافراد على قيمة المجتمع، اذ ترى أن الافراد هم الحقيقة الباقية والملموسة وأن الدولة هي خادمة هؤلاء الافراد اي المواطنين الذين يعيشون على ارض الواقع، فالافراد هم الحقيقة وهم الغاية وما المجتمع والدولة سوى ادوات تنظيمية للمحافظة على هؤلاء الافراد وخدمتهم!.
2- الجماعنية المتطرفة ، الشمولية، التوليتارية، تقول بالعكس ، كما في النازية والفاشية والشيوعية اللينينية، فهي تقوم على مبدأ اعلاء قيمة الجماعة والمجتمع والدولة على قيمة الفرد، اذ ترى أن الحقيقة الباقية والملموسة هي المجتمع، الجماعة، الشعب، الوطن، الأمة، الدولة، وما الافراد سوى ادوات مؤقتة خادمة للمؤسسة القومية الجماعية العامة، أي المجتمع الوطني والقومي، والدولة، فالأفراد يعيشون ويموتون بينما الكيان الجماعي المجتمعي والقومي والوطني والسياسي العام هو الباقي، كالجسم الذي تتجدد خلاياه!، فحتى على مستوى الجنس البشري فالافراد هم مجرد أدوات للمحافظة على الجنس البشري من الانقراض!!
هاتان نظريتان متطرفتان متعارضتان نتج عن تعارضهما وتناقضهما ظهور فلسفة ثالثة تقوم على الجمع بين أهمية الوجود الفرداني للانسان، اي أهمية الفرد، وبين الوجود الجماعي المجتمعي القومي والوطني للانسان ، أي اهمية المجتمع، القوم، الوطن، الجماعة، الشعب، الأمة، الدولة، ومفادها أن الوجود الفردي يخدم الوجود الجماعي، وفي نفس الوقت، الوجود الجماعي يخدم الوجود الفردي، اي ان الافراد يخدمون اهداف ومصالح الجماعة، والجماعة تحمي حقوق ومصالح الافراد، وبالتالي العلاقة بين الفرد والجماعة علاقة تعاون وتضامن وليست علاقة تناقض!، وعلى اساس هذه الفهم ظهرت ((الليبرالية الاجتماعية)) بعد الحرب العالمية الثانية كرد من جهة على التحدي الشيوعي والشمولي المخيف الذي انتشر وانتصر في اوروبا الشرقية، ومن جهة كرد على التطرف الليبرالي الفرداني الاناني المتوحش المتواجد في الغرب!، فالمجتمعات الغربية وخصوصا في اوروبا متأثرة الى حد كبير بهذه الفلسفة، أي الفلسفة الليبرالية الاجتماعية، فهي مجتمعات ليبرالية من حيث الاصل لكنها ليست الليبرالية القديمة المتطرفة ذات التوجه الفرداني الاناني بل هي الليبرالية الاجتماعية التي توازن بين مصالح الافراد ومصالح الجماعة الوطنية والقومية، فالدولة الغربية بقوانينها هي المسؤولة عن تحقيق التوازن والعدل والتعادل بين مصالح وحقوق الافراد الخاصة وبين مصالح وحقوق الجماعة اي المجتمع الوطني، وهي تتدخل من حين الى حين لتصحيح الخلل في هذا التوازن، ولو تأملت موقف ((الشريعة الاسلامية)) من العلاقة بين الفرد والجماعة لوجدنا ان فلسفة الاسلام الاجتماعية تصب في هذا الاتجاه الانساني المعتدل الجامع بين مصالح الافراد ومصالح المجتمع بدون افراط ولا تفريط، علاقة تقوم على التضامن والتوازن والتعاون، فالمجتمع يخدم الافراد، والافراد يخدمون المجتمع، والدولة هي الوسيط والوسيلة لتحقيق هذا التوازن، الا اننا نلاحظ في المجتمعات الغربية، ومنذ السبعينيات تقريبا، عودة لليبرالية الفردانية المتطرفة التي تغلب مصالح وحريات وحقوق الافراد على حساب مصالح وحريات وحقوق واخلاقيات المجتمع الوطني مما أخل بهذه العلاقة لصالح الفردانية والانانية التي تتسبب حاليا في تآكل الحضارة الغربية!، وما صعود التيارات اليمينية الوطنية والقومية الا كرد فعل على هذه الليبرالية الفردانية المبالغ فيها على حساب الكيان الجماعي والقومي والوطني!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي