الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التراث المندائي القديم الشاعر رابع زغير

سعدي جبار مكلف

2020 / 8 / 30
الادب والفن


رابــع بـن زغيــّر
هو رابع بن غافل بن جوده ، كانت ولادته في مدينة المِجَـر بين أعمامه وأقاربـه المسودنيـّة
وقد إمتهن الصياغة كبقية أعمامـه ...كما كان مسموع الكلمـة بينهم ، له ديوان يجتمعون فيه لحل مشاكلهم ، والتداول في أمورهم ، كما كان شاعراً يقـول الأبوذيّة والقصيـد ....!
نوذج مـن شعره :
قال يصف حاله مع جاره والشامتين بـه :-
بَحـر لا بيه دَفع مردي ولا يـرْ
السبـع عَگّـب العيلـه...ولا يـرّ
أتشـاوه إبلحـد مُظلـم ولا ...يّرْ
يفـرح مـن تمـر عيلـّه ...علـّي
_ _ _ _ _
وعندما قال عوده بن منصور شاكيا من موقف بعض أقربائه بقوله :-
يِحـَگ لي أحچي وأصيحن وآنه منهم
علـى الـمنهـم عـدوهـم... وآنـه منهـم
هلـي...... كلهــم منـاهـل وآنه منهــم
لًچـَنْ وسفـه نصيبــي....... خـان بـيّ
فأجـابـه رابـع بقـولـه :-
أحبأب الچنـت أودهـّـم وإنـتَ منهـم
بٍــّري أرحلـوا گلبـي.. وأنـت منهـم
صحيـح أهلــك منـاهـل وإنـت منهم
تقــوق آثـارهــم مثـل .......الثـّريـّه
سافر رابع بن زغير وأبناء عمومته (جوده بن رشم) و(عوده بن منصور بن خيطان) من المجر الى مدينة (القرنة) لبعض شأنهم ونزلوا ضيوفا على أحد أولاد ععمومتهم ، وكان نجاراً فقيراً جداً، وكان الوقت شتاءاً ...وكان منزل هذا الرجل يتكون من صريفتين من القصب ، إحداهما لعائلته والثانية للأبقار والدواجن ، فاستقبلهم أحسن إستقبال ، وقام بواجب الضيافة قدر المستطاع ، ولمّا حلَّ وقت النوم فَرَشَ لهم في صريفة الأبقار ، وسط الروائح الكريهة والرطوبة والبرد والحشرات .....فلم يستطيعوا النوم حتى الصباح ، فباتوا يتناشدون الأشعار والقصص والأحاديث ، ولمّا طَّلَ الصباح أكمل (رابع) قصيدة وصف فيها ليلتهم ومُعاناتهم ، ووجهها الى
إبن عمّـه (عوده بن منصور) قال فيها:-
هذا من أرض (تيبل) سَهم إبن منصور
كسفـه عيشتـه ونايم على البعرور
كسفه عيشتـه......... وتضربـه سخونـه
وهالثوبه وسخ راشج على إمتونه
يكيّف من تجيه لمّة دخن وتجرچ اسنونه
دويغي يا سماقه ويلحس چفة الكور
_ _ _ _ _
دويغـي يا سماقه......... ويلحس الرهوه يكيّف من يجيه محبس يصوغه يحصّل الكرَوه
ظـل إبـريـج .........ما مشاـه تره عَروه
تـايـه يخـوتـي... وبالـفــلاة يــدور..!!
وتتوقف مهنة الصياغة في المدن الجنوبية من العراق أثناء شهري (رجب ومحـّرم) من كل سنة ، ويقـّل البيع والشراء ، فتسوء أحوال الفقراء من الصاغة ، ويعانون من البطالة ، فيقضون جّلَ أوقاتهم في الكسل واللعب والتدخين ، وإحتساء الشاي والقهوة ، وكان هذا حال صاغة مدينة (المجر) من المسودنية ....فكانوا يجتمعون في ديوان كبيرهم (رابع بن زغير)، حيث الأحاديث والدفء وسماع الشعر والحكايات ، وكان ذلك يجري ليلياً وأحيانا وقت النهار ...ممـّا كان يُثقِـل على (رابع) وعائلته ...فقال أبيتا من الشعر حاثاً إياهم على إيجاد أعمال يتلهـّون بها ، ويكسبون منها رزقاً ، وكانت كلماته تهكميـة ساخرة ، تثير الضحك والسخرية قـال فيهــا:-
هالصّـياغ ....گُلــّي ويـن تـاليهـ
كلهـا إمجضعـّه وشنهي البِصِـر بيها..!
إتنبتون إبجگاير والگهوه والچاي
واحدكـم إمسربل وين ضاوي إحذاي
خو صيروا سَقاقي وتوگلوا بالماي
بـس إضبـط الجربـه... حيل وإمليهـه
_ _ _ _ _
بس إضبط الجربه وشَدشِدْ إحبالك
تخشخش بالـعجـود.. وعيّـشّ إعيالك
تحفـّظ مـن الكـوسـج لــو تصبالـك
چثيره الناس عضها وگص چلاويها
ومن المواقف الطريفة التي تعرّض لها (رابع) هو أن رجلاً من منطقة (الغربية) أي من حوض الفرات جاء الى المجر لبعض شأنـه ، وكان من المدمنين على التدخين ، وكان يدخـّن السكائر ب(إمزك) ويسمونه محلياً (تخـم) ....وكان لديه تخم جميل الصنعة من الخشب النادر ، فإحتاج من أجل تحليته الى عمل(طَسـّة) من الفضة ، فسـأل عن صائغ يقوم بذلك ، فأرشدوه الى رابع ، فقصده في دكانه فوجده مشغولاً مع زبائن له من نساء الشيوخ ، فبقي واقفا في الشارع لمدة طويلة ، ولم ينتبه إليه رابع حتى فرغ من زبائنه ، وقد أدركه وقت الظهر ...فجاءه الرجل وقال له ...هل أنت رابع ..؟ قال نعم ، فقال إليك بيت شعر وقـال...
إچـَّم بـدوي الطَبـخ جِـدره يـرابيـع
وچـّم شِهـري الحـِدر حِملـه يرابيع
وچـّم صـايغ (شِبَـه) مثلـك يرابيــع
إتعطـّل حـاجتـي وهـي... جِـزيــّه
فتفاجـأ رابع بهـذا الموقف ، وهذا الشعر الذي فيه مَساسُ به، وإعتذر من الرجل ، وأكرمه بعمـل قهوة له وسكائر ، ثم حقـّق طلبـه ، بعمل طستيّن له بدل واحدة مجانا وترجـّاه ألا يزيد في شعره وأن يسامحه.
في الأعوام الأخيرة ترك الشاعر وإخوته وأقاربه مدينة المجر وسكنوا في بعقوبة ، وإفتتحوا محلات للصياغة هناك .ووجدوا الظروف في بعقوبة تختلف كليا عن المجر من حيث عــادات أهلها وقبائلها ...وكان الشاعر هو الذي يقوم (بالمسواگ) اي عملية النسـّوق للعائلة ، فوجد ذلك عملاً مرهقا لم يقدر عليه فقال في وصف ذلك مُتهكمـاً :-
حبيبـي.. يوم شـال الضعـن وگفه
ودعـاني تنيـن النـوح .......وگفه
عُگُب ذيچ المضايف صفّت وگفه
أهـروّل والـزبيل يــّدگ علـــيّ !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته


.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202