الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يرفض المجتمع كلمة الاحزاب؟

هاشم النفاخ
ناشط مدني ومهتم بالقضايا السياسية والاجتماعية وبناء السلام ورئيس منظمة فكر بغيرك

(Hashim Salah)

2020 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم من انها تقع ضمن الإطر الديمقراطية التي تتيح لكل مجموعة الحق بتشكيل حزب سياسي وفق الدستور العراقي..
في احتجاجات تشرين الأخيرة كان الصوت الأعلى للمتظاهرين هو رفض هذا الاحزاب ومصطلح (حزب) فكل ما انتجته سياسة الاحزاب الحاكمة طوال السنين الماضية يعتبر فشلا ذريعا في إدارة الدولة و شؤون المواطنين وتوفير المستلزمات الكافية للعيش الكريم
حيث هيمنت هذه الاحزاب على الحكم طوال 17 سنة وكانت تتقاسم موارد وثروات البلد في ما بينها وأعطت الجزء القليل من واردات النفط لفئة معينة من الشعب حيث قسمت هذه الاحزاب المجتمع العراقي الى ثلاثة طبقات
الطبقة الأولى (أصحاب النفوذ) : وهي الطبقة الاكثر انتعاشاً وغالبية هذه الطبقة تكون ذات نفوذ واسع مع الدولة وتتقاسم المشاريع والارباح مع الاحزاب الحاكمة
الطبقة الثانية : هذه الطبقة تنقسم الى فئتين الفئة الأولى تعمل داخل مؤسسات الدولة وتملك راتبا يكفيها للعيش براحة مثل (الاستاذ الجامعي والطبيب... والخ) وهذه الفئة قُسمت لنصفين في احتجاجات تشرين نصف شارك وايد انتفاضة تشرين ودعمها ونصف اخر تحفظ على موقفه خوفاً على وظيفته او ربما يكون مشاركا في هذه الاحزاب
اما الفئة الثاني من الطبقة الثانية هي التي تعمل تحت الطبقة الأولى ويكون قسم منه في القطاع الخاص وقسم ربما موظفين في الدولة باجور يومية او عقود لكن مسلتزماته اليومية لا يغطيها الراتب الذي يأتي من قبل الطبقة الأولى حيث ان الدولة ما بعد عام 2003 لم توفر السكن او المستشفيات او حتى المدارس
وان الشاب العراقي اليوم لا يكفيه راتب بقيمة (50000)الف دينار عراقي فلديه إيجار البيت والكهرباء والماء ودفع أجور الدراسة لاطفاله وناهيك عن مسلتزماته المنزلية حيث ان الدولة لم توفر له مستلزمات تساعده للحصول على بيت (ملك) او حتى ان توفر مدارس تليق باولاده حتى يستغنى الاب عن المدارس الأهلية
وكل هذا بسبب النظام الاقتصادي الفاشل الذي جاءت به الاحزاب والحكومات المتعاقبة على العراق بعد عام(2003) حيث حولت المواطن الى شخص مستهلك وليس منتج
اما الطبقة الثالثة والاخيرة : هي الطبقة الفقيرة التي لم تنل ولو بالشيء البسيط من النفط او جزء بسيط من ريع هذا البلد فشكلت هذه الطبقة مع الطبقة الثانية تحالفا عابرا للطائفية والعرقية ونتاج هذه التحالفات عن اكبر انتفاضة سلمية شهدها العراق بكل المقاييس، غيرت الكثير من الأمور الاجتماعية والسياسية وهي انتفاضة تشرين
ان كل ما وصلنا له اليوم هو بسبب هو عدم السيطرة للحكومات والاحزاب في السنوات الأخيرة على التغيرات المجتمعية للمواطنين وهذا ما صنع فجوة كبيرة بين الطبقات المجتمعية وكذلك فجوة بين الدولة والشعب لذلك أصبحت كلمة الاحزاب اليوم لدى المجتمع البسيط هي بمثابة اهانة لكل مارس العمل السياسي داخل حزب معين وهذا التحدي الأكبر أمام الشخصيات الوطنية التي تنوي الدخول في الانتخابات القادمة من أجل تغير الواقع السياسي في العراق لاقناع هذه الفئة بأنه من الممكن تكون هناك أحزاب تعمل على خدمة المواطن وكرامته التي هُدرت طوال السنوات الماضية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة