الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أصبح اليوم مثل الأمس ؟ ..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ما أشبه اليوم بال بارحة !..

ممارسات الخطف والبطش والاعتداء والتنكيل ، والاعتداء على الحرمات !.. والاستهانة بكرامة الناس وبحقهم بالتعبير الحر والاختيار ومن دون قيود وموانع .

تذكرني هذا الجرائم بممارسات النظام الفاشي ( نظام صدام حسين المقبور وحزبه الفاشي ) .

في عام 1977 م اشتدت الممارسات الظالمة التي بدء البعث ينتهجها وبوتائر متصاعدة ، وأكثر همجية ، وبدأت تأخذ طابعا منهجي ضد الحزب الشيوعي العراقي ورفاقه وجماهيره ، والقيام بعمليات خطف واغتيال وتوقيف ومطاردة ، واستدعاءات للأمن ولمراكز الجيش الشعبي ومنظماته الحزبية ( الاتحاد الوطني والنساء وغيرها ) والتي أصبحت أوكار يمارس فيها كل أنواع الإرهاب والقمع والتشهير وسلب الكرامات ، ومختلف الأفعال المنافية للأعراف وللقوانين وحقوق الإنسان .

وعمليات الخطف والاعتداء بالضرب وغيرها من الأساليب الهمجية ، فكانت السمة الغالبة لأجهزة النظام القمعية ، وأصبح من المعتاد أن ترى العجب العجاب من تلك الممارسات الإرهابية ، وما جرى للمئات من المناضلين والوطنيين من الشيوعيين وغيرهم بعد تسنم مقاليد السلطة الإرهابي صدام حسين عام 1979 م وممارسات نظامه القاتل ، من قتل وتغييب واعتقال وتشريد وهمجية .

في أحد الأيام ، كنت قد جئت قبل سويعات من بغداد ، حينها كنت موظف في أحدى دوائر الدولة ببغداد ، وكان ذلك يوم الخميس ، كونه عطلة نهاية الأسبوع ، ونمت مبكرا ولا علم لي بالاحتفال الذي تقيمه المنظمة في بهرز ، وأنا لم أكن حينها أسكن في بهرز ، فغادرتها ولأسباب أمنية من عام 1975 بعد إعادتي إلى وظيفتي التي فصلت منها عام 1969 م ، حيث صدر قرار إعادة المفصولين السياسيين ، مما كان يسمى ( مجلس قيادة الثورة ! ) بعد قيام الجبهة عام 1973 م ، حيث تمت أعادتنا مع مئات أخرين في 1/4/1974 م ، وكان معنا من الذين أعيدوا معنا طيب الذكر أبا كفاح ( فخري عبد الغفور الألوسي الذي كان عسكري برتبة رائد أو مقدم حين تم فصله وسجنه عام 1963 م ) .

في ساعة متأخرة ليلا جاء لبيت والدي الشهيد فيصل خماس ( أبو رافد ... الذي تم خطفه من الشارع وتم تغيبه عام 1980 ) .

كنت حينها أغط في نوم عميق .. كنت متعبا ، نمت مبكرا في تلك الليلة ، .. فجاءت لإيقاظي والدتي رحمها الله !..

قالت يابه فيصل يريدك واكف بألباب !.. فأثار استغرابي قدومه في هذه الساعة المتأخرة !...

فأسرعت إليه .. أهلا إبا رافد خير ماذا حصل ؟ ...

قال كان عندنا احتفال لمنظمة الحزب ، وبعد الانتهاء من الحفلة وأثناء أيصال البعض من الحضور إلى بيوتهم !..
داهمهم عدد من الملثمين وأعتدوا على رفاقنا بالعصي وألات راضة وجارحة !.. ومن ضمن الذين أصيبوا شقيقك ثامر ! ( ثامر أستشهد مع أخي الشهيد فاروق والشهيد بن عمي فائق .. في عام 1983 م حيث تمت تصفيتهم في أقبية النظام المقبور مع 15 رفيق ورفيقة أخرين من مدينة بهرز ولم نعثر على رفاتهم لليوم !) ونريدك أن تذهب لتقيم دعوى في مديرية شرطة بهرز !...

فعلا أخذت أخي إلى مديرية شرطة بهرز ، وكان المعاون يغط في نومه حسب ما أخبرني أحد حراس المديرية ، فقلت له أذهب لإيقاظه !...
فقال ربما سيخلق لي مشكلة ويوبخني لو أيقظته في هذه الساعة !...

فقلت له أذهب وأترك الباقي علينا !...

فعلا ذهب وأيقظه فقال يقول خل يتفضل ، فدخلت عليه وبادرته بالسلام ..وعرفته بنفسي ( انا صادق محمد عبد الكريم .. بن المختار ) ... فقال أهلا وسهلا .. هل أنت بن المختار؟ .. الأبن الأكبر ؟.. قلت له بلا هو أنا !.. فقام وصافحني .. وقال كنت أتمنى أن أتعرف عليكَ قبل هذه الفترة !.. فقال أمر خدمة ؟! أستاذ صادق !.. تفضل أستريح !... قلت له لا شكرا .. أنا جئت لتسجيل دعوى ضد أناس ملثمين أعتدوا على أخي وعدد من رفاقنا في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بهرز ، والمعتدون لم نتمكن من تشخيصهم ، كونهم كانوا ملثمين ولكن هم بالتأكيد من البعثيين !.. فقال وكيف لك أن تكون متأكد كونهم بعثيين ؟ .. فقلت له لا يوجد لأحد مصلحة في الاعتداء على أناس مسالمين ولا يحملون سلاح غير البعثيين !...

فقال كان عليكم أن تخبرونا لحمايتكم والاحتفال !..
فقلت الاعتداء كان بعد انتهاء الاحتفال وليس أثناء الاحتفال !.. وهو اعتداء جبان وغادر .

قال سنكتب محضرا وتذهبوا إلى مشفى بعقوبة العام ، للمعاينة وإحضار التقرير الطبي بذلك وأرفاقه مع المحضر لنرسله إلى حاكم التحقيق ، وفعلا تم ذلك !..
ومن الطبيعي تم تسجيل هذا الاعتداء ضد مجهول كما يمارسه اليوم النظام القائم بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 م ولم يتغير في الأمر شيء !!...

هذه الممارسات ذات طابع سياسي جنائي بامتياز !..

من يقوم بها ويخطط لها وينفذها معروفون وهويتهم معروفة وغاياتهم معروفة !!..

وبصماتها ذات خلفيات بعثية !.. ولكن بأيدي من ورث همجية وأسلوب وفلسفة الفاشيون الجدد من البعث فاشية ، من بقايا النظام المقبور وأيتام وجلاوزة أحزاب السلطة وميليشياتهم الطائفية وعصاباتهم السائبة ، ومن يحمل فكرهم الظلامي المعادي للديمقراطية وللحرية وللكلمة الصادقة والنزيهة .
30/8/2016 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا