الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثنائية من أصول التكوين يا نصرالله ...

مروان صباح

2020 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


/ يحدث مراراً أن يشارك من حين لأخر أمين حزب الله لعبة التضييق بين الحق والباطل ، وبالتالي نشير إلى مسألة قد تكون غابت عنه ، فمن قوانين الخلق ، أن خلق رب العزة حياة البشرية والأرض على الثنائيات ، الفاضلة والفاسدة / الحقيقة والوهم / الجريمة والولاء / العنف والقوة / الموت الرخيص والحياة باهظة التكاليف / المتمدن والهمجي / الذات والاخر / الغرب والشرق / المركز والمحيط / المستعمِر والمستعمر ، وبالتالي هكذا تأسس الكون وهكذا ولد الإنسان على ثنائية الخير والشر والحب والكره ، ولهذا ميز الخالق المخلوق بالعقل الذي من المفترض له أن يميز بين الحق والباطل ، وطالما الثنائية بدأت من الأنثى والذكر وانتهت بهما وفي كل الأشياء ، إذن لماذا يدعو أمين حزب الله حسن نصرالله مناصريه بعدم مشاهدة قناتي العربية والحدث ويطالبهم بمقاطعتهما ومشاهدة المنار والميادين ، وبالتالي في مضامين الدعوة ، ليست سوى مطالبة الناس بإلغاء عقولهم والالتزام بعقل شخص واحد ، هو عقل حسن نصرالله ، إذن ما يراه مناسباً لا بد للناس أن تراه ايضاً مناسباً وحقاً .

ًفي ظل هذا الترهل الذي يعيشه لبنان تحديداً ، نذكر صاحب الدعوة ، قبل مساندة حزب الله العسكرية لنظام الأسد في سوريا ومشاركة النظام في ذبح السوريين وتشريدهم وتعذيبهم وإنهاء حلمهم الديمقراطي الوطني ، كانت قناتي العربية والحدث موجدتين في فضاء الأخبار ، وايضاً كان الحزب وإعلامه موجودون في الساحة ، وايضاً كانوا الناس يقفون مع الحزب ضد صراعه مع المحتل ، وبالتالي لم يخرج على سبيل المثال ، أي شخصية سعودية من المنظومة الحاكمة لكي تطالب مشاهدين قناتي المنار والميادين بمقاطعة الإعلام الحزب ، بل بقت العربية والحدث مستمرتين في تقديم موادهم للناس ، انطلاقاً من بديهيات المهنة ، بأن المشاهد لديه عقل والقرار في نهاية المطاف يعود له ، بل لديه الحرية الكاملة بالاختيار في ظل فضاء واسع وشاسع لا يمكن لأي مخلوق الحد منه .

الحقيقة التى تغيب عن حسن نصرالله ، بأن حكاية المقاومة بعد المسألة السورية سقطت تماماً ولم تعد ذو قيمة لدى الناس ، وهذا بالطبع هو السبب الجوهري الذي يمنع الإعلام الحزب من استقطاب الجماهير العربية إلى روايته وإعلامه ، بل أصبح مناصرون الحزب وايضاً مؤخراً ، منتسبو الحزب يلجأون إلى الإعلام الآخر لأن باختصار ، إعلام خط المقاومة حاله ، كحال الإعلام النظام الاسد في الخمسينيات من القرن الماضي ، الاخبار والتحليلات التى تقدم لا يمكن لهما إقناع الأطفال ، فكيف يمكن إقناع من يمتلك فضاء مزدحم بالقنوات الحرة .

بل تأتي دعوة المقاطعة في بلد ، أهله أفئدتهم ترتعش من عودت سنوات الحرب الأهلية ، كأن الذي أفقر لبنان وسرق أموال الناس وحول حياة اللبنانيين إلى جحيم ، قناتي العربية والحدث ، وبالتالي إذا كانتا العربية والحدث لمجرد تقدمان أخبار مضادة لاخبار الحزب وتفندان التضليل الذي يقدمه إعلامه ، مطلوب بمقاطعتهما ، إذن الذين سرقوا حلم اللبنانيون وأبقوهم عمراً طويلاً بلا كهرباء وبلا بنية تحتية والسياحة اصبحت في خبر كان والقمامة على أبوابهم والبطالة باتت الشيء الطبيعي بين الناس وسلسلة من الاغتيالات لشخصيات وطنية ، ماذا يتوجب أن يصنعوا بمن أوصلهم إلى هذا الانحطاط ، بل مازال الحزب مستمر بتحالفاته مع السارقين ومن ثم يخرج نصرالله ويؤكد على التحالف ويدعو مقاطعة الإعلام الآخر لكي يبقى الفساد بعيداً عن الفضائح ، لأنه يندرج في حرب المواجهة ، وهنا يتساءل المواطن اللبناني ، أليس مواجهة الفاسدين ، الذين عطلوا ويعطلون تشكيل حكومة مهنية أولى بالمقاطعة والمحاسبة من مقاطعة الإعلام العربي ، لكن من وقف مع أكبر نظام فاسد ومجرم على وجه الأرض ، ليس مستغرباً أن يقف ويحمي حلفائه الفاسدين ويدعو متسببين وأنصار الحزب بعدم متابعة قنوات يمكن لها أن تساهم بإيقاظهم من سباتهم . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت


.. مسيرة بمدينة نيويورك الأمريكية في ذكرى مرور عام على حرب إسرا




.. مشاهد تظهر حركة نزوح واسعة من مخيم -صبرا وشاتيلا- بعد الغارا


.. مشاهد توثق موجة نزوح كثيفة من مخيم صبرا وشاتيلا بعد الغارات




.. سقوط أكثر من 25 غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية لب