الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد رأي

محمد هالي

2020 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


في البداية أريد أن أبين أن النتائج التي ترتبت عن ما بعد الحرب العالمية الثانية، تختلف كليا عن التي هي موجودة اليوم، فبعد الحرب العالمية، و ما ترتب عنها، هو وجود مد اشتراكي قوي، و بروز قوى تحرر قوية، كانت في غالبيتها قوى تحرر تحمل النقيض للنظام الرأسمالي: الصين، الفيتنام، كوبا، كامبودج... بل حتى في عالمنا العربي برزت قوى تحرر، انتهت ببروز قوى وطنية بزعامة بورجوازية صغيرة، أو طبقة وسطى كالناصرية، و أحزاب البعث ... الخ مما جعل الامبريالية الرأسمالية تحاول الحفاظ على كينونتها بكافة السبل، سواءعن طريق ضخ قروض ضخمة،( مشروع مارشال مثلا) من أجل تدوير العجلة الرأسمالية، و الحفاظ على ديمومتها، لأن الاحزاب الماركسية عمت كافة أرجاء المعمور حتى في عقر دارها: اليونان، فرنسا، اسبانيا الخ، إن النتائج كثيرة و عميقة تحتاج الى بحث مطول، من أجل إبراز المحددات الموضوعية التي كانت عليها النظم الرأسمالية آنذاك في مواجهة قوى منظمة تحمل مشروعا اقتصاديا، و اجتماعيا منظما، له أهداف واضحة جادة ، تهدد ببديل حقيقي قابل للقضاء عليها في أية لحظة، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فإن الوضع الحالي يختلف اختلافا جذريا عن ذلك الوضع السابق، فهي تواجه دولا تعيش فوضى خلاقة منهارة اقتصاديا، و اجتماعيا تحمل مشاريع يمينية، تدور في فلكها مهما بلغت من النضج السياسي، يمين متطرف: إما بروح قومجية أو عرقية أو دينية.. بمعني لا تحمل بديلا حقيقيا يهدد وجودها ، بل الصراع حاليا ينصب في الغالب على توسيع مناطق النفود، و اعادة توزيع الغنيمة فيما بين الرأسماليات سواء كانت صينية أو امريكية، أو فرنسية، أو تركية ... و البقاء للأقوى، في هذه المعادلة الذي يحسن تصريف الهيمنة هو الذي سيستمر ، الصراع ينصب الان في توسيع جغرافيا الحدود للراسماليين، و السيطرة على المواقع الاستراتيجية في العالم، على مصادر الطاقة، و مناطق مرور السلع ، و مصادر المياه، لكي تعيش الرأسمالية كما كانت ، الصراع الآن ينصب بين الرأسماليين أما طبقات النقيض فهي تعيش تشتتا، و انهيارا، بسبب عدم وجود قوى مضادة قوية، أي غياب قوى تحرر حقيقية، فهي في غالبيتها تعيش صراعات هامشية، بذرائع كثيرة، و الانغراس فيما يسمى بالمجتمع المدني، تعيد انتاج خطاب الاصلاح من داخل نفس الانظمة ، و تؤمن بالمؤسسات الدولية، و تقاريرها المغشوشة، و تعتبرها مقياسا لتخلف ، و تقدم مجتمع ما، بل في غالبيتها تؤمن بمؤسسات الانظمة القائمة، و ترى بأنه من الممكن أن يكون الحل من داخل نفس النمط، و هذا يصدق على كل الدول الثالثية و من ضمنها المغرب، إننا نعيش أزمات حقيقية شاملة، فقوى اليسار العالمي يعيش أزمات لم يشهد التاريخ له منذ بداية القرن الواحد و العشرين مثله، و بالطبع سينعكس هذا على شعوبنا، و سيستمر تخلفنا، و انحطاطنا، و سيتم الاجهاز على المزيد من المكتسبات التي كانت قد تحققت في السابق ، و سنشهد المزيد من التفقير، و من انتشار العبوديات، و نشهد هزات عنيفة، لكنها لا تشكل تهديدا للطبقات الحاكمة، ستنتج مثل السيسي، و مثل ما يقع في السودان، و في دول عالمية كثيرة، المغرب سيبقى على حاله: انهيار الاحزاب، انهيار النقابات، بروز بؤر تمردية من حين لآخر، و في كل بؤرة سيتم ترميمها بالقمع، أو ببعض الاصلاحات الطفيفة، مادام الوضع الموضوعي العالمي يشهد انحطاطا لقوى تحرر بديلة عن انظمة الرأسماليين العالميين، من الممكن أن تتفجر حروب بين الرأسماليين سواء بين تركيا، و اليونان، أو بين ايران و امريكا، أو بين الصين و أمريكا، او بين قوى أخرى كالكوريتين الخ او سيتم عقد مؤتمرات شبيهة بمؤتمرات ما قبل الحربين العالميتين، من أجل تقسيم الكعكة فيما بين هذه الامبرياليات، لكن موقعنا من كل هذ ا سيكون نظامنا ينخرط في أي معادلة من هذه المعادلات، و نظرا لموقع المغرب الاستراتيجي ستسعى كل امبريالية للحفاظ على مصالحها معه، ستحاول إنقاده حسب طبيعة المشكل، لكن أي انقاد سيكون بمزيد من البؤس، و التفقير للطبقة الأدني اجتماعيا، كل الاحلام ستتبخر من طينة الديموقراطية التي ستأتي عن طريق الانتخابات القادمة، كيفما كانت طبيعة الحكومة في ظل النظام القائم ستكون حكومة طيعة للمؤسسات الدولية، و ستكرس نفس البنود، و نفس التفقير، و نفس التهميش.. و لو كانت بميزات شعارتية طنانة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا