الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب السعادة _ المقدمة

حسين عجيب

2020 / 8 / 31
العولمة وتطورات العالم المعاصر


1
" هل كان أحد ليختار الشقاء "
سؤال التنوير الروحي ، قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام ، محور هذا الكتاب .
من البديهي أن السعادة أو نمط لعيش السليم ( الذي يحقق الرضا وراحة البال ) ، غاية الانسان _ كل إنسان ، بصرف النظر عن الثقافة والجنس والدين والعمر واللغة وغيرها من المحددات السطحية للفرد ، والعنصرية بطبيعتها .
....
لماذا لا يعيش الفرد الإنساني الراشد ، والحالي خاصة ، بسعادة ؟
هذا السؤال ، كان محور البحث الذي قمت به على مدة سنوات ، وهو منشور على موقعي الشخصي في الحوار المتمدن " بحث السعادة " . وأعتقد أنه يغني عن الشرح ( وتفسير ) غياب المراجع في هذا الكتاب أيضا .
الجواب الأول والبسيط : لأنه لا يعرف كيف يعيش بسعادة .
السؤال والجواب ، ليسا أكثر من شرح ، وتفسير ، لسؤال التنوير الروحي السابق .
السؤال الثاني : لماذا لا يعرف الفرد الإنساني كيف يعيش بسعادة ؟
الجواب الثاني بسيط أيضا : لأنه لا يعرف نفسه .
والفضل في هذا الجواب يعود إلى أريك فروم ، وانصح بقراءة الانسان لأجل ذاته خاصة .
السؤال الثالث : لماذا لا يعرف الفرد الإنساني ( الحالي ...أنت وأنا ) نفسه ؟
الجواب أيضا بسيط : لآنه لا يحترم نفسه ، والأسوأ لأنه لا يحب نفسه .
السؤال الرابع : لماذا لا يحب الانسان ( الحالي خاصة ) نفسه ( عكس الاعتقاد السائد ) ؟
البعض يكتفي بالجواب الدائري لأنه لا يعرف نفسه .
لكني أعتقد أن الجواب مشترك ، اجتماعي وثقافي أولا ( واقتصادي بالطبع كي لا يزعل أصدقائي في اليسار ) : لا يحب الانسان نفسه ، لأنه يعتقد أن الحقيقة خارجه _ هناك .
وهنا لابد من الإشارة إلى عالم النفس الشهير كارل يونغ ، وتركيزه على المعتقد ، واعتباره محور الصحة النفسية والعقلية الثابت والجوهري .
2
السعادة ( طبيعتها وأشكالها ومعاييرها ) ...
هل السعادة نمط عيش ، أم نضج في الشخصية مع تحقيق الصحة العقلية المتكاملة ، أم العيش في مجتمع سليم وصحي ، أم هي كل ذلك معا بالتزامن ، أم أنها غير ذلك ، وربما يكتشف العلم لاحقا عضو السعادة _ أو محدداتها الموضوعية والدقيقة _ في الجسد أو في المجتمع أو في الثقافة ...؟!
هل تنفصل السعادة عن الصحة العقلية المتكاملة ، والحب ، والمقدرة على التسامح ، والتفكير الإبداعي ، والإرادة الحرة ، وتشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، ...وغيرها من المهارات الإنسانية العليا ، والمشتركة بطبيعتها .
هل السعادة شعور وعاطفة ، أم نمط من التفكير ، أم طقوس وعادات سليمة ومناسبة ، أم أنها كل ذلك دفعة واحدة وبالتزامن ؟!
سوف تبقى الكثير من الأسئلة الواردة بدون إجابة مباشرة ، ومكتملة .
لكن ، آمل عبر المناقشة والحوار المفتوح ، أن يخرج القارئ _ة بنتيجة مناسبة وخبرة مرضية منطقيا وعاطفيا ، وسوف أحاول تطبيق أساليب متعددة في التعبير والحجج ، على خلاف ما حصل في الكتاب السابق ( النظرية الرابعة ) بنهجه العلمي ، والجاف بالطبع .
....
مقدمة غير تقليدية ، وصادمة ربما
الذين لا يستطيعون الكذب مطلقا ، هم الأكثر مرضا عقليا بيننا ( عاطفيا واجتماعيا أيضا ) .
بعبارة ثانية ، المقدرة على الكذب خطوة أولى ( أو مستوى معرفي _ أخلاقي ) ومتقدمة ، في طريق النضج العقلي المتكامل .
1
الصحة العقلية بدلالة دائرة الراحة والأمان ، أو المجال الحيوي للفرد ، أحد ثلاثة أنواع :
1 _ المستوى الأولي في القيم الأخلاقية .
دائرة الراحة الذاتية ، أو النرجسية .
لا أظنها تحتاج إلى أدلة ، أو توضيح ، حيث كل المجتمعات المعروفة تعتبر أن من حق الفرد أن يعيش ، ويفكر بحالة التمركز الذاتي ، الأناني بشكل صريح ومباشر .
نمط العيش في هذا المستوى ، يكون وفق اتجاه اليوم أفضل من الغد بشكل ثابت ، ودائم .
2 _ المستوى الثانوي في القيم الأخلاقية .
دائرة الراحة الإنسانية ، أو الموضوعية .
نمط العيش في هذا المستوى ، يكون وفق اتجاه معاكس للسابق اليوم أسوأ من الغد .
لحسن الحظ لا يخلو مجتمع ، أو فئة اجتماعية من أمثلة على هذا النموذج .
هن وهم ، البطلات والأبطال المجهولات والمجهولين ، الذين بفضلهم _ن بقيت الهوية الألمانية والفرنسية وغيرها ، وما تزال الهوية السورية واللبنانية والعراقية تحافظ على الحد الأدنى بفضلهن _ م فقط .
أعتقد أن هذا المستوى يخلو من الزعماء في بلاد العرب والمسلمين ، وهو بطبيعته استثناء ، يمثله غاندي ومانديلا ايقونتا القرن العشرين .
3 _ المستوى المتوسط في القيم الأخلاقية .
دائرة الراحة الاجتماعية ، أو الوطنية .
....
على المستوى الذاتي لا توجد قيم إنسانية ، فقط نظم الأخلاق الاجتماعية الدوغمائية بطبيعتها .
" مكره أخاك لا بطل "
عبارة تكفي عن الشرح والأدلة .
على المستوى الاجتماعي ، توجد القيم الثقافية المختلفة وهي بمجملها صفرية المحصلة .
البطل الفلسطيني يعتبر مجرما بالنسبة لغالبية الإسرائيليين ، والعكس صحيح أيضا .
حل هذه المعضلة إما بالنكوص إلى المستوى الأولي ، أو الارتقاء الإنساني والنضج .
على المستوى الإنساني ، حيث القيم الإنسانية العليا مشتركة بطبيعتها ، وهي متشابهة أيضا بين الأديان المختلفة والأحزاب وغيرها ، تمثلها في الثقافات القديمة الوصايا العشر ، وتمثلها في العصور الحديثة حقوق الانسان ، جوهرة القرن العشرين .
2
القيم الإنسانية بالتصنيف الرباعي ، من الأدنى والأقدم إلى الأرقى والأحدث
1 _ الصدق النرجسي ، أو الصدق السلبي .
نموذجه النميمة والوشاية ، والثرثرة القهرية .
2 _ الكذب ، مستوى معرفي _ أخلاقي مشترك بين البشر .
وهو منجز فردي ، ولا يكتسب بالوراثة أو بالتعليم .
لا يمثل الكذب قيمة إيجابية في العالم ، سوى كحالة استثنائية ، في العمل السياسي مثلا ، أيضا في البلاد المنكوبة بمتلازمة ( الأنظمة الفاسدة والحروب الأهلية ، وجهان لنفس العملة ) .
3 _ الصدق ، مستوى معرفي _ أخلاقي نخبوي في غالبية المجتمعات والثقافات المعاصرة .
مع أنه عتبة الصحة العقلية المتكاملة ، التي تحقق مصلحة الفرد النهائية ، المباشرة والمركبة أو القريبة والمستقبلية بالتزامن .
لكن مشكلة الصدق ، أنه ينطوي على مقامرة ومخاطرة في أغلب الثقافات المعروفة .
وحل المشكلة السلبي في النكوص والتراجع ، أو الإيجابي عبر الارتقاء والنضج المتكامل .
4 _ الكذب الإيجابي ، ذروة القيم الإنسانية ، وهو يمثل حالة إبداعية ونوعية .
مثاله النموذجي التواضع وإنكار الفضل الذاتي .
نماذجه الإنسانية سبينوزا وتشيخوف وشيمبورسكا ...وغيرهم
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مغامرات جاد- قصص ومغامرات صانع المحتوى جاد خليل


.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24




.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع


.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة




.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو