الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كورونافوبيا بين مطرقة الخوف وسندان الحب
مريم القمص
كاتبة وصحفية واخصائية اعلام تربوي
(Mariam Elkmoss)
2020 / 8 / 31
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
منذ مدة اتصلت بي صديقة قريبة لقلبي، كى تخبرنى عن قدومها من الخارج بعد سنوات من الفراق بيننا، أخبرتني إنها ترغب فى المجئ إلي، إشتياقاً لمجلسنا القديم ، بالصراحة المعهودة لأصحاب برج القوس ، إعتذرت لها بطريقه غير مباشرة خوفا"منها وعليها من عدوى كورونا وأنهيت معها الحوار بشكل دراماتيكي ، وأنتهى الكلام بعد أن ترك الحديث داخلي مراره أتذوقها حتى تلك اللحظة ، ولكن ترك معى شعور الخذلان الذي أذقته لصديقتى لرفضى مقابلتها، تلك الصديقة التى شاركتنى فصول الحزن والفرح من سنوات عمري التى مضت ..، ومن بعدها صرت أنظر لكورونا كعدو شخصي ...كعداوتي لحقنة التطعيم فى أبتدائى ... أوكالخوف الذى كان يعتريني عندما تطفئ أمى أنوار منزلنا إستعدادا للنوم فى صغري، وهذا ما نجح فيه فيروس كورونا ربما أكثر من قدرته على نزع أحبابنا منا كأسد زائر يلتهم ما يريد ،فقد نجح أن يجردنا من انسانيتنا، من مشاعرنا الرصينة من الود ، من الدفء من الصفاء، وربما من النقاء من أجل ان ننجو بأنفسنا من شبح الموت .. وبعيدا عن كونه فيروس مخُلق لمخطط إقتصادي يستهدف تحديد زعامة العالم الجديد كما يرى البعض ، أو خطة أشمل للماسونية التى يصدق فيها الكثيرين، نجد أنفسنا أمام حالة جديدة فُرضت علينا ...نعم ففيروس كورونا ما هو إلا حالة من الخوف والقلق والحذر والألم والتعب والنضال فأنت تحارب شبح ليس كاكاسبر ذلك الشبح الودود فى رسوم الأطفال المتحركة ، بل أنه متمرس، مخادع، متخاذل يعلم كيف يحاربك بأسلحتة فى زمن تكنولوجيا الجيل الخامس ونحن نجابهه وفاض اليدين اللهم إلا بضعة مقويات، وحفنة من الطعام الصحى ..هل أضعف كورونا من علاقتنا بمن نحب ...؟! هذا يعتمد على من نحب ..وعلى فهمه لنا ومراهنته على خصالنا التى كشفناها له... فالنهون عن انفسنا ولنلتمس الأعذار لغيرنا.. فحينما يصل الأمر للحياة وللعمر، يصير الأنسان شخص لم يعهده من قبل ،شخصاً أنانياً ربما تكون الأنانية هنا مشروعة خاصة ً إذا كان صاحبها قد تجرع من كورونا سما" لا ترياق له، فهل يمكن للحب أن يمحي ما افسدته كورونا فى جيناتنا الاخلاقية والنفسية؟! أتمنى هذا كاأمنيتى أن تصفح عنى صديقتي الغالية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد سقوط الأسد... سوريون في ألمانيا يعبرون عن آمالهم ومخاوفه
.. مغامرة كاياك لا مثيل لها بالإمارات
.. مئات الضربات الجوية والبحرية الإسرائيلية تدمر غالبية قدرات س
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
.. مراسل الجزيرة يرصد مشاهد من حرق ضريح الرئيس السوري السابق حا